* أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم أهرامات الغناء بالعالم العربى.. والجمهور المصرى يمنحنى حبًا استثنائيًا
* عندما أكون على مسرح الأوبرا المصرية أشعر أننى أغنى فى بيتى
* أبحث عن تقديم الطرب بروح العصر.. والإحساس والصدق أساس اختيارى للأغانى
بصوته الدافئ وإحساسه الصادق، يواصل الفنان وائل جسار رحلته فى الدفاع عن الأغنية العربية الجادة فى زمن الضجيج، وفى كل ظهور له على مسارح الأوبرا المصرية، يثبت أن الأصالة ما زالت قادرة على أن تملأ القلوب قبل القاعات.
ويعود وائل جسار هذا العام ويشارك فى فعاليات الدورة الـ33 من مهرجان الموسيقى العربية، الدورة التى تحمل اسم كوكب الشرق أم كلثوم، لتُعيد وهج الطرب الأصيل لليالى القاهرة.
وفى حواره لـ«الشروق» يكشف الفنان اللبنانى عن شعوره تجاه المشاركة بالمهرجان هذا العام، ورمزية اسم أم كلثوم، وأسرار مشواره فى الحفاظ على هويته الطربية فى زمن الإيقاع السريع، ويتحدث عن فلسفته الخاصة فى اختيار الأغانى وصناعة النجاح.
يقول وائل جسار إن مشاركته فى مهرجان الموسيقى العربية تمثل له تقديرًا كبيرًا، فمجرد وجوده فى بلد الفن مصر؛ هو فى حد ذاته تكريم لمسيرته الفنية، أما أن يكون جزءًا من هذا المهرجان العريق فذلك شرف أكبر ومسئولية عظيمة فى الوقت نفسه، فهو لا يتأخر أبدًا عن المشاركة فى المهرجان، وحتى فى الدورات التى لم يحضر فيها كان يعمل على تحضير أفكار وأعمال جديدة، والجميل أن الجمهور المصرى دائمًا يمنحه حبًا استثنائيًا، فحفلاته فى مصر عادةً ما تكون كامل العدد بمجرد فتح شباك التذاكر، وهذا بالنسبة له تقدير غالٍ وشهادة حب من جمهور عظيم فى معقل الفن العربى.
وعن المسئولية التى تقع على عاتقه فى دورة المهرجان التى تحمل اسم أم كلثوم، أكد جسار أن المسئولية موجودة دائمًا فى كل مكان وزمان، لأن الفنان الحقيقى يشعر أنه دائمًا مطالب بتقديم الأفضل لجمهوره، والجميل والمميز فى هذه المشاركة أنها تأتى من دار الأوبرا المصرية، وفى دورة تحمل اسم كوكب الشرق أم كلثوم، وهذا فى حد ذاته شرف كبير لأى فنان عربى.
وعن الأغنية التى يمكن أن يفكر فى إعادة تقديمها من مكتبة كوكب الشرق، قال إنه اختار «ألف ليلة وليلة»، لأنها قريبة جدًا من طريقته فى الغناء، ومن إحساسه بالكلمة، بها مساحة صوتية وشجن، وبها رومانسية تشبهه، لكن بالتأكيد لا يوجد أحد يستطيع أن يغنى مثل أم كلثوم، نحن نحاول أن نكرّم تراثها بأسلوبنا.
وأكد وائل جسار أن أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ هم أهرامات الغناء فى العالم العربى، ومدارس فنية لا تتكرر، ومعهم كبار الملحنين مثل سيد درويش ومحمد فوزى وبليغ حمدى، وضعوا الأساس الحقيقى للفن العربى الأصيل، وصوت أم كلثوم تحديدًا يظل خالدًا لأنه صوت من مدرسة الصدق والإحساس، مدرسة صعب تتكرر مهما مر الزمن.
وأوضح أنه منذ بداياته سنة 1995 وهو حريص أن كل أغنية يقدّمها تكون مزيجًا من الطرب والأصالة والتطور فى الوقت نفسه، فهو دائمًا يختار الكلمة الصادقة التى بها إحساس وشجن، كما أنه استطاع مع أصدقائه المقربين فى الموسيقى، منهم الموسيقار وليد سعد والملحن عادل عايش، اللذان ساعداه كثيرا، مشيرا إلى العلاقة الإنسانية والفنية التى تجمعهم، وهذا ما يجعلهم دائمًا يطوّرون فى شكل الموسيقى دون أن يفقدوا هويتهم، وهو مؤمن أن احترام الجمهور يبدأ من احترام النفس والفن الذى يقدمونه، ولذلك لا يقدم فى يوم من الأيام عملا غير لائق أو بعيدا عن المستوى الذى تعود عليه الجمهور منه.
وعن سر حفاظه على صوته، رغم الزمن، الموسيقى، أوضح جسار أنها نعمة من الله قبل أى شىء، وكل ما يقوم به هو أن يغنى بإحساسه، ويقدّم كل عمل وهو مؤمن به من قلبه، والجميل فى الموضوع أن الجمهور دائمًا يشعر بذلك، والدافع الحقيقى لأى فنان هو تفاعل الناس، وتشجيع الجمهور له يجعله يقدّم أكثر ويفكّر دائمًا فى إسعاده، وهو مؤمن أنه عندما يريد الإنسان أن يقدم شيئا جيدا وصادقا يكون هناك توفيق من الله، ويأتى النجاح والتقدير من الجمهور.
وأوضح جسار أن معاييره فى اختيار الأغانى تعود إلى أن لديه جمهورا واسعا فى كل الوطن العربى، وهذا ما يجعله دائمًا يفكر جيدا قبل أن يختار أى عمل جديد، مع الوقت تكتشف أن الجمهور يحب منك لونًا معينًا، لكن فى نفس الوقت لابد من التجديد وتقدّم أفكار مختلفة، ورغم أى تغيير أو تطور فى الموسيقى فهو دائمًا يحافظ أن يكون شغله فى دائرة الفن العربى الراقى.
وأكد أن الجمهور المصرى له مكانة خاصة جدًا فى قلبه، فهو الذى فتح له بابه الكبير منذ بداياته، ومن خلاله وصل لكل الوطن العربى، والشعب المصرى ذواق للفن الحقيقى، ويشعر بالإحساس قبل أى شىء آخر، ولذلك يشعر أنه يغنى فى بيته عندما يكون فى أى حفل بمصر.
وعن وصفه بأنه آخر من يحمل لواء الأغنية الطربية، شدد على أن الأمر شرف أكثر من كونه لقبا، ومن الممكن أن الجمهور يراه صوتا ما زال متمسكا باللون الطربى، وهذا ليس بسبب أنه أحب أن يعيش فى الماضى، بل على العكس؛ فهو يحاول أن يقدّم الطرب بروح العصر، السر ببساطة أنّه مؤمن بأن الأغنية الحقيقية تعيش عندما يكون فيها إحساس وكلمة ولحن محترم، وهذا ما يسعى لتقديمه منذ أول يوم غنى فيه.