تميز البابا فرنسيس، منذ انتخابه كبابا للفاتيكان، بأسلوبه الخاص الذي جذب أنظار العالم، حيث غيّر في الساعات الأولى من توليه المنصب نهج البابوية بشكل جذري.
واعتمد البابا فرنسيس في حياته على التواضع والتقشف، إذ ظل متمسكًا بانتعال الحذاء الأسود الذي كان ينتعله عندما كان كاردينالاً، وابتعد عن ارتداء الحذاء الأحمر، الذي كان يفضله سلفه.
وفي مذكراته التي تحمل عنوان «الأمل: السيرة الذاتية «Hope: The Autobiography، وصف البابا فرنسيس شعوره بعد الانتخاب، قائلًا إنه «كان هادئاً وواثقاً تماماً من أنه لا يريد كل تلك البهرجة المحيطة بمنصب البابا».
وروى في مذكراته أنه كان يفضل ارتداء حذائه الأسود الطبي، كما رفض العيش في الشقة البابوية في القصر الرسولي في الفاتيكان، فما سر الحذاء الأسود الذي ارتداه؟
صُنعت تلك الأحذية من قبل صانع الأحذية الذي استخدمه البابا فرنسيس، لأكثر من 40 عامًا، كارلوس ساماريا.
وقال ساماريا في تصريحات صحفية سابقة، إن الأحذية التي يرتديها البابا فرنسيس «بسيطة ومصنوعة من الجلد الأسود، وذات مقدمة ناعمة ولا تحتوي على أي زخارف».
وخالف البابا فرنسيس، بارتدائه الحذاء الأسود التقاليد السائدة لارتداء الباباوات الأحذية الجلدية الحمراء للخارج.
ويرمز اللون الأحمر في الإيمان الكاثوليكي إلى الاستشهاد وآلام المسيح. بمعنى آخر، يشير هذا اللون إلى أن البابا يسير على خطى المسيح.
لكن فرنسيس، أبدى رغبة في العيش ببساطة أكبر، مما أكسبه إعجابا واسعا من العديد من الأشخاص، وقال أكثر من مرة: «شعبي فقير وأنا واحد منهم»، مفسرا بذلك بساطة إطلالاته وقراره بالعيش في شقة وطهي طعامه بنفسه.
ولم يفضل البابا الركوب في السيارات البابوية التقليدية المضادة للرصاص، حيث يسميها بحسب ما ذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية «علب السردين»، وكان يقول إنه يفضل أن يكون «أقرب إلى الناس».
كما امتاز رداء البابا فرنسيس اليومي ببساطته وألوانه الموحدة، حيث اكتفى بثوب كهنوتي أبيض طويل يغطي الكاحل، ويترافق معه رداء يغطي الكتفين «كاب» يرمز لسلطة البابا.
وأعلن الفاتيكان، الاثنين، وفاة البابا فرنسيس عن عمر 88 عاماً.
وكان آخر ظهور للبابا أمس خلال قداس عيد الفصح بكاتدرائية القديس بطرس، حيث أطل من الشرفة ثم تجوّل بسيارته بين الناس في الساحة، حيث احتشد آلاف المؤمنين للاحتفال بالعيد.
وكان البابا يعاني من الضعف جراء إصابته بالتهاب رئوي، دخل على إثره المستشفى لنحو شهر.