دعا السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحويل تصريحاته حول رغبته في تحقيق السلام إلى أفعال ملموسة بإحياء اتفاق سد النهضة الذي رعته واشنطن عام 2020.
وكان ترامب قد أشار في تدوينة أمس على منصة "تروث سوشيال" إلى أحقيته في نيل جائزة نوبل للسلام، مستعرضًا جهوده في عدة ملفات، منها الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا.
وقال إن سد النهضة الضخم الذي بنته إثيوبيا بتمويل وصفه بـ"الغبي" من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل.
واعتبر السفير حجازي، في تصريحات لـ«الشروق»، أن تدوينة الرئيس الأمريكي تمثل فرصة لاختبار جديته، قائلًا: "إذا كانت تدوينة الرئيس ترامب تعني أنه رجل يسعى من أجل السلام، فعليه أن يبذل مساعيه بالفعل لتحقيق الأمن والاستقرار".
وطالب بتبني ترامب جهودا دبلوماسية تقود إلى التوقيع على الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف وامتنعت إثيوبيا عن حضوره.
وذكّر حجازي بأن واشنطن، بالتعاون مع البنك الدولي، قادت مفاوضات جادة بين نوفمبر 2019 وفبراير 2020، تحت إشراف ترامب وبرئاسة وزير خزانته، تمكنت من خلالها من صياغة مشروع اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد.
وأضاف أن وزير الخارجية المصري حضر ووقع بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق، بينما تغيبت إثيوبيا عن جولة التوقيع النهائية "في مفارقة دبلوماسية غير مألوفة".
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الإدارة الأمريكية عليها أن "تبادر مجددًا لإحياء العمل لتنفيذ هذا الاتفاق والتوقيع عليه بين الأطراف الثلاث في البيت الأبيض بحضور الرئيس ترامب"، مشيرًا إلى أن هذا المسار هو المدخل الطبيعي لعلاقات مستقرة في إقليم شرق القارة وحوض النيل.
ونوّه حجازي بأن اتفاق 2020 الذي رعته واشنطن كان قد توصل إلى صيغة متكاملة تحمي حق إثيوبيا ومصر والسودان في التنمية وفي الاستفادة من مياه النيل دون إيقاع أضرار بمصالح مصر الحياتية في نهر النيل.
وفي ديسمبر 2023، أعلنت مصر انتهاء مفاوضات سد النهضة دون التوصل لأي نتائج، مضيفة أنها ستراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل السد.
وأكدت القاهرة، حينها، احتفاظها بحقها المكفول بموجب المواثيق والاتفاقيات الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر.
وأشار ترامب إلى أحقيته في جائزة نوبل بعدما ساهم في تحقيق السلام بين الهند وباكستان، وبين صربيا وكوسوفو، وكذلك الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وقال حجازي إن مصر ستدعم وتؤيد هذا الترشيح لو توصل إلى حل للأزمة الراهنة وعدم تلبية دعوة الحرب والقتل التي تدعوه إليها إسرائيل ضد إيران، وتسوية الأوضاع في المنطقة بما يشمل جهود التوصل لحل للقضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في قطاع غزة، وإطلاق مؤتمر إعادة الإعمار.
ودعا مساعد وزير الخارجية الأسبق، الشركاء في المنطقة، والأوروبيين، إلى دفع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار سواء كان الأمر يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الصراع الإسرائيلي مع إيران ووقف توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يقود المنطقة لحالة دائمة من الحرب والمواجهات ويحرم شعوبها من قدراتها وثرواتها وآمالها في التنمية والاستقرار.