أحدثت أدوات الذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة منذ ظهورها، وأصبح معظم الأشخاص يعتمدون عليها في أداء أعمالهم بدءًا من الطالب وحتى العاملون في الوظائف المختلفة.
لكن لأدوات الذكاء الاصطناعي بعدًا آخر لم يطرقه الكثيرون، وهو إمكانية استخدامها كأدوات لتطوير الذات، إذ تعد بديلًا أفضل وأسهل من التدريبات والكتب، كونها تتيح للمستخدم تجربة تفاعلية تساعد في ترسخ المهارة في ذهنه، مما يتيح اكتسابها بسهولة.
ووفقًا لتقرير على موقع "Medium"، نستعرض كيف يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الشخصي وتطوير مهارات الذات.
1. التعلم الشخصي وتطوير المهارات
توفر منصات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي تدريبات مصممة خصيصًا وفقًا لاحتياجات المستخدام، من خلال خوازميات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تحليل سماته الشخصية، مثل نقاط القوة والضعف، وسرعة التعلم، وتوصي بمحتوى يعتمد بشكل أساسي على تقدم الشخص واهتماماته ورغباته، على سبيل المثال، تقترح تطبيقات تعلم اللغة دروسًا مُحددة في المفردات والقواعد ترغب في تحسينها بناءً على أخطائك السابقة.
يستطيع الشخص أيضًا باستخدام عدد من التطبيقات، التعلم بالسرعة والأسلوب الذي يناسبه.
2. الصحة النفسية والرفاهية العاطفية
تُعتبر الصحة النفسية جزءًا أساسيًا من تطوير الذات، وتُتيح تقنية الذكاء الاصطناعي دعمًا أكبر للصحة النفسية.
تتيح تطبيقات الصحة النفسية القائمة على الذكاء الاصطناعي، التحدث عند الشعور بالضيق والحزن، مع توفير الدعم الكامل، بناءً على الرد السريع والمتعاطف مما يساعد على التحكم في التوتر والمرونة العاطفية.
تُحاكي أيضًا روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي جلسات العلاج النفسي، مُوفرةً بذلك منفذًا للتعبير عن المشاعر، وبالرغم من أنها لا تُحدّث مُعالجًا بشريًا، إلا أنها تقدم الدعم في كل وقت وفي كل مكان.
تُحلل العديد من تطبيقات اللياقة البدنية المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي سلوكياتك اليومية لفهم أنماط مزاجك أو سلوكك، وتُقدم استراتيجيات مُخصصة لمساعدة الشخص على إدارة التوتر أو القلق.
3- الصحة واللياقة البدنية
يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الشخص على تحسين لياقته البدنية، وإنشاء تمارين رياضية مُخصصة، وحتى الوقاية من الإصابات.
خطط تمارين مُخصصة: تستخدم تطبيقات للياقة البدنية، الذكاء الاصطناعي لبناء خطط تمارين بناءً على مستويات اللياقة البدنية الشخصية، والأحلام، والتعليقات، مما يضمن التوازن الأمثل بين المهام والمسؤوليات.
تُسجّل أجهزة مثل Fitbit وApple Watch معدل ضربات القلب، وأنماط النوم، والأنشطة اليومية، وتقدم ملاحظات تُساعد على تحسين اللياقة البدنية
تُحلل تطبيقات التغذية المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي استهلاك الطعام وتُقدّم نصائح مُخصّصة حول سلوكيات الأكل الصحية، بالاعتماد على معلومات الخيارات الغذائية، والأهداف الصحية، وحتى معلومات الحساسية، التي أدخلها الشخص عند بداية استخدامه للتطبيق.
4. إدارة الوقت والإنتاجية
تستخدم أدوات مثل تقويم جوجل، وتودويست، وRescueTime الذكاء الاصطناعي لمتابعة الجداول الزمنية، وضبط المواعيد.
يُتيح الذكاء الاصطناعي للشخص إيجاد أفضل معايير الإنتاجية من خلال قراءة أنماط التقويم. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي في تقويم جوجل تحديد الوقت المناسب للاجتماعات بناءً على توفر جميع المشاركين.
تفحص أدوات مثل RescueTime كيفية قضاء وقتك على الأجهزة، وتقدم نصائح لتقليل التشتيت، وتحديد الأهداف، وإدارة الوقت على الشاشة بشكل صحيح.
يمكن لتطبيقات التركيز المدعومة بالذكاء الاصطناعي حظر المواقع المشتتة، والتوصية بأوقات العطلة، أو حتى إنشاء أجواء صوتية محيطة تشجع على التركيز، مما يُسهِّل العيش في ظل التحديات.
5. التأمل الذاتي وتدوين اليوميات
يُعد تدوين اليوميات أداة فعّالة للتأمل الذاتي والازدهار الشخصي، وقد نقل الذكاء الاصطناعي هذه الممارسة العريقة إلى العصر الرقمي.
تستخدم تطبيقات مثل Reflectly وJourney وDaylio الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين على تدوين اليوميات بكفاءة أكبر وبناء روابط مهمة في تأملاتهم.
توفر العديد من تطبيقات تدوين اليوميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي حوافز تستند إلى مشاعر المستخدم أو أحدث القصص، مما يساعد على توجيه عملية تدوين اليوميات نحو تأمل أعمق.
يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل مدونات المذكرات اليومية لاكتشاف أنماط المشاعر، مما يسمح للمستخدمين بمعرفة كيفية تغير مزاجهم بمرور الوقت وتحديد العوامل الكامنة وراء ذلك.
تتيح هذه التطبيقات أيضًا للمستخدمين تحديد أهدافهم الشخصية وتطوير مهاراتهم الموسيقية، مع التذكير الدوري بالبقاء على المسار الصحيح والتأمل في الإنجازات.
في الختام، ومع أن الذكاء الاصطناعي يوفر باقة متميزة تُساعد في تطوير الذات، ولكنها تعتمد على إدخال البيانات الشخصية، لذا من المهم التحقق من استخدام تطبيقات تحمي بيانات المستخدم وخصوصيته، بالإضافة إلى أهمية التوازن في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتعامل معهم كأداة للمساعدة وليست بديلًا عن بذل الجهد الشخصي والتركيز لتحقيق النمو الشخصي مُتجذّرًا في الجهد الشخصي والموضوع والتركيز.