ترامب يعدل عن إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.. كيف أقنعه وزير الخزانة بذلك؟ - بوابة الشروق
الإثنين 21 يوليه 2025 9:10 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

ترامب يعدل عن إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.. كيف أقنعه وزير الخزانة بذلك؟

وكالات
نشر في: الإثنين 21 يوليه 2025 - 4:15 م | آخر تحديث: الإثنين 21 يوليه 2025 - 4:15 م

تمكن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في حديث خاص مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من إقناعه بوجوب عدم إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وفق ما قاله أشخاص مطلعون لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وأوضح الأشخاص المطلعون، وفق الصحيفة، أن بيسنت ركز في شرح أسبابه لتجنب خلاف علني بشأن الأشهر الـ10 الأخيرة من ولاية باول في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على عدة محاور، من بينها التأثيرات المحتملة على الاقتصاد والأسواق، واحتمال أن يكون المجلس في طريقه بالفعل إلى خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري، إضافة إلى العقبات السياسية والقانونية المحتملة لمثل هذه الخطوة.

وقال أحد الأشخاص المطلعين، إن بيسنت اعتبر إقالة باول "غير ضرورية"، نظراً للأداء الجيد للاقتصاد وتفاعل الأسواق الإيجابي مع سياسات الرئيس. وأضاف أن بيسنت ذكّر ترامب بأن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ألمحوا إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام.

وظل احتمال أن يُقدم الرئيس على إقالة باول مطروحاً منذ عدة أشهر، لكنه عاد ليتصدر المشهد العلني مجدداً خلال الأسبوع الماضي.

شكاوى متكررة

وكان ترامب قد اشتكي مراراً من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى خفض أسعار الفائدة لتقليل أعباء الدين الفيدرالي. فيما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، إن الرئيس أبلغ نواباً جمهوريين خلال اجتماع عقد مؤخراً أنه قد يُقدم قريباً على إقالة باول. ولكن في وقت لاحق من نفس اليوم، قال ترامب للصحفيين، إنه لا يعتزم اتخاذ هذه الخطوة، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.

وأثار هذا الجدل اضطرابات مؤقتة في الأسواق المالية الأمريكية، إذ يرى كثير من المستثمرين أن محاولة تغيير مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) بسبب خلافات على السياسات، قد تُقوض تدريجياً استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، أو قدرته على اتخاذ قرارات لا تحظى بتأييد شعبي عند الضرورة للحفاظ على معدلات تضخم منخفضة.

وفي أبريل الماضي، ذكرت "وول ستريت جورنال"، أن بيسنت ووزير التجارة، هوارد لوتنيك، نصحا ترامب بعدم محاولة إقالة باول عندما تحدث الرئيس علناً عن "إقالة" رئيس الاحتياطي الفيدرالي.

وفي هذا التطور الأخير، أبلغ بيسنت ترامب، بأنه إذا أقال باول قبل انتهاء ولايته، فقد يرفع الأخير دعوى قضائية قد تستمر حتى فصل الربيع، أي بالتزامن مع موعد انتهاء ولايته في جميع الأحوال.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال"، الأحد، أنه لم يكن بحاجة إلى بيسنت ليشرح له أن إقالة باول ستكون سيئة للأسواق.

وقال ترامب: "لم يكن أحد بحاجة إلى أن يشرح لي ذلك. فأنا أعرف أكثر من أي شخص آخر ما هو جيد للأسواق، وما هو جيد للولايات المتحدة. الناس لا يشرحون لي، بل أنا من أشرح لهم!".

فراغ قيادي

وأقر بعض المستشارين المقربين من الرئيس الأمريكي، بأن أي محاولة لإقالة باول، حتى في حال عدم رفعه دعوى قضائية متوقعة، قد تؤدي إلى فراغ قيادي مطول، نظراً لعدم وجود ما يضمن أن يصادق مجلس الشيوخ الذي يكون عادة خارج واشنطن في أغسطس، على مرشح بديل بسرعة.

كما أن إقالة باول رغم اعتراض عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، قد تؤدي إلى عرقلة عملية التصديق على تعيين أي خليفة له.

وبموجب القانون الحالي، يتولى نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مهام الرئيس في حال غيابه. ويشغل هذا المنصب فيليب جيفرسون، وهو مقرب من باول ومُعين من قبل الرئيس السابق جو بايدن.

كما أقر المستشارون المقربون من ترامب، بأن العقبات المرتبطة بالأسواق المالية والجوانب العملية لإقالة باول، قد تضع ترامب أمام معادلة خاسرة، إذ ستتحمل إدارته تبعات أي ردود فعل سلبية في الأسواق دون أن تحصد مكاسب فورية على صعيد التأثير في السياسة النقدية.

وعلاوة على العقبات المباشرة، أبلغ بيسنت الرئيس ترامب، أن بإمكانه بالفعل ترك بصمته على مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ تنتهي ولاية أدريانا كوجلار، وهي أحد أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، في يناير المقبل، كما تنتهي فترة رئاسة باول في مايو، ما يمنح ترامب فرصة لشغل مقعد أو مقعدين في المجلس مطلع العام المقبل.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن ترامب "سيرشح أفضل مرشح ممكن لإعادة الكفاءة والثقة والمساءلة إلى الاحتياطي الفيدرالي".

خطة لمواجهة باول

وتزامنت إعادة ترامب النظر في إقالة باول، مع شروع عدد من مسؤولي الإدارة في طرح "خطة جديد لمهاجمة باول"، عبر التشكيك في إشرافه على مشروع ترميم مبنيين تاريخيين سيصبحان المقر الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي في واشنطن.

وقد شهد المشروع، تجاوزات كبيرة في التكاليف، عزاها الاحتياطي الفيدرالي إلى ارتفاع أسعار المواد وتحديات إنشائية غير متوقعة.

ويدعو عدد محدود من منتقدي باول في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى استقالته، لكن ثلاثة جمهوريين على الأقل في لجنة الشؤون المصرفية بمجلس الشيوخ قالوا إنهم لا يعتقدون أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي يمكن أو ينبغي أن يُقال من منصبه.

وأعرب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثيون، عن مخاوف مماثلة، الأربعاء، إذ قال لشبكة Fox News: "أعتقد أن الأسواق تريد احتياطي فدرالي مستقل".

ويتناقض النهج الحذر الذي يتبعه بيسنت مع بعض مسؤولي الإدارة الآخرين الذين طرحوا أساليب أكثر عدوانية. وكان ترامب قد قال للصحفيين، الثلاثاء الماضي، إنه يعتبر بيسنت شخصية "مُطمئنة".

ويقود مدير مكتب الموازنة في البيت الأبيض، راسل فوت، حملة للضغط على باول بسبب تجاوزات التكاليف في مشروع إنشاءات الاحتياطي الفيدرالي، في محاولة محتملة لتمهيد الطريق لإقالته "لأسباب وجيهة" قد تتيح تجاوز الحماية القانونية التي يتمتع بها.

وفي إطار هذه الجهود، عين ترامب مؤخراً ثلاثة مستشارين، أحدهم يعمل مباشرةً مع فوت، في لجنة تخطيط محلية كانت قد وافقت على التصاميم المعمارية لمقر الاحتياطي الفيدرالي في عام 2021. وقد هدد هؤلاء المستشارون، إلى جانب فوت، بالسعي لإجراء تدقيق شامل في قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بالبناء والشؤون المالية.

كما طلب هؤلاء المستشارون زيارة موقع إنشاءات الاحتياطي الفيدرالي، ووافق المجلس على تنظيم جولة ميدانية مساء الجمعة، بحسب ما قاله جيمس بلير، نائب رئيس الموظفين، للصحفيين بعد ظهر الجمعة. وأوضح أن التوقيت لم يكن مناسباً، وطلب إعادة تحديد الموعد للأسبوع التالي.

وقال بيسنت، الأسبوع الماضي، إن عملية اختيار خليفة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي بدأت بالفعل، فيما يُنظر إلى المستشار الاقتصادي البارز، كيفن هاسيت، داخل الدائرة المقربة من ترامب، على أنه المرشح الأوفر حظاً حالياً.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك