تظاهر آلاف المحتجين التونسيين، الثلاثاء، بمدينة قابس جنوب شرقي البلاد، للمطالبة بوضع حد لتلوث المصنع الكيميائي بالمدينة.
جاء ذلك خلال مسيرة جابت شوارع المدينة التي شهدت في وقت سابق الثلاثاء، إضرابا عاما دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر النقابات بالبلاد)، بعد احتجاجات متواصلة لأهالي "قابس" منذ أيام للمطالبة بوقف الانبعاثات الغازية والملوثات الصادرة عن المصنع الكيميائي بالمدينة، وسط تحذيرات من تدهور بيئي وصحي.
ويقع المصنع الكيميائي في منطقة "شاطئ السلام" التّي يقطنها نحو 18 ألف نسمة، وتبعد قرابة 4 كلم عن مدينة قابس مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم، وتم إنشاء المُجمّع عام 1972 وبداخله وحدات لتصفية مادة الفوسفات.
وقاد أهالي المنطقة احتجاجات منذ أسابيع، إثر تعرّض مجموعة من تلاميذ مدرسة إعدادية الشهر الماضي، للاختناق جراء انبعاثات غازية ناجمة عن الوحدات الصناعية بالمصنع الكيميائي.
ووفق ناشطون تحدثوا للأناضول، تقدمت المسيرة الثلاثاء، بلافتة كتب عليها المحتجون: "التلوث ليس قدرنا.. معا من أجل وقف الجرائم البيئية في قابس".
كما رفع المتظاهرون شعارات منها "العدالة المناخية.. حق وليس مزية" و "حق الصحة واجب".
وخلال كلمات المحتجين الذين تجمعوا أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بقابس، قال سكرتير عام الاتحاد الجهوي للاتحاد صلاح بن حامد إن "التلوث في قابس لم يعد يطاق، لذلك جهة كاملة نادت بمطلب واحد وهو تفكيك وحدات المصنع الكيميائي".
وأضاف أن "الخطر يتجاوز تسربات الغاز بعد إقرار الحكومة أن مدة صلاحية معدات المعامل بالمصنع انتهت، وهذا يتطلب قرارات عاجلة".
ومتحدثا عن المسيرة التي جابت شوارع المدينة، قال سكرتير عام الاتحاد العام التونسي للطلبة بقابس علاء حافظي، إن التظاهرة "انطلقت من مفترق طرق عين السلام بالمدينة في اتجاه الجامع الكبير ثم مقر ولاية قابس في اتجاه ساحة كرنيش قابس".
وأضاف حافظي في اتصال بالأناضول أن "مطالب آلاف المحتجين الذين خرجوا اليوم هي تفكيك وحدات المصنع الكيميائي بالمدينة وإيجاد حلول للتلوث بالمحافظة".
ومقابل هذه الاحتجاجات، تعهد وزير التجهيز والإسكان التونسي صلاح الزواري، خلال كلمة أمام البرلمان التونسي الاثنين، باتخاذ إجراءات "عاجلة واستثنائية" للحد من التلوث الصادر عن المصنع الكيميائي في مدينة قابس.
وذكر أن تلك الإجراءات تشمل استكمال مشاريع أُعلنت سابقا في قابس، للتحكم في انبعاثات الغازات من المصنع، وتحسين الوضع البيئي في المدينة بتكلفة 200 مليون دينار (66.6 مليون دولار).
وقبل أيام، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى وضع حد للتلوث الكيميائي في محافظة قابس و"إصلاح ما يجب إصلاحه في أقرب الأوقات".