علّق الإعلامي تامر أمين على واقعة سرقة عدد من المقتنيات النادرة الخاصة بنابليون بونابرت من داخل متحف اللوفر في باريس، واصفًا الحادث بأنه "صدمة عالمية" تؤكد أن لا دولة في العالم محصّنة تمامًا ضد الاختراق، مهما بلغت درجة التأمين والتكنولوجيا.
وقال أمين، خلال تقديمه برنامج "آخر النهار" على شاشة النهار: "لما سمعت الخبر في البداية بصراحة ما صدقتش، بس لما فكرت شوية قلت ليه ما تصدقش؟ ما هو مفيش مكان في العالم آمن 100%. حتى متحف اللوفر، اللي يعتبر رمز الثقافة والفن في العالم، اتسرق!"
وأوضح أن المفاجأة لم تكن في السرقة نفسها بقدر ما كانت في توقيتها وطريقتها،، مستكملا: ""السرقة ما حصلتش بالليل ولا وقت الإغلاق، دي حصلت في عز النهار، حوالي الساعة تسعة ونص الصبح، والمتحف مفتوح والموظفين والزوار موجودين، واللي اتسرق كمان مش أي حاجة، دي مقتنيات نابليون نفسه، يعني أهم ما يمثل التاريخ الفرنسي الحديث."
وأضاف أمين أن منفذي العملية تصرفوا باحترافية عالية مستخدمين حيلة بسيطة جدًا، راويًا: "الناس دي لبست لبس عمال، وجابت مصعد من اللي بيستخدموه في تنظيف الواجهات الزجاجية، وطلعت لحد الدور اللي فيه المقتنيات، فتحوا الحائط بمنشار كهربائي، دخلوا، سرقوا، ونزلوا وكأن مفيش حاجة حصلت. عملية نظيفة ومحسوبة بالدقيقة."
وأشار إلى أن السلطات الفرنسية تعيش حالة طوارئ حقيقية، قائلًا: "الشرطة والمباحث قلبت باريس كلها بحثًا عن الجناة، والموضوع دلوقتي مش مجرد سرقة، ده اختبار حقيقي لسمعة الأمن الفرنسي وقدرته على حماية أهم متاحفه."
واستعاد واقعة سرقة أسورة من المتحف المصري بالتحرير، مختتمًا تعليقه قائلا: "اللي يشوف بلاوي غيره.. يحمد ربنا على نعمة مصر."
تُجرى تحقيقات مكثفة بمشاركة نحو 60 محققاً من فرقة مكافحة الجريمة والمكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية. وقعت السرقة صباح الأحد بعملية مدروسة استخدم فيها اللصوص شاحنة مجهزة برافعة لصعود نافذة في الطابق الأول، واقتحموا قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي، حيث كسر اللصوص واجهتين محصنتين واستولوا على 8 قطع تراثية نادرة من القرن التاسع عشر، بينما أسقطوا تاج الإمبراطورة أوجيني أثناء فرارهم. وتشير التحقيقات إلى أن الجناة، وعددهم أربعة وملثمون، فروا على دراجات نارية، فيما استغرقت العملية نحو 7 دقائق فقط.
من أبرز القطع المسروقة عقد من الياقوت يعود للملكة ماري إميلي، وآخر من الزمرد من طقم زوجة نابوليون الأول، إضافة إلى تاج يحتوي على نحو ألفي ماسة. ورغم تفعيل أجهزة الإنذار على النافذة والواجهتين، لم يتمكن الأمن من منع السرقة، ما أثار تساؤلات حول كفاءة أنظمة الحماية في المتاحف الفرنسية. ورجحت المدعية العامة لور بيكو أن تكون السرقة نُفذت لصالح جهة معينة أو بهدف استخدام الأحجار الكريمة في عمليات غسل أموال، نظراً لصعوبة بيع هذه القطع علناً. وتعتبر هذه الحادثة أول سرقة كبيرة في اللوفر منذ عام 1998، وتُضاف إلى سلسلة عمليات سرقة طالت متاحف فرنسية مؤخراً، منها سرقة عينات ذهب من متحف التاريخ الطبيعي بقيمة 600 ألف يورو، وسرقة في متحف ليموج بلغت خسائرها 6.5 ملايين يورو.