أزمة معرض الرباط للكتاب مستمرة: الناشرون يحمّلون اتحاد الناشرين المصريين المسئولية - بوابة الشروق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 7:45 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أزمة معرض الرباط للكتاب مستمرة: الناشرون يحمّلون اتحاد الناشرين المصريين المسئولية

محمود عماد
نشر في: الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 4:03 م | آخر تحديث: الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 4:03 م

مع توالي الساعات والأيام تستمر أزمة معرض الرباط الدولي للكتاب، وبدأت الأزمة مع انطلاق فعاليات المعرض بالمغرب، وذلك عندما فتح المعرض أبوابه للجمهور يوم 18 أبريل الجاري دون وجود إصدارات دور النشر المصرية المشاركة في المعرض، وذلك بسبب تأخر وصول الشحنات من قبل شركة الشحن التي تعاقد معها اتحاد الناشرين المصريين، والتي كان مقرر لها الوصول قبل انطلاق المعرض للمشاركة به، وهو ما أدى إلى استياء كبير وتقديم العديد من الشكاوى بواسطة الناشرين المصرين.

وعبر الكثير من الناشرين المصريين عن استيائهم من الأزمة عبر حساباتهم الشخصية عبر موقع "فيسبوك"، وكتب الناشر أحمد سعيد عبر صفحته الشخصية: "أسئلة لا تزال معلّقة في أزمة معرض الرباط.. فهل من مجيب؟".

تتردد على ألسنة كثير من الناشرين والمراقبين أسئلة بخصوص ما جرى في معرض الرباط الدولي للكتاب، وهي أسئلة تبحث عن إجابات واضحة من الجهات المعنية، خاصة في ظل ما ترتب على الأزمة من أضرار مادية ومعنوية، وإساءة لصورة المشاركة المصرية، رغم وجود تمثيل رسمي رفيع المستوى، ومن أبرز هذه الأسئلة:

1- لماذا تم شحن 4 حاويات، في حين أن المتداول بين الناشرين أن الكتب الخاصة بالناشرين الـ35 المشاركين لا تتجاوز 3 حاويات فقط؟
2- هل تم إدراج كتب تعود لدور نشر غير مشاركة في المعرض ضمن الشحنات الرسمية؟
3- هل سافر أفراد لا يمثلون دور نشر مشاركة في المعرض؟ وإن كان الأمر كذلك، فبأي صفة؟
4- ما هي المعايير التي اعتمد عليها الاتحاد في اختيار شركة الشحن؟، وهل كانت سوابق هذه الشركة تؤهلها للتعامل مع حدث بهذا الحجم، خصوصًا وأن تأخّر الشحن تكرر من قبل؟
5- من يتحمل مسئولية الإضرار بسمعة الدولة المصرية في هذا المحفل الثقافي، رغم مشاركة وزير الثقافة نفسه في الافتتاح؟
6- ما هي الإجراءات القانونية التي يحق للناشرين المتضررين اتخاذها؟ وما الجهة التي تتحمّل مسئولية التعويض؟
7- هل حدثت مخالفات إدارية أو قانونية أدّت إلى هذا التأخير؟ وإن وُجدت، فما هي الجهات المختصة بالمحاسبة؟
8- هل هناك تصور لعملية عودة مرتجع الكتب وتكلفته، وهل يمكن أن تتحمله شركة الشحن بالكامل؟

أسئلة مشروعة ومطالبات بالمحاسبة ومشهد ثقافي مصري يحتاج إلى استعادة الثقة

 

فيما قالت الناشرة الدكتورة فاطمة البودي عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك": "طبعًا للأسف لم نتلق إجابة، مجلس الإدارة في حالة صمت في غير محلها، كان ينبغي تكليف أحد الأعضاء بالمتابعة المستمرة والرد السريع على كل ناشر مشارك يتحدث وإصدار بيانات موجزة كل بضع ساعات إن استلزم الأمر".

وتابعت، "حتى الآن نعرف بتفاصيل الشحنة بشكل دقيق وصحيح فقط من خلال الزملاء الناشرين العرب الذين شحنوا كتبهم من الخليج ومن العراق ومن بعض الدول الأخرى، وكأن المجلس ليس به لجنة إعلام ولا مكتب تنفيذي ولا أي شيء، لو كان الاتحاد ينظم الآن دورة فوتوشوب لمللنا من كثرة البيانات، أما وهناك كارثة تقع بحق الناشرين المصريين المشاركين في معرض لم تصل كتبهم حتى الآن، بينما أعضاء مجلس الإدارة كتبهم في الجناح منذ اليوم الأول تقريبا، ولا حس ولا خبر، هل هذا ما وُعِدَ به الناشرون في مناسبات انتخابية متعاقبة؟ لم نسمع ردًا حتى الآن حول ما سيتم تعويض الناشرين به بشكل فوري، ربما ليس مطروحا أو ليس مقبولا أصلا".

وأردفت، "بينما يمكن أن نجد في ميزانية الاتحاد القادمة باجتماع الجمعية العمومية عشرات الآلاف المنفقة على مياه معدنية وباتون ساليه لفعاليات لا تسمن ولا تغني من جوع، أتمنى أن يتحلى الجميع بالمسئولية قبل أن ينفجر المشهد بما لا تُحمَد عُقباه.. تحياتي".

https://www.facebook.com/share/p/18i7AHKGqx/?mibextid=qi2Omg

وبعد تلك الشكاوى والتساؤلات المشروعة للناشرين، توالت بيانات دور النشر المختلفة، والتي لم تصل إصدارتها للمعرض، معتذرة لقرأها، ومحملة المسئولية لمجلس اتحاد الناشرين المصريين.

ومن تلك الدور، دار الرواق للنشر والتوزيع، والتي جاء بيانها على موقع "فيسبوك":

جمهورنا الحبيب في المغرب، نتقدّم إليكم بخالص اعتذارنا لكل من زار جناحنا في معرض الرباط الدولي للكتاب باحثًا عن إصداراتنا، نَهِمًا لقراءة عملٍ تطلّع إلى وجوده في جناحنا ولم يجده، نأسف بشدّة لهذا الغياب، الخارج عن إرادتنا، والمخالف لرغبتنا الصادقة في تقديم أعمالنا إليكم والتفاعل معكم؛ إذ إنّها ظروف تمسّ جميع الناشرين المصريين المشاركين.

حتى هذه اللحظة، لا تتوفر لدينا معلومة مؤكدة بشأن موعد وصول الكتب، لكننا نعدكم بأن نُعلمكم فور توفّرها.

ندرك تمامًا أنكم شركاؤنا في هذه الرحلة، وهذا ما يزيد من شعورنا بالأسف تجاه خيبة الأمل التي ربما شعرتم بها. ولهذا اخترنا أن نكون صادقين معكم، ونشكركم على ثقتكم الغالية، إيمانًا منا بأن العلاقة بيننا لم تكن يومًا مجرد علاقة ناشر وقارئ، بل هي علاقة ثقة ومحبة ومشاركة حقيقية.

نشكركم على تفهّمكم، ونعدكم بأن نبذل كل ما في وسعنا لتصل إليكم الكتب التي تحبّونها، كما تستحقّون دائمًا."

 

فيما جاء بيان دار منشورات الربيع كالآتي عبر موقع "فيسبوك":

قارئات وقراء منشورات الربيع، الكتاب والمترجمين والمكتبيين والفاعلين الثقافيين المغاربة الكرام، بدايةً نعتذر لكم جميعًا ولكل من حضر إلى جناحنا بمعرض الرباط الدولي للكتاب ولم يجد الكتب والإصدارات التي انتظرتموها بشغف كبير ثم بحسرة كبيرة بعد مرور أيام المعرض يوما تلو يوم.

نؤكد لكم احترامنا لكم ونعتذر لتأخر شحنة الناشرين المصريين المشاركين بالمعرض، والتي لا نعلم على وجه اليقين متى قد تصل! لكننا سنظل على تواصل دائم معكم لإبلاغكم فور وصولها إن شاء الله.

إن منشورات الربيع تُحمّل مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين المسئولية كاملةً، فهو الوحيد المخول بترسية المناقصات مع الشاحنين والمسئول عن التعاقد معهم بما يحفظ حقوق الناشرين وحق القراء في الحصول على كتب الناشرين المصريين، وهو المسئول الوحيد عن متابعة الشحنات وضمان عدم تكرار تلك الكارثة التي ألمَّت بنا جميعًا أكثر من مرة.

وبعد كل ذلك التداول على فضاءات الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لحادث فروغ أجنحة الناشرين المصريين المشاركين بمعرض الرباط الدولي للكتاب، وبحضور وزير الثقافة المصري د. أحمد هنو.. فإننا ندعو الدولة المصرية لتشكيل لجنة قانونية تدرس تعويض هؤلاء الناشرين المتضررين ومعاقبة الضالعين في هذه الجريمة التي أساءت لاسم الناشرين المصريين الذين يمثلون ركيزة أساسية في قوة مصر الناعمة.

وفي غضون ذلك سنحتفظ بحقنا جميعًا في التحرك القانوني وعلى كل الأصعدة لكي لا يمر الأمر دون عقاب للمُستهترين باسم وسُمعة الناشرين المصريين والقراء العرب المحترمين".

واختتم البيان بإمضاء المحرر العام لمنشورات الربيع، أحمد سعيد عبدالمنعم

 

وفي بداية الأزمة كان الصمت يسود رد الفعل الخاص باتحاد الناشرين المصريين ومجلس إدارته، ولكن المجلس حاول تدارك الموقف وأصدر بيانا يعلن فيه تشكيل لجنة لتحقيق في الأزمة، وجاء نص البيان كالآتي:

"يأسف مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين لما تسبب فيه تأخر وصول شحنات الناشرين المصريين إلى المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط من إرباك لخطط الأعضاء المشاركين في المعرض وتعطيل لعرض إصداراتهم في الوقت المحدد، مما أضر بمصالحهم وأثر أيضا دون شك في شكل المشاركة المصرية بالمعرض ولم يرتقي للمستوى المطلوب الذي يستحقه الناشر المصري، وإذ يؤكد مجلس الإدارة إدراكه الكامل لأهمية الالتزام بالترتيبات اللوجستية لكي تليق المشاركة بصناعة النشر المصرية وتحافظ على صورة مصر في المحافل الثقافية العربية والدولية، فإن مجلس الإدارة يعتذر لأعضاء الاتحاد عن هذا الحدث المؤسف ويؤكد التزامه باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه الأزمة وضمان عدم تكرارها مستقبلاً.

لذلك وانطلاقًا من حرصنا على الشفافية والمسئولية، فقد قرر مجلس الإدارة فتح تحقيق شامل فور انتهاء الأزمة، يهدف إلى:

-كشف كل الحقائق المتعلقة بأسباب تأخر الشحنات، ومحاسبة المسئولين المتسببين في هذه الأزمة، أياً كانوا.
-مراجعة جميع الإجراءات المتبعة في عمليات الشحن لكل المعارض، لضمان منع تكرار هذه المشكلة في المستقبل.
-إلزام لجنة المعارض بتقديم تقرير تفصيلي للأعضاء حول متابعة كل شحنة يشرف عليها الاتحاد، لضمان دقة التنفيذ ورفع مستوى التنسيق مع شركات الشحن وإدارات المعارض الدولية.

ويؤكد مجلس الإدارة أنه سيواصل إصدار تحديثات دورية بشأن تطورات الأزمة لضمان إطلاع جميع الأعضاء، وللتأكد من اتخاذ كل التدابير التي تصون مصالح الناشرين المصريين وتدعم حضور الكتاب المصري في المحافل الثقافية الدولية.

وتشكلت اللجنة برئاسة أحمد بدير وكيل الاتحاد، وعضوية كل من: أحمد رشاد، محمد عبدالمنعم، إسلام عبدالمعطي، هشام عبدالرحيم، محمود عبدالنبي، محمود خلف، وليد مصطفى.

وفي الساعات الأخيرة اتنشرت بعض الأخبار عن انسحابات من اللجنة، وأخبار الانسحابات جاءت من نصيب الناشر إسلام عبدالمعطي، والناشر هشام عبدالرحيم، وسط حالة من الصمت حتى الآن من اتحاد الناشرين المصريين في الرد على تلك الأخبار.

وأصدرت وزارة الثقافة بيانا ردا على الأزمة المثارة، وخاصة بعدما زار وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو معرض الرباط الدولي للكتاب، ولم يتفقد أجنحة دور النشر المصرية الخاوية من الكتب.

وجاء بيان الوزارة عبر صفحة الوزارة الرسمية على موقع "فيسبوك" كالآتي:

"تتابع وزارة الثقافة عن كثب أزمة تأخر وصول إصدارات دور النشر المصرية المشاركة في معرض الرباط الدولي للكتاب، وذلك عقب تأخر شركة الشحن التي تعاقد معها اتحاد الناشرين المصريين، باعتبارها الناقل الرسمي والوحيد لإصدارات الناشرين المشاركين في المعرض".


وأكدت الوزارة أن الإجراءات اللوجيستية الخاصة بمشاركة دور النشر المصرية في المعارض الدولية، وفي مقدمتها شحن الكتب، تُعد من الاختصاصات الأصيلة لاتحاد الناشرين المصريين، الذي يتولى مسئولية التعاقد مع شركات الشحن والتنسيق مع إدارات المعارض.


ويُجري الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، اتصالات مكثفة لمتابعة تطورات الأزمة والعمل على حلها، كما يعتزم عقد اجتماع عاجل مع مسئولي اتحاد الناشرين المصريين فور عودته من المغرب، لبحث أسباب التأخير وتداعياته، ووضع آليات تحول دون تكراره مستقبلًا.

وأكد الوزير أنه تم التنسيق مع السلطات المغربية المعنية لتسهيل خروج شحنة الكتب المصرية فور وصولها إلى الرباط خلال الأسبوع الجاري، بما يضمن مشاركتها في فعاليات المعرض دون مزيد من التأخير، في إطار الحرص على ضمان تمثيل مشرف للنشر المصري في هذا الحدث الثقافي العربي المهم.

وشددت وزارة الثقافة على إيمانها بحرية واستقلالية الاتحادات المهنية في إدارة شئونها، على أن يتم ذلك بما يصون صورة مصر الثقافية ويعكس مكانتها الريادية، كما أكدت التزامها بدعم الناشرين المصريين وتعزيز حضور الكتاب المصري في الساحة الثقافية العربية والدولية.

 

ويبدو مع توالي الساعات والبيانات، والتخبط الذي يسيطر على المشهد بأن الأزمة لن تنفرج في القريب العاجل، وخاصة مع توالي أيام المعرض وعدم وضوح الرؤية الخاصة بإصدارات دور النشر، وبالطبع تعد هذه الأزمة خسارة كبيرة لدور النشر المصرية سواء على المستوى المادي أو المعنوي، بالإضافة لصورة الناشر المصري في المحافل الإقليمية والدولية، والتي تهزها مثل هذه الأزمات.

وبسبب كل ذلك طالب بعض الناشرين بسحب الثقة من مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين الحالي في محاولة لتصحيح المسار، ومحاسبة المقصرين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك