شهدت الجامعة العربية، اليوم الثلاثاء، أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين برئاسة الأردن، وبحضور السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة، لبحث خطورة الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة
وقال السفير أمجد العضايلة السفير الأردني في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية في كلمته أمام الاجتماع الذي عقد بطلب من فلسطين، "نجتمع اليوم في ظل تفاقم الانتهاكات والسياسات التي تمارسها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي تحمّل على مدار سبعة عقودٍ مضت ولا يزال ظلماً واستهدافاً وتجويعاً وحصارا، هي أسلحة حربٍ غير شرعية ونتاج صمتٍ أممي وغياب المحاسبة والمساءلة الدولية.
وأضاف العضايلة أن إسرائيل تمعن متماديةً في مخططاتها الهادفة لتهجير الإنسان الفلسطيني والتعدي على حقوقه وسلب أرضه والمساس بالحق التاريخي والديني الأصيل في إدارة المقدسات الدينية والإشراف عليها، وفرض واقعٍ غير قانوني قائم على الاعتداء وتغيير الوضع القانوني القائم.
وأكد أننا أمام أطماعٍ توسّعية أخرها مخطط حكومة الاحتلال لسحب صلاحيات بلدية الخليل في المسجد الإبراهيمي ومحيطه في البلدة القديمة، والذي هو أمرٌ مرفوض ومدان، ولا يعكس إلا سياساتٍ أحادية تستمر بها اسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وتنتهك، كما في كل سلوكٍ لها، القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة، في محاولة لبسط سيطرتها على الحرم الإبراهيمي بالكامل وتغيير هويته الإسلامية والعربية.
وشدد على إدانة الأردن لهذه المخططات و رفضها الشديد لها، مؤكدا على الموقف الثابت والواضح بأن لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية.
وأعرب السفير العضايلة عن تطلع بلاده إلى أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وحكومتها وأي جهاتٍ استيطانية بالتراجع عن هذه المخططات ووقف أي سلوكٍ تنتهجه من شأنه انتهاك الثوابت والحقوق التاريخية لفلسطين وأرضها وشعبها، وإنهاء جميع الإجراءات التوسّعية اللا شرعية في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وفق مقررات الشرعية الدولية وحل الدولتين وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وعلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967.
وقال السفير الأردني، ينبغي ألا ننسى غزّة الصامدة والتي ينزف أهلها دماً ويعانون ويلاتٍ ويتضورون جوعاً جراء الاعتداءات الغاشمة والمستمرة على القطاع منذ 21 شهراً، أسفرت قتلاً وتدميراً وتشريداً واليوم وصلت الظروف الإنسانية في أسوأ حالاتها جراء سياسة التجويع التي اصبحت سلاح الاحتلال، الذي حوّل قطاع غزّة أرضاً مشبعة بالدم وبيئةً غير صالحةٍ للعيش البشري ومنطقة مجاعة تفجعنا يومياً صور معاناة تصل الى حد الموت الجماعي.
وأضاف العضايلة، هذه المعاناه بدأت تجد صدى ً دولياً، فبالأمس صدرعن وزراء خارجية ٢٥ دولة بياناً شدّد على ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، ورفض جميع محاولات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي والجغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب رفض البيان للأنشطة الاستيطانية التي تقوّض حلّ الدولتين، والدعوة إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية ورفع القيود التي تعيق عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وشدد على أن هذه الخطوة ذات البعد الدولي، والتي رحب بها الأردن ودولٌ عربية شقيقة، تشكّل إحساساً بعمق الأزمة الراهنة ومخاطرها الكارثية، وهو تحرّك ينسجم مع المطالبات بتحركٍ دولي فاعل لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة ووقف فوري ودائم لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
كما أشار إلى أن مجلس الجامعة أمام هذا الواقع، الذي لم يسطّر التاريخ قبله حالاً مأساوياً، لم يسبق أن شَهده شعب، ولم تسجّل الإنسانية كارثة أكبر منه ، ما يتطلب منه هو بحث سبل التحرّك السياسي والقانوني والدبلوماسي على المستوى العربي والمستوى الدولي لوقف هذه المجزرة المروعة ولمواجهة هذا الصّلف والعدوان الغاشم، الذي يراه العالم أجمع منقسم بين مراقبٍ بصمت ومتعاطفٍ بلا تحرّك.
وأكد أن اجتماع اليوم يجب أن يحدد خطواتٍ عمليةٍ يتم التوافق عليها لتكون عوناً للأهل في فلسطين، ومحفزاً للمجتمع الدولي، ومحركا للقوى والمنظمات والأطراف الأممية للضغط بكل الوسائل التي من شأنها وقف هذه الحرب وإنهاء العدوان وإنقاذ غزّة وأهلها من مجاعةٍ لم تعد محتملة.
من جهته، طالب الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شئون اللاجئين، بضرورة التحرك بكافة السبل للضغط على هذا الاحتلال الغاشم و من يدعمه لوقف إطلاق النار و ادخال المساعدات و الإغاثة العاجلة و إعادة الاعمار دون ترهيب.
وأكد أبو هولي أن الإحتلال الإسرائيلي يتحرك في جميع الاتجاهات لحسم الصراع و منها استهداف المسجد الأقصى كل ساعة والاعتداء على المصلين و إغلاق كافة مؤسسات المدينة المقدسة بما فيها مدارس الأونروا و بما فيها المقر الرئيسي للشيخ جراح و منع الكادر الدولي من دخول فلسطين، و هو ما يؤكد أن الصمت العربي و الدولي شجع الإحتلال للذهاب إلى الخليل حيث الحرم الإبراهيمي الشريف.
وأشار إلى سحب الإحتلال كافة صلاحيات إدارة المسجد الإبراهيمي ومحيطه من بلدية القدس إلى أكثر المتطرفين من المستوطنين في الخليل و هو المجلس الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي وهذا يعني الاستيلاء على البقعة المقدسة عقب المسجد الأقصى..
وطالب أبو هولي، بوقفة جادة و مسؤولة أمام هذا الاستهداف للضغط لرفع يد الإحتلال عن هذه البقعة المقدسة.
كما حث الدول العربية على دعم الأونروا سياسيا و ماديا في ظل ما تواجهه من أزمة مالية خانقة تهدد باستمرار عملها، فضلا عما تواجهه من اعتداء ممنهج من قبل الإحتلال الإسرائيلي، مشيرا لقرارات الاحتلال بإنهاء عمل الأونروا، حيث تم استهدافها عسكريا والذي بالفعل تم تدمير ٨٠ % من مقراتها بالإضافة إلى مقتل ٣٣٠ من موظفيها، كما أشار للقوانين العنصرية الصادرة عن الاحتلال لمنع عمل الأونروا في القدس وإستهدافها بصفة مستمرة.