جنازات شكر وعقيل ومغنية.. كيف ودع حزب الله قياداته وكوادره؟ - بوابة الشروق
الإثنين 24 فبراير 2025 4:33 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

جنازات شكر وعقيل ومغنية.. كيف ودع حزب الله قياداته وكوادره؟

محمد حسين
نشر في: الإثنين 24 فبراير 2025 - 12:38 م | آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2025 - 12:40 م

وصل جثمان حسن نصر الله الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني لمستقره الأخير، بمرقد خصص له في طريق مطار بيروت الدولي، وذلك بعد مراسم تشييع حاشدة بمشاركة رسمية وشعبية.

وشارك مئات آلاف اللبنانيين ووفود من العراق وإيران في مراسم التشييع، بالتواجد بقلب مدينة كميل شمعون الرياضية التي انطلقت منها المراسم، وبعدما ضاقت مقاعد المدينة باستيعاب حشود المشيعين، اصطف الآلاف بمحيطها ومختلفة شوارع بيروت.

وأعاد تشييع نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين لذاكرة المتابعين مشاهد وداع حزب الله لقياداته البارزة والذي يعد العام الماضي فارقا في عدد الكبير الذي فقده الحزب من كوادر على نحو غير مسبوق:

-فؤاد شكر.. جنازة مهيبة بإمامة صفي الدين

في 31 يوليو 2024، شيّع حزب الله وجمهور المقاومة في الضاحية الجنوبية لبيروت جثمان القائد فؤاد علي شكر، المعروف بـ"السيد محسن"، الذي استشهد إثر غارة إسرائيلية استهدفت المنطقة.

انطلق الموكب المهيب من مجمع سيد الشهداء في الرويس، مرورًا بأوتوستراد السيد هادي نصر الله، وصولًا إلى روضة الحوراء زينب في الغبيري، شارك في التشييع شخصيات دبلوماسية ونيابية.

تقدّم الموكب الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي وحملة الرايات والأعلام اللبنانية والفلسطينية وأعلام حزب الله، وسط هتافات مناصرة للمقاومة ومنددة بالعدوان الإسرائيلي.

أقيمت مراسم تكريمية للشهيد في مجمع سيد الشهداء، حيث حُمل نعشه الملفوف بعلم حزب الله على أكتاف مجاهدي المقاومة الإسلامية، وعُزفت الأناشيد الوطنية والحزبية، وأدى فرقة عسكرية من المقاومة قسم البيعة للشهيد ولجميع الشهداء، مؤكدين استمرار مسيرة الجهاد حتى تحقيق النصر، واختتمت المراسم بالصلاة على جثمان الشهيد بإمامة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين.

يُذكر أن فؤاد شكر كان من أبرز القادة العسكريين في حزب الله، ولعب دورًا محوريًا في تطوير قدرات المقاومة. استشهاده جاء نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أثار تنديدًا واسعًا ودعوات للرد على هذا الاعتداء.

ونعاه حسن نصرالله في خطاب أشاد خلاله بمسيرة الشهيد فؤاد شكر، مؤكدًا دوره البارز في تأسيس وتنظيم المجموعات الأولى للمقاومة الإسلامية في لبنان، ومشاركته الفعّالة في التصدي للاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

وأشار نصر الله إلى أن الشهيد كان من القادة الذين لم يتركوا ساحة الجهاد حتى النفس الأخير، ولعب دورًا أساسيًا في تخطيط وإدارة العمليات النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

- إبراهيم عقيل.. معركة الحساب المفتوح

في 20 سبتمبر 2024، شيّع حزب الله ومحبيه في الضاحية الجنوبية لبيروت جثمان القائد إبراهيم عقيل، المعروف بـ"الحاج عبدالقادر"، الذي استشهد إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا في المنطقة، وانطلق موكب التشييع من مجمع سيد الشهداء في الرويس، مرورًا بشوارع الضاحية، وصولًا إلى روضة الحوراء زينب في الغبيري، حيث وُري الثرى.

في كلمة ألقاها، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله آنذاك الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب دخل في "مرحلة جديدة" من المواجهة مع إسرائيل، تحت عنوان "معركة الحساب المفتوح"، مؤكدًا أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، موضحا أن الرد على هذا الاعتداء قادم لا محالة.

يُذكر أن إبراهيم عقيل كان من الرعيل الأول في تأسيس حزب الله، وعضوًا في المجلس الجهادي، ومسئولًا عن تنسيق العمليات العسكرية داخل الحزب.

استشهاده إلى جانب عدد من القادة الآخرين، جاء نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا في الضاحية الجنوبية، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

-عماد مغنية..

 

في 14 فبراير 2008، شيّع حزب الله القائد العسكري البارز عماد مغنية، المعروف بـ"الحاج رضوان"، في مراسم حاشدة أُقيمت في مجمع سيد الشهداء بالرويس، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

حضر التشييع وزير الخارجية الإيراني آنذاك، منوشهر متكي، ممثلاً للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بالإضافة إلى ممثلين عن القيادة الإيرانية وشخصيات سياسية واجتماعية لبنانية، وحشود من مناصري الحزب الذين توافدوا من مختلف المناطق.

خلال المراسم، تلا الوزير متكي رسالة من الرئيس أحمدي نجاد، وصف فيها استشهاد مغنية بأنه "وصمة عار أخرى على جبين الإسرائيليين المجرمين"، مؤكدًا أن هذه الجريمة لن تعوض هزيمتهم في حرب يوليو 2006، بل ستُقصر من عمرهم.

من جانبه، ألقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كلمة متلفزة توعّد فيها إسرائيل بـ"حرب مفتوحة"، معتبرًا أن اغتيال مغنية خارج الأراضي اللبنانية يُعد تغييرًا في قواعد الصراع، وقال: "إذا كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة، فليسمع العالم كله، فلتكن هذه الحرب المفتوحة".

ومنذ منتصف الثمانينيات، دخل مغنية في قائمة المطلوبين لدى الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية "CIA"، وبدأت إسرائيل في ملاحقته بعد اتهامه بالضلوع في عمليات معقدة ضد الاحتلال، كان أبرزها تفجير مقر المارينز الأميركي في بيروت عام 1983، وخطف طائرة TWA عام 1985، إلا أن شخصية مغنية الغامضة، وقدرته على التحرك دون أن تترك وراءه أي أثر، جعلته "شبحًا" بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، التي لم تتمكن من تحديد ملامحه بدقة لسنوات طويلة.

-المهندس العسكري لحزب الله

خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية، تولّى مغنية قيادة الجهاز العسكري لحزب الله، ولعب دورًا محوريًا في تطوير تكتيكات حرب العصابات، مما جعل الحزب قوة لا يُستهان بها في مواجهة إسرائيل، وكان العقل المدبر وراء عمليات المقاومة المعقدة، كما ساهم في تطوير القدرات الصاروخية للحزب، وهو ما ظهر جليًا في حرب يوليو 2006، التي شهدت استخدام تكتيكات هجومية ألحقت خسائر جسيمة بإسرائيل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك