حافظ إبراهيم.. ملامح من حياة ومسيرة شاعر النيل في ذكرى ميلاده - بوابة الشروق
الإثنين 24 فبراير 2025 9:14 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

حافظ إبراهيم.. ملامح من حياة ومسيرة شاعر النيل في ذكرى ميلاده

محمود عماد
نشر في: الإثنين 24 فبراير 2025 - 6:35 م | آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2025 - 6:35 م

تحل اليوم الموافق 24 فبراير ذكرى ميلاد شاعر النيل حافظ إبراهيم، والذي ولد في 24 فبراير عام 1872، ورحل في 21 يونيو عام 1932م، اسمه الكامل محمد حافظ إبراهيم ولد في محافظة أسيوط، ولقب ب "شاعر النيل" الذي لقبه به صديقه الشاعر أحمد شوقي، وأيضا للقب "شاعر الشعب".

ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على نهر النيل أمام ديروط وهي مركز بمحافظة أسيوط من أب مصري الأصل وأم تركية.

توفي والده وهو صغير، وأتت به أمه قبل وفاتها إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم.

ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهناك درس حافظ في كتّاب، أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها:

"ثقلت عليك مئونتي
إني أراها واهية
فافرح فإني ذاهب
متوجه في داهية".


نشأته


كان حافظ إبراهيم إحدى عجائب زمانه، ليس فقط في جزالة شعره بل في قوة ذاكرته والتي قاومت السنين ولم يصبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هي عمر حافظ إبراهيم، فإنها ولا عجب اتسعت لآلاف القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان باستطاعته -بشهادة أصدقائه- أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل في عدة دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان.

وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن في بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم أو طه، فيحفظ ما يقوله، ويؤديه كما سمعه بالرواية التي سمع القارئ يقرأ بها.


شعره


يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.

مع تلك الهبة الرائعة، فقد أصاب حافظا -من 1911 إلى 1932- داء اللامبالاة والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكري؛ فبالرغم من أنه كان رئيسا للقسم الأدبي بدار الكتب، لم يقرأ في هذه الفترة كتابا واحدا من آلاف الكتب التي تزخر بها دار المعارف، الذي كان الوصول إليها يسيرا بالنسبة إلى حافظ.

تقول بعض الآراء إن هذه الكتب المترامية الأطراف ألقت في روح حافظ الملل، ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدأ بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذي لحق البارودي في أواخر أيامه.

كان حافظ إبراهيم رجلا مرحا وسريع البديهة، يملأ المجلس ببشاشته وفكاهاته الطريفة التي لا تخطئ مرماها، وأيضا تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة، مثل تبذيره الشديد للمال، فكما قال العقاد: "مرتب سنة في يد حافظ إبراهيم يساوي مرتب شهر".

ومما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطارا كاملا ليوصله بمفرده إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية.

مثلما يختلف الشعراء في طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء، كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة.

فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال، ولكنه استعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة، بالإضافة أن الجميع يتفق على أنه كان أحسن خلق الله إنشادا للشعر.

ومن أروع المناسبات التي أنشد حافظ فيها شعره بكفاءة حفلةُ تكريم أحمد شوقي ومبايعته أميرًا للشعر في دار الأوبرا الخديوية، وأيضًا القصيدة التي أنشدها ونظمها في الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل، والتي خلبت الألباب، وساعدها على ذلك الأداء المسرحي الذي قام به حافظ للتأثير في بعض الأبيات.

ومما يبرهن ذلك المقال الذي نشرته إحدى الجرائد وتناول بكامله فنَّ إنشاد الشعر عند حافظ، ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقي لم يُلقِ في حياته قصيدة على ملأ من الناس، حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء.

وفاته


توفي حافظ إبراهيم سنة 1932م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد استدعى اثنين من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به.

وبعد مغادرتهما شعر بوطء المرض فنادى غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الأخير، توفي ودفن في مقابر السيدة نفيسة.

عندما توفي حافظ كان أحمد شوقي يصطاف في الإسكندرية وبعدما بلغه سكرتيره بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاثة أيام لرغبة سكرتيره في إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه، شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ:

"قد كنت أوثر أن تقول رثائي
يا منصف الموتى من الأحياء".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك