2025.. إعادة بناء ضريح ياباني يخضع لهذه العملية كل 20 عاما - بوابة الشروق
الخميس 25 سبتمبر 2025 1:56 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

2025.. إعادة بناء ضريح ياباني يخضع لهذه العملية كل 20 عاما

إيسه (اليابان) - (أب)
نشر في: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 10:18 ص | آخر تحديث: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 10:18 ص

في عمق غابات الألب اليابانية، اعتاد رجال دين يتبعون ديانة الشنتو مراقبة قاطعي الأشجار الذين يرتدون الزي الأبيض التقليدي وهم يقطعون بفئوسهم شجرتين قديمتين من شجر السرو من 3 اتجاهات.

وبعد ساعة، يصيح كبير قاطعي الأشجار: "شجرة تسقط"، وذلك أثناء سقوط إحدى الأشجار التي تعود إلى 300 عام، ويتردد في الغابة صدى صوت تشقق عميق، وبعد لحظات، تسقط أشجار السرو الأخرى.

ويُعد هذا الحصاد لهذا الخشب المقدس جزءا من عملية مميزة تحدث كل عقدين منذ 1300 عام في ضريح إيسه جينجو، المكان الأكثر قداسة بالنسبة لمعتنقي ديانة الشنتو.

ومع كل جيل، يتم هدم مجمع إيسه وإعادة بنائه من الصفر، ضمن عملية هدم وبناء ضخمة تبلغ تكلفتها 390 مليون دولار، وتستغرق نحو 9 أعوام.

وتتطلب هذه العملية أفضل النجارين وقاطعي الأخشاب والبنّاءين والحرفيين من أجل العمل بإتقان على أصغر تفاصيل الهياكل التي من المعروف أنها ستُهدم منذ لحظة بدء العمل.

وستتواجد هذه الهياكل في إيسه لنحو عقد قبل أن يبدأ المشروع مجدداً، ولكن رجال الدين يقدسون البناء، ويردد العمال: "مبنى من أجل ألف عام، من أجل عشرات الآلاف من الأعوام، من أجل ملايين الأعوام وإلى الأبد".

وغالباً ما يشعر القريبون من الضريح بعاطفة قوية تجاه تشابك عملية إعادة البناء اللانهائية مع حياتهم.

وقال يوسوكي كاوانيشي، القسيس الذي تقوم شركة أسرته بتصنيع نسخ مصغّرة من الضريح: "بعد 20 عاماً من الآن، الجيل الأكبر سنا - أجدادنا - من المرجح أنهم لن يكونوا على قيد الحياة. ومن سيزالون صغاراً من بيننا سيرون أحفادنا يشاركون في النسخة المقبلة من إيسه".

وأضاف: "بعد 20 عاما، سيكون مبنى الضريح الذي قمنا ببنائه قد تدهور بنسبة ضئيلة. ولكن بدلاً من التفكير أنه من المخزي أن نهدم شيئاً عملنا بجد لبنائه، نحن نفكر: لقد مر 20 عاماً، لذلك نريد أن ينتقل المعبود إلى ضريح جميل وجديد".

ويقوم صحفيو وكالة أسوشيتد برس (أب)، بتوثيق أحدث نسخة من هذه العملية الدورية القديمة، التي بدأت علنا هذا العام.

ويشار إلى أن عملية إعادة بناء الضريح المؤلف من 125 مبنى تستغرق 9 أعوام.

وتعد هذه الدورة الـ63 لإعادة البناء. وقد تم توثيق الدورة الأولى في 690، خلال عهد الإمبراطورة جيتو، حسبما قال نوبورو أوكادا الأستاذ الفخري بجامعة كوجاكان والمتخصص في التاريخ والآثار اليابانية.

وسيتم هدم جميع مباني الضريح الـ125، وسوف يُعاد بناء هياكل مماثلة - بالإضافة إلى أكثر من 1500 قطعة قماش وأغراض أخرى روحية تُستخدم في الضريح، وذلك باستخدام أساليب تتوارثها الأجيال.

وتصاحب عملية إعادة البناء 22 مهرجاناً ومراسم احتفالية، تصل ذروتها عام 2033 بنقل المعبود إلى الضريح الجديد.

ويشار إلى أن الضريح الداخلي في إيسه مكرس لإلهة الشمس "أماتيراسو"، القابعة منذ ألفي عام بين جبال مقاطعة ميه على ضفاف نهر إيسوزو.

وتقدم ميوري إناتا في كتاب يتناول عقدا من تصوير إعادة بناء إيسه بعض النظريات بشأن عملية إعادة البناء المستمرة، من بينها أن دورة العشرين عاماً تطابق العمر الافتراضي للأرز المخزن أو المراحل التقليدية التي تستمر عقدين وتمثل الحياة البشرية: الولادة إلى البلوغ، والبلوغ إلى منتصف العمر، ومنتصف العمر إلى الوفاة.

ويشار إلى وقف عملية إعادة البناء مرتين فقط، خلال الحرب الأهلية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وبعد الحرب العالمية الثانية، حسبما قال يوكيو ليبيت، أستاذ تاريخ الفن والهندسة المعمارية في هارفارد.

ويحتشد الآلاف لرؤية مراسم إعادة البناء، وهم يمثلون جزءاً من 7 ملايين شخص يتوافدون سنوياً على الضريح، الذي طالما كان قبلة لمعتنقي ديانة الشنتو.

وترجع جذور ديانة الشنتو، التي تُعد بمثابة رابط ثقافي للأسر والمجتمع، إلى "الروحانية" (مذهب حيوية المادة).

ويقول يوتو ناكاسي الذي يرى المراسم لأول مرة: "يمكن للمرء أن يعد على أصابع اليد الواحدة عدد المرات التي سيرى فيها أمراً كهذا في حياته، لذلك أشعر أنها لحظة نادرة وغالية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك