عش النسر.. مسجد عثماني معلق في السماء بالبوسنة - بوابة الشروق
الخميس 25 سبتمبر 2025 4:41 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

عش النسر.. مسجد عثماني معلق في السماء بالبوسنة

وكالة الأناضول للأنباء
وكالة الأناضول للأنباء
سراييفو - الأناضول
نشر في: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 10:20 ص | آخر تحديث: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 10:20 ص

- بنى الجيش العثماني جامع "كوشلات" أثناء فتح البوسنة، ولا يزال قائما منذ خمسة قرون
- البوسني أحمد هورموفيتش: للمسجد مكانة خاصة في قلوب أهالي البوسنة والكثير من السياح يأتون لرؤيته

بين الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة في شرق البوسنة والهرسك، يقف مسجد كوشلات العريق على قمة جبلية قريبة من مدينة زفورنيك، شاهدا على تاريخ يمتد لأكثر من 5 قرون.

وشُيّد المسجد، المعروف بين الأهالي بلقب "عش النسر" بسبب موقعه المرتفع، خلال الفترة ما بين عامي 1460 و1480 على يد الجيش العثماني الذي جاء لفتح البوسنة والهرسك، وكان الغرض الأساسي منه أن يكون مكانًا للعبادة وسط الطبيعة القاسية في تلك المنطقة.

ويعتبر المسجد أيضا رمزا روحانيا وثقافيا يجذب السياح والزوار الباحثين عن الجمال والسكينة في آن واحد.

كما يعد مسجد كوشلات واحدا من أقدم المساجد القائمة في البوسنة والهرسك، حتى أن الرحالة العثماني أوليا جلبي ذكره في كتابه "سياحت نامه" باسم "جامع أبي الفتح"، بسبب تشييده في فترة حكم السلطان العثماني محمد الفاتح.

الوصول إلى المسجد ليس بالأمر السهل، إذ لا يمكن بلوغه إلا عبر السير على الأقدام لنحو نصف ساعة في مسارات ضيقة تمر عبر غابة كثيفة.

وهذا المسار يمنح الزائر تجربة فريدة تجمع بين مغامرة السير في الطبيعة والانبهار عند الوصول إلى قمة تُطل على مناظر خلابة.

ومن أسفل الجبل، يبدو المسجد كأنه معلّق في السماء، وهو ما دفع السكان المحليين لإطلاق وصف "المسجد المعلق في السماء" عليه.

أحمد هورموفيتش، شاب في الحادية والعشرين من عمره يسكن في المنطقة، قال للأناضول إن للمسجد مكانة خاصة في قلوب أهالي البوسنة.

وأضاف هورموفيتش أنه كثيرا ما يتردد إلى المكان بحثا عن السكينة والهدوء، مبينا أن المكان غني بالتاريخ ويتميز روحا مختلفة.

وأوضح أن الكثير من السياح يأتون إلى المنطقة ليعيشوا هذا "الشعور المميز"، مؤكّدًا أن جمال الموقع يعوض صعوبة الوصول إليه.

ورغم أن الصلوات اليومية لا تُقام فيه بانتظام بسبب بُعد الموقع، إلا أن المسجد يشهد تجمعات كبيرة خلال شهر رمضان، حيث تقام فيه صلاة الجمعة، ليحافظ على دوره الروحي الممتد منذ أكثر من خمسة قرون.

ولم يسلم المسجد من ويلات الحرب؛ فقد تعرض للحرق على يد القوات الصربية خلال حرب البوسنة (1992-1995)، شأنه شأن مئات المساجد الأخرى.

وقامت السلطات بترميمه وأعادت افتتاحه للعبادة مجددًا عام 2013، ليكون اليوم معلما بارزا يجمع بين قدسية التاريخ وروعة الطبيعة، ويؤكد صمود الهوية الإسلامية في البوسنة رغم كل التحديات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك