بصوت واحد يكسر تعادل التصويت على تعيين الشخصية المثيرة للجدل بيت هيجسيث وزيرا للدفاع في إدارة الرئيس دونالد ترامب، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على الأمر رغم معارضة المعسكر الديموقراطي وثلاثة أعضاء جمهوريين في المجلس.
وبحسب قناة الحرة الأمريكية، كان اختيار هيجسيث (45 عاما)، لتولي منصب وزير الدفاع، قد أثار احتجاجات، خاصة بسبب بعض التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عنه مثل معارضته وجود نساء في الوحدات القتالية.
وفاز هيجسيث، بالتصويت بصعوبة بعدما كانت النتيجة 50-50، ليتطلب الأمر تدخل نائب الرئيس جاي دي فانس ويدلي بصوت لكسر هذا التعادل"، بعد انضمام السيناتور ميتش ماكونيل من ولاية كنتاكي إلى السيناتور ليزا موركوفسكي من ألاسكا وسوزان كولينز من ولاية مين في التصويت ضد هيجسيث.
• وزير دفاع مثير للجدل
هيجسيث من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي، وكُلف بعدة مهام عسكرية خلال فترة خدمته كضابط مشاة في العراق ومناطق أخرى، وشارك بتدريبات في أفغانستان، كما خدم في مناصب متعددة بالحرس الوطني، وحاصل على عدة أوسمة عسكرية.
ويعرف عن هيجسيث رفضه مشاركة النساء في خطوط المواجهة، ويرى أن وظائف القتال المباشر، تتطلب مجهودا بدنيا لا تستطيع النساء القيام به.
كما ينتقد قرار إدارة الرئيس باراك أوباما عام 2015 بإسقاط القيود القائمة على النوع الاجتماعي، ما أدى إلى السماح للنساء بالانضمام إلى وحدات المشاة والمدفعية، والمشاركة في القتال المباشر، وهي الوظائف العسكرية التي كانت تاريخيا، حكرا على الرجال.
وإلى جانب تلك الآراء، كشفت مجلة "ذا نيو يوركر" الأمريكية عن تقرير ووثائق ترجح أن وزير دفاع ترامب أجبر على الاستقالة من مناصب قيادية في وقت سابق بسبب سوء الإدارة المالية، وتصرفات فاضحة، فضلاً عن كونه تحت تأثير الخمر أثناء أداء مهام عمله.
وأشارت مجموعة من الوثائق إلى أن هيجسيث أجبر على التنحي من منصبه في مجموعتين غير ربحيتين كان يديرهما بسبب سوء السلوك الشخصي وتصرفات جنسية فاضحة.
وأوضح تقرير أنه عندما كان رئيساً لمجموعة "كونسرند فيترنز فور أمريكا"، في الفترة من 2013 إلى 2016، شوهد تحت تأثير الخمر مراراً وتكراراً أثناء أداء عمله الرسمي، لدرجة أنه في مرحلة ما تصبح هناك حاجة لإخراجه من فعالية المؤسسة.
وذكر تقرير تفصيلي يتألف من سبع صفحات، جمعه موظفين سابقين لدى المؤسسة وأرسل إلى الإدارة العليا الخاصة بها في فبراير من عام 2015، أنه في مرحلة ما تم تقييد هيجسيث وهو في حالة سُكر لمنعه من الانضمام إلى الراقصين في أحد ملاهي التعري في لويزيانا، حيث أحضر فريقه إلى هناك.
وأشار التقرير إلى أن هيجسيث، الذي كان متزوجاً حينها، وأفراد آخرين من فريقه "طاردوا جنسياً الموظفات في المؤسسة".
علاوة على ذلك، أكد التقرير أنه تحت قيادة هيجسيث، أصبحت المؤسسة مكان عمل عدواني تجاهل الاتهامات الخطيرة لسوء السلوك، بما في ذلك روايات الموظفات بأن موظف آخر من فريق موظفيه حاول التعدي جنسياً عليها في نادي التعري.
وفي شكوى منفصلة، أرسلت إلى المؤسسة نهاية عام 2015، تحدث موظف سابق آخر عن واقعة تواجد فيها هيجسيث في أحد الملاهي في الساعات الأولى من صباح يوم 29 مايو عام 2015، أثناء جولة رسمية في أوهايو، حيث ردد وهو تحت تأثير الخمر: "اقتلوا جميع المسلمين! اقتلوا جميع المسلمين!".
وبحسب "ذا نيويوركر"، أشارت إحدى رسائل البريد الإلكتروني إلى أن هيجسيث "لديه تاريخ من سوء استخدام الخمر"، وأنه "تعامل مع أموال المؤسسة كما لو أنها حساب نفقاته الشخصي – في الاحتفالات وشرب الخمر واستخدام الفعاليات كفرص" للأفعال الفاضحة مع النساء على الطرق.
وفي عام 2014، انضم هيجسيث إلى شبكة "فوكس نيوز" كمساهم، أثناء رئاسته لمجموعة "كونسرند فيترنز فور أمريكا". لكن بحلول عام 2016، أجبر على الاستقالة من المؤسسة.
وقال زميل سابق له إنه كان هناك "نمط طويل، على مدار أكثر من عقد من الزمان، من سوء التصرف وسوء الإدارة المالية والمخالفات الجنسية. وكان هناك جرعة من التنمر والتضليل أيضاً".
وفي نوفمبر الماضي، كشف مسئولون محليون في ولاية كاليفورنيا أن هيجسيث كان متورطا في تحقيق للشرطة بشأن اعتداء جنسي عام 2017.
وقال متحدث باسم حكومة مدينة مونتيري في كاليفورنيا في بيان، إن إدارة الشرطة حققت في "اعتداء جنسي مزعوم" تورط فيه هيجسيث، بحسب قناة سكاي نيوز عربية.
ووقع الاعتداء المزعوم في الساعات الأولى من صباح 8 أكتوبر 2017، في فندق ريجنسي مونتيري، وتم الإبلاغ عنه بعد 4 أيام.
وكان هيجسيث متحدثا في مؤتمر عقده اتحاد كاليفورنيا للنساء المنتميات للحزب الجمهوري في الفندق، خلال الوقت الذي وقع فيه الاعتداء المزعوم، وفقا لصور الحدث المنشورة على "فيسبوك".
وعلى غرار ترامب وقضية شراء صمت نجمة أفلام للكبار فقط، اعترف بيت هيجسيث بأنه دفع 50 ألف دولار لامرأة اتهمته عام 2017 بالاعتداء الجنسي عليها.
وجاء اعتراف هيجسيث خلال إجابات قدمها إلى السناتور الديمقراطية من ماساتشوستس إليزابيث وارن، ردا على أسئلة إضافية كانت لديها لهيغسيث كجزء من عملية التدقيق، بحسب قناة سكاي نيوز.
وفي هذه الواقعة، أخبر هيجسيث الشرطة أن اللقاء كان بالتراضي، ونفى ارتكاب أية مخالفات.
والأسبوع الماضي، أخبر المرشح لحقيبة الدفاع أعضاء مجلس الشيوخ أنه "اتهم زورا" في واقعة عام 2017، وتمت تبرئته تماما.
وجاء الاتهام الأكثر خطورة من المرأة التي أخبرت الشرطة أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل هيغسيث بغرفة فندق في كاليفورنيا عام 2017، بعد أن "أخذ هاتفها وأغلق الباب ورفض السماح لها بالمغادرة"، وفقا لتحقيق صدر في نوفمبر.
ولا يقول التحقيق إن الشرطة وجدت أن المزاعم كاذبة، وأوصت الشرطة بإرسال تقرير القضية إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة مونتيري للمراجعة.
وقالت المدعية العامة لمقاطعة مونتيري جانين باسيوني، إن مكتبها رفض توجيه الاتهامات لهيغسيث في يناير 2018 "لأنه لم يكن لديه دليل لا يدع مجالا للشك" بارتكابه جريمة.