مريم أبو دقة.. مناضلة المخيمات التي جعلت من الكاميرا سلاحا للمقاومة وصوت غزة الذي أسكتته الشهادة - بوابة الشروق
الثلاثاء 26 أغسطس 2025 5:05 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

مريم أبو دقة.. مناضلة المخيمات التي جعلت من الكاميرا سلاحا للمقاومة وصوت غزة الذي أسكتته الشهادة

سلمى محمد مراد
نشر في: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 5:59 م | آخر تحديث: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 7:51 م

قالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن غارات إسرائيلية مزدوجة على مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة اليوم، أدت إلى استشهاد 15 شخصًا على الأقل بينهم أربعة صحفيين، لتستمر حالة استهداف الصحفيين في شوارع غزة كل يوم، وتُقصف مقراتهم وسياراتهم، وتُكسر أقلامهم وكاميراتهم.

وتم تحديد أسماء الصحفيين الشهداء وهم حسام المصري، مصور يعمل لدى وكالة رويترز للأنباء، ومحمد سلامة، مصور صحفي لدى قناة الجزيرة، ومريم أبو دقة (المعروفة أيضًا باسم مريم دقة)، صحفية تعمل مع العديد من وسائل الإعلام بما في ذلك وكالة أسوشيتد برس، ومعاذ أبو طه، صحفي يعمل لدى شبكة إن بي سي.

وأعلنت الوزارة عن وقوع ضربتين جويتين، استهدفت الأولى الطابق الرابع من المستشفى، وأعقبتها ضربة ثانية أصابت الموقع نفسه، بينما هرع المسعفون لانتشال الجرحى والقتلى، وتبعهم الصحفيون عن كثب لالتقاط ما حدث.

وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة أنباء الغد رجال دفاع مدني يرتدون سترات برتقالية زاهية، وصحفيين يُصابون أثناء محاولتهم إنقاذ جثمان المصري، الذي قُتل في غارة سابقة، وفي اللحظات التي سبقت وفاتهم رفعوا أيديهم لحماية أنفسهم، لكنهم سرعان ما أُصيبوا.


- غزة وواجبها المهني كان أولويتها

بينهم مريم أبو دقة التي كرّست حياتها المهنية لنقل صورة المأساة في غزة، بعد أن تخرجت من جامعة الأقصى، وظلت تعمل بلا كلل رغم الجوع والإرهاق وفقدان عدد من أقاربها وزملائها، بينهم الصحفي إبراهيم محمود الذي رافقته طويلًا في الميدان، وكانت مراسلة ومصورة صحفية لدى إندبندنت عربية.

كما عُرفت بشجاعتها وقربها من الناس، إذ كانت تبث قصصًا إنسانية مؤثرة عن الشهداء والجرحى وتفيض حنانًا على الأطفال وسط الركام، كما أنها تركت ابنها الوحيد غيث عند ذويها بعيدًا عن أهوال الحرب علّها تلتقي به يومًا بعد انتهاء تلك المحنة.

وحكت في فيديو سابق لها عن استهداف بيت عائلتها الذي يحمل جميع ذكرياتها، والذي كان عبارة عن عمارة تضم ست شقق، ولم يتبق منه سوى المفتاح.


- "نتمنى أن يصبح لدينا مستقبل وحرية للإعلام"

وفي فيديو سابق لها، كانت أمنيتها أن تتمكن من التغطية في قطاع غزة دون خوف أو استهداف، مثل باقي دول العالم التي يتطور فيها الصحفي ويتمتع بحريته.

كما كتبت أمس الأحد منشورًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول ما يجري ضد الفلسطينيين في القطاع من جرائم إبادة جماعية قائلة: حين ترى التراب يغطي أغلى ما لديك وقتها ستدرك كم هي تافهة الحياة.


- الجنة في انتظارها

وقبل استشهادها بساعتين، نشرت صورة لها على قصتها في فيسبوك نعت نفسها بجنة تنتظرها ورضوان على أنشودة جنة بتستني. وقالت من قبل: نحن في هذه الحياة عابرون نمر كما تمر السحابة، لا نملك منها شيئًا سوى أعمالنا.

بذلك، يرتفع عدد الشهداء الصحفيين الذين استشهدوا في قطاع غزة خلال الإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 244 صحفيًا، بينهم مراسلون ومصورون ومحررون يعملون في وسائل إعلام محلية ودولية، فيما أصيب آخرون بعضهم بإعاقات دائمة، إضافة إلى اعتقال عدد منهم وتعرضهم للتعذيب والمعاملة المهينة، في انتهاك واضح للقانون الدولي، فإلى متى يستمر هذا السلسال من الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين؟



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك