- الجمهور يطالب بزيادة أيام المهرجان مرة أخرى إلى 14 يومًا
أسدل الستار مساء السبت الماضى عن فعاليات الدورة الـ33 لمهرجان القلعة للموسقى والغناء، هذا المهرجان الذى قدم 9 أيام متواصلة من الطرب والفن الراقى، شهدت حضور ما يقرب من 20 ألف مشاهد.
اختتم مهرجان القلعة فعالياته بحفل صوفى مميز جمع بين صوت المنشد محمود التهامى وعزف الموسيقار العالمى فتحى سلامة.
من أبرز ظواهر المهرجان أنه منح البسطاء فرصة حقيقية للاستمتاع بفن راق لا يمكنهم الوصول إليه بسهولة. فحفل مدحت صالح فى القلعة قدم بتذكرة 100 جنيه فقط، بينما سعر نفس الحفل خارجيا يتخطى 1500 جنيه. الأمر نفسه تكرر مع حفلات على الحجار وهشام عباس وإيهاب توفيق وغيرهم من النجوم، لتصبح القلعة مساحة حقيقية للمساواة الفنية.
استمرارية المهرجان 33 عامًا لم تكن وليدة انخفاض الأسعار فقط، بل لأنه يقدم تنوعًا فنيا يرضى كل الأذواق: الغناء الأوبرالى بجوار الطرب الشرقى، الموسيقى الكلاسيكية مع العربية، حفلات الإنشاد الدينى إلى جانب الغناء الشبابى، آلات تقليدية مثل الربابة بجوار الكمان والجيتار والعود. هذا المزج جعل المهرجان ذاكرة فنية تراكمت مع الأجيال داخل أروقة قلعة صلاح الدين. كما أن الغناء الجاد كان حاضرا بقوة من خلال عدد من الأصوات التى انحازت للطرب الاصيل منها صوت على الحجار الذى وصفه بلاسيدو دومينجو بـ«الصوت الذهبى».
فيما يظل مدحت صالح ضيفا دائما للمهرجان ببصمته الواضحة. خالد سليم عاد هذا العام بعد غياب طويل، بينما واصل إيهاب توفيق الحضور للعام الثانى على التوالى. أما أحمد جمال فكان مثالًا للمطرب الذى يعمل على تطوير نفسه ليصبح مطلبا جماهيريا فى القلعة.
وحضر الشيخ ياسين التهامى بروحانياته المختلفة، حيث أخذ جمهوره فى رحلة مع أشعار ابن الفارض وشعراء الصوفية. فى حفل حضره كل الفئات: الشاب والمسن، الطبيب والعامل، المهندس وعامل البناء، ليصبح حالة وجدانية لا تتكرر.
فى اتجاه آخر شكلت عازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز واحدة من علامات المهرجان بفضل أسلوبها المختلف وجمهورها العريض. ومن كازاخستان جاءت فرقة إقليم جيتيسو الفلهارمونية بقيادة دانيش راكيشيف، فيما حضرت فلسطين بفرقة كنعان للثقافة الفلسطينية، لتؤكد هوية المهرجان كملتقى دولى للفن الراقى.
ورغم كل هذا الزخم، شهدت الدورة غيابا بارزا لكل من الموسيقار عمر خيرت والفنان هانى شاكر، المعتادين على إحياء حفلات كبرى بالقلعة، والتى لطالما شهدت إقبالا جماهيريا ضخما.
على جانب آخر كان لجمهور الحفلات بعض الملاحظات فى الدورة 33 حيث طلب الجمهور بزيادة أيام المهرجان مرة أخرى إلى 14 يوما بدلا من 9 ليالى حتى يستوعب أسماء من نجوم الغناء الذى اعتادوا عليها مثل، هانى شاكر وحمزة نمرة وعمر خيرت، وفرق أجنبيه متنوعة.
وطلب الجمهور أيضا من إدار المهرجان، إعادة النظر فى مسألة التنظيم وأشاروا إلى ضرورة وجود فريق من المنظمين بين الحضور منعا لعشوائية الدخول والخروج والجلوس، فى ظل عدم وجود أرقام على الكراسى.
كما أشار الحضور إلى عدم الالتزام بموعد الحفلات وتأخيرها عن الموعد المحدد، وأن تراعى إدارة المهرجان هذا الأمر فى الدورات القادمة.