ظاهرة عالمية مقلقة.. لماذا يتعرض الأطباء للاعتداء؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 7:44 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

ظاهرة عالمية مقلقة.. لماذا يتعرض الأطباء للاعتداء؟

سلمى محمد مراد
نشر في: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 1:18 م | آخر تحديث: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 1:18 م

أفادت دراسة بريطانية حديثة، بأن 9 من كل 10 عاملين في عيادات الأطباء العامين تعرضوا خلال مسيرتهم المهنية لشكل من أشكال العنف، اللفظي أو الجسدي، ما يثير تساؤلات حول سبب هذه الظاهرة العالمية.

ونشرت الدراسة التي أجرتها البروفيسورة شينينج تشو، أستاذة علم النفس الجنائي بجامعة نوتنجهام، المجلة البريطانية للطب العام، وتناولت ظاهرة العنف والاعتداءات ضد الأطباء العامين وموظفيهم في عيادات الرعاية الأولية على مستوى العالم.

وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تبحث في حجم المشكلة عالميًا، حيث اعتمدت على تحليل 50 دراسة سابقة من 24 دولة، من بينها المملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا والصين والكويت وبربادوس.

نتائج صادمة

خلصت الدراسة إلى أن ما يصل إلى 9 من كل 10 من العاملين في عيادات الأطباء العامين تعرضوا خلال مسيرتهم المهنية لشكل من أشكال العنف، سواء اللفظي أو الجسدي، والأكثر إثارة للقلق أن نسبة مماثلة تقريبًا أبلغت عن تعرضها لذلك في العام الأخير وحده.

الأسباب وراء الظاهرة

أوضحت الدراسة أن السبب الأكثر شيوعًا وراء السلوك العدواني للمرضى هو طول فترات الانتظار للحصول على موعد أو رعاية صحية، حيث أشار ما بين 31% و73% من الأطباء في الدراسات السابقة إلى هذا العامل.

أما السبب الثاني فهو مطالب المرضى غير الملباة، مثل رفض وصف بعض الأدوية أو الإحباط من جودة العلاج، كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن ضعف التدريب لدى بعض الموظفين في مهارات التواصل أو إدارة الصراعات قد يكون له دور في تفاقم الموقف.

آثار نفسية ومهنية خطيرة

وأكدت الدراسة أن التعرض المستمر للتهديد والإساءة يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية وزيادة مستويات التوتر بين الأطباء والموظفين، وقد يدفع البعض إلى التفكير في ترك المهنة، كما تبين أن الموظفات الأصغر سنًا والأقل خبرة، خصوصًا موظفات الاستقبال، يتحملن العبء الأكبر من هذه الاعتداءات.

أرقام وحوادث واقعية

وتدعم أرقام حديثة من منظمة الدفاع الطبي (MDDUS) نتائج الدراسة؛ إذ كشف استطلاع أجرته أن 84% من الأطباء العامين في بريطانيا تعرضوا لاعتداءات لفظية، بينما واجه 24% اعتداءات جسدية خلال عام واحد.

وتضمنت الوقائع حادثة تهديد طاقم طبي بمضرب بيسبول وسكاكين، وحالة أخرى سعل فيها مريض مصاب كرونا عمدًا على موظفة استقبال لرفض طلبه وصفة طبية، كما تعرض طبيب عام في اسكتلندا لاعتداء وإساءات عنصرية بعد يوم عمل طويل، ما دفعه إلى مغادرة مدينته لشعوره بفقدان الأمان.

ويعكس الواقع في مصر ملامح مشابهة، ففي أغسطس الماضي، تعرض الدكتور محمد بسيوني، طبيب الامتياز بمستشفى سيد جلال، إلى اعتداء أسفر عن إصابته بجرح قطعي غائر في الوجه أثناء تأدية عمله.

وفي مستشفى المطرية التعليمي بالقاهرة، اعتدى مرافق على طبيب رفض دخول زوجة المعتدي لزيارة أحد أقاربها في غير موعد الزيارة، ما تسبب في كسر بعظام الجمجمة ونزيف بالمخ، وغيرها الكثير من الحالات.

ما الحل؟

وترسم الدراسة صورة قاتمة لواقع الأطباء العامين وفرقهم الطبية حول العالم، حيث يتحملون ضغوط المرضى والأنظمة الصحية في آن واحد، وتؤكد النتائج أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب إجراءات وقائية وتدريبية وتشريعية لحماية العاملين وضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية في بيئة آمنة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك