كشف الدكتور محمد بهاء الدين أبو شقة، الخبير القانوني والمحامي، عن واقعة وصفها بأنها تجسيد لـ "العدالة الإلهية فوق العدالة البشرية"، عايش تفاصيلها أثناء عمله في النيابة.
وأوضح خلال لقائه ببرنامج "واحد من الناس" مع الإعلامي الدكتور عمرو الليثي على شاشة الحياة، أنه عُثر على جثة رجل داخل شقة على النيل، ورجّح مفتش الصحة وقتها أن الوفاة نتيجة انتحار بعد قطع في معصم اليد اليسرى. لكن أبو شقة شكك في الأمر قائلاً: "تذكرت من دراستي أن مثل هذا القطع لا يمكن أن يصدر عن شخص ينتحر، فقررت ندب الطب الشرعي لتشريح الجثة، رغم اعتراضات من أسرة المتوفى، حتى أن النائب العام استدعاني، واستمع لرأيي وأيد قراري".
وأضاف أن مسار التحقيقات اتجه بعد ذلك إلى اتهام زوجة القتيل، باعتبارها على خلاف معه، حتى أن المحكمة قضت بسجنها مؤبدًا. غير أن تفاصيل غريبة بدّلت مسار القضية، إذ روى زميل له في النيابة أنه كان يرى في المنام رجلًا يقطر الدم من يده ويقول هاتولي حقي، وهو نفس الحلم الذي شاهده المحامي العام الأول بنفسه، ليدفعه ذلك إلى إحالة القضية للجنايات بدلًا من حفظها.
وتابع أبو شقة أن الحقيقة ظهرت بعد ثلاث سنوات، عندما ألقت مباحث القاهرة القبض على عصابة حاولت بيع ساعات ومشغولات ذهبية، ليتضح أنهم من ارتكبوا جريمة قتل الرجل وسرقوا شقته، لتظهر براءة الزوجة التي سجنت ظلمًا.
واختتم قائلًا إن هذه الواقعة تبقى شاهدًا على أن العدالة الإلهية قد تتجلى في صور مدهشة، وأن دور المحامي والنيابة لا يقتصر على إنهاء الملفات، بل يمتد للبحث عن الحقيقة حتى تنكشف.