أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، رائد أبو الحمص، أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة كانت باهتة بالنظر إلى عدد جنود وضباط الاحتلال الذين تم تسليمهم ؛ مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يزال يحتجز جثامين ٨٧ شهيدًا من الأسرى، فيما قُتل عدد كبير من أسرى غزة دون إعلان رسمي عنهم.
وكشف في حواره مع "الشروق" عن "كارثية" الأوضاع داخل سجون الاحتلال حيث يتعرض الأسرى الفلسطينيين لـ"هجمة قمعية مميتة" تشمل الضرب والتجويع والتعذيب والحرمان من العلاج، مؤكدًا أن أكثر من ٩ آلاف أسير يعانون الآن ويلات التنكيل خلف قضبان الأسر بينهم ٥٢ امرأة و٤٥٠ طفلًا.
● كيف ترى اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى الأخيرة؟
ـ وقف الحرب ضرورة ملحة بعد كل هذا الموت والدمار الذى أحل بقطاع غزة والضفة الغربية، والإفراج عن أى أسير إنجاز وطنى؛ لكن الأمنيات والطموحات كانت أكبر، وكنا نتمنى أن يتم الافراج عن أكبر عدد من الأسرى، وتحديدًا القدامى والمؤبدات وقادة الحركة الأسيرة وعلى رأسهم الأخ القائد مروان البرغوثى.
● ما عدد الأسرى المبعدين فى هذه الاتفاقية؟
ــ تم إبعاد ١٥٤ أسيرًا إلى القاهرة؛ وسيتم توزيعهم لاحقًا على عدد من الدول.
● كيف يتم تحديد أسماء الأسرى المرشحين للتبادل والمعايير التى تعتمدونها؟
ــ نحن لسنا جهة فى وفد التفاوض، والأسماء حُددت بعد مفاوضات وحوار بين إسرائيل وحركة حماس وبوجود الوسطاء، ولكن جميع بيانات الأسرى زودوا بها من قبل الهيئة.
● لماذا بعض الأسماء لا تنجح أى صفقة فى تمريرها؟ مثل مروان البرغوثى وأحمد سعدات؟
ــ عدم الإفراج عنهم يرجع إلى التعنت الإسرائيلى، المبنى على نزعات عنصرية انتقامية، وفى الحقيقة كانت الظروف مناسبة فى الصفقة الأخيرة، ولكن لا نعلم ماذا حدث، ولماذا كانت الصفقة باهتة بالنظر إلى عدد الجنود والضباط.
● هل هناك جدول زمنى متوقع لتنفيذ أى صفقة تبادل جديدة؟
ــ نتمنى أن يكون هناك صفقات لاحقة، ولكن المعلومات التى لدينا أن الصفقة قد تمت، وربما يكون هناك إفراج عن أطفال وأسيرات.
● حدثنا عن الوضع الحالى للأسرى فى سجون الاحتلال؟
ــ الوضع الحالى صعب ومعقد، الأسرى يتعرضون لأبشع هجمة، يعذبون بسياسات قمعية خطيرة ومميتة، حيث الضرب والتنكيل والتعذيب والتجويع والحرمان من الأدوية والعلاجات، والإعدامات وغيرها الكثير.
ما يعايشه الأسرى خلف القضبان الآن حالة كارثية؛ فكل ما يمارس بحق أسرانا مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، والسياسات والسلوكيات من قبل إدارات سجون الاحتلال عبارة عن جريمة منظمة وخطيرة، واليوم كل الاعتداءات والتعذيب تأتى فى سياق الانتقام والخلاص من مناضلى الشعب الفلسطينى.
● ما عدد الأسرى فى سجون الاحتلال حتى الآن وكم عدد الأطفال والنساء منهم؟
ــ العدد الإجمالى أكثر من ٩ آلاف، منهم ٥٢ امرأة وأكثر من ٤٥٠ قاصرًا.
● ما عدد الأسرى الذين يرفض الاحتلال تسليم رفاتهم أو جثامينهم؟
ــ لا يوجد اليوم رقم دقيق كون هناك الكثير من أسرى غزة قتلوا ولم يتم الإعلان عنهم، ولكن الشىء المؤكد أن هناك ٨٧ أسيرا استشهدوا خلف قضبان سجن الاحتلال، ولا تزال جثامينهم محتجزة.
● كيف يتم التعامل مع الحالات المرضية الحرجة؟ هل هناك أى جهات دولية قد تساعد فى الضغط على الاحتلال؟
ــ للأسف المئات اليوم وربما الآلاف من الأسرى مرضى، ولا يوجد هناك أى نظام أو خدمة أو بروتوكول طبى يقدم للأسرى، والمؤسسات الدولية كافة تخلت عن الأسرى الفلسطينيين على مدار العامين الماضيين.
● حدثنا عن سياسة إبعاد الأسرى التى يتبعها الاحتلال؟ وكم عدد الأسرى المبعدين حتى الآن؟
ــ الإبعاد مر وصعب؛ ولكن لا خيار أمام الأسرى إلا قبول ذلك، فالخلاص من المؤبد عودة جديدة للحياة، لذلك فالإبعاد على مرارته يعتبر نعمة فى هذه المرحلة؛ ومجموع من أبعدوا لخارج فلسطين 384.
وللأسف نحن فى هيئة شئون الأسرى لا نملك شيئا بهذا الخصوص، فمن المفترض أن يكون للمجتمع الدولى كلمته بهذا الخصوص.
● هل هناك ضمانات لمتابعة الأسرى بعد الإفراج عنهم للحفاظ على حياتهم؟
ــ نحن نأمل أن يكون هناك إلزام للاحتلال بعدم ملاحقتهم؛ ولكن نعتقد أن إسرائيل دولة احتلال دموية، ولا يوجد أى ثقة فى أن يتركوا الأسرى يعيشون حياتهم باستقرار.
● ما أبرز التحديات القانونية والإنسانية التى تواجهونها فيما يتعلق بقضية الإبعاد؟
ــ الخوف من الاغتيالات، وعدم استعداد الدول لاستضافة الأسرى المبعدين، واليوم نتحدث عن ما يقارب ٣٠٠ أسير فى العاصمة المصرية القاهرة، ويتوجب أن يكون هناك مبادرات استضافة للمبعدين من الأسرى، خصوصًا من الدول العربية.
● ما تقييمكم لدور الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان فى متابعة أوضاع الأسرى؟
ــ لا يوجد متابعة وهناك تقصير كبير؛ وهذا ما شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم.
● كيف توثقون الانتهاكات بحق الأسرى وإيصالها للتحقيقات الدولية وما وسيلتكم لمتابعة ذلك؟
ــ من خلال الأخبار اليومية والتقارير وتوثيق الشهادات، كذلك من خلال مراسلات دورية مبنية على زيارات المحامين للأسرى داخل السجون؛ فكل شىء موثق، لدينا شهادات تلخص حجم الجريمة والمعاناة.
● هل هناك مبادرات أو استراتيجيات لإدماج الأسرى فى المجتمع بعد الإفراج عنهم؟
ــ نعم؛ يوجد برنامج تأهيل متكامل بالهيئة وباستطاعة كافة الأسرى الاستفادة منه.
● أثارت مسألة صرف مرتبات الأسرى كثيرًا من الجدل.. هل من الممكن توضيح ما تم التوصل إليه ورؤية الهيئة فى هذه القضية؟
ــ هذا موضوع معقد، الاحتلال الإسرائيلى أقنع العالم بشرح وروايات غير صحيحة وغير واقعية، ونواجه ضغطا كبيرا فيما يتعلق باحتياجات الأسرى وأسرهم، ولا يعقل أن يتبنى المجتمع الدولى رؤية الاحتلال دون مراعاة الجوانب الأخرى والضغوط على الجانب الفلسطينى.