إغلاق المعبر تسبب بتعليق سفر فلسطينيين من الضفة الغربية وإليها وتعطيل أعمالهم ودراستهم
وزارة الاقتصاد الفلسطينية: إغلاق المعبر يؤدي لتداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة
يقول فلسطينيون، إن إغلاق إسرائيل معبر "الكرامة" بين الضفة الغربية المحتلة والأردن لمدة أسبوع "حوّل الضفة إلى ما يشبه سجنًا كبيرًا".
ومعبر "الكرامة" هو "جسر اللنبي" بالتسمية الإسرائيلية و"جسر الملك حسين" بالتسمية الأردنية.
وأمس الخميس، أعلن رئيس الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية نظمي مهنا، استئناف العمل على معبر الكرامة بالاتجاهين، اعتبارا من اليوم الجمعة.
ودعا مهنا في بيان، الفلسطينيين والمسافرين، إلى متابعة منصات الهيئة الرسمية على مواقع التواصل للاطلاع على أي مستجدات بخصوص عمل المعبر.
وفي 18 سبتمبر الجاري أُغلق المعبر إثر مقتل جنديين إسرائيليين في عملية إطلاق نار، والثلاثاء قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر تمديد إغلاقه "حتى إشعار آخر".
ولم يوضح مهنا، ما الذي غيّر موقف نتنياهو من مسألة فتح المعبر.
وبشأن ما إذا كان قرار نتنياهو قبل يومين تمديد إغلاق المعبر أول رد فعل إسرائيلي على اعترافات دول بدولة فلسطين، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء: "لم يرد مكتب رئيس الوزراء حتى الآن على استفسار حول هذا الموضوع".
وخلال الأيام الماضية، أعلنت 11 دولة، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا وبلجيكا، اعترافها بدولة فلسطين، ليرتفع عدد المعترفين إلى 159 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.
وجاءت هذه الاعترافات على ضوء حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، في قطاع غزة منذ نحو عامين، إضافة لعدوان عسكري دموي ومدمر بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
تعطل الحياة
إغلاق المعبر تسبب بتعطل سفر الفلسطينيين من وإلى الضفة الغربية، وتعطل أعمالهم ودراستهم.
وفي حديث مع الأناضول، يقول المواطن مراد الحواري إن هذه ليست المرة الأولى التي يُغلق فيها المعبر، مبينا أن "إسرائيل فعلت هذا مرارا وتكرارا".
ويتابع: "نحن الفلسطينيين اعتدنا على ذلك، لكننا شعب يحب السفر والحياة".
ويذكر أن هذه السياسة من شأنها التضييق على المواطنين، إلا أن "الصعوبات لن تثني الشعب الفلسطيني من التشبث بأرضه والبقاء عليها".
سجن كبير
من جهته، يقول تاجر المركبات مازن صرصور: "نعيش اليوم في حصار وسجن كبير، كان من المفترض أن أغادر البلاد الخميس، ولدي مركبات على المعبر عالقة".
ويضيف صرصور: "هذا عقابٌ جماعي نعيشه، طوال عمرنا نمر بمثل هذه الحالات".
ويشير إلى أن "معبر الكرامة هو المتنفس الوحيد بين الضفة الغربية والعالم الخارجي، وإغلاقه يعني نقص كل شيء، من الطعام إلى الشراب إلى اللباس وغير ذلك".
أما عماد أحمد، فيقول: "الأردن وفلسطين بلد واحد، لن يكون الأمر كما تظن إسرائيل. لن يتمكنوا من فصلنا، وسيغادرون أراضينا".
ويتابع: "نحن أصحاب الأرض وليس هم (الإسرائيليين)، مهما فعلوا لن تنهار عزيمتنا ولن يطردوننا من هذه البلاد".
بدورها، توضح شمس معمر، وهي من قطاع غزة، أنها وصلت الضفة الغربية قبيل 7 أكتوبر 2023، ولم تتمكن من العودة عند بدء حرب الإبادة.
وتردف: "نحن في سجن كبير معزولون عن العالم".
وتتابع: "هذا الإغلاق له تأثير على كل مناحي الحياة، على الطلاب الدارسين في الخارج، المعتمرين والتجار والسياح، الجميع متضرر من الإغلاق".
وتكمل: "تسعى إسرائيل من خلال هذا السلوك لمنع الدول من الاعتراف بدولة فلسطين، لكن الاعتراف بدولة فلسطين حق مشروع".
وطالبت معمر الدول بالوقوف مع الشعب الفلسطيني لتجاوز هذه الأزمة وفتح المعبر.
تحذير فلسطيني
وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية حذرت من أن قرار إسرائيل إغلاق "معبر الكرامة" سيكون له تداعيات جسيمة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني في فلسطين.
وأشارت الوزارة في بيان الخميس، إلى أن المعبر هو "المنفذ الرئيسي والوحيد لفلسطين، الذي يتم عبره تصدير المنتجات لدول العالم، وكذلك يتم من خلاله استيراد المواد الخام والسلع لدولة فلسطين".
وأضافت: "استمرار إغلاق هذا المعبر سيكون له تداعيات خطيرة على الصناعات الفلسطينية، والمنتجات الزراعية، والأمن الغذائي، وحركة التصدير والاستيراد، إضافة للآثار الكبيرة على الصعيد الإنساني وتنقل الأفراد باعتباره المنفذ الوحيد مع العالم الخارجي، بالإضافة لتوقف جزء كبير من المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها لقطاع غزة".
وتابعت: "يأتي هذا الإجراء التعسفي ضمن سياسات دولة الاحتلال في التضييق على الشعب الفلسطيني، وخلق بيئة طاردة لشعبنا".
وأوضحت أنه يأتي كذلك "في إطار الابتزاز السياسي، والسياسات العقابية التي تنتهجها حكومة الاحتلال، من احتجاز لأموال المقاصة الفلسطينية، إضافة إلى أزمة تكدس الشيكل الاسرائيلي ورفض الجانب الإسرائيلي لاستقبال عملته التي تضخ في السوق الفلسطيني".
وقالت الوزارة إن الحكومة الفلسطينية ووزارة الاقتصاد الوطني، في حالة اتصال دائم مع المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة ذات العلاقة، من أجل العمل على فتح المعبر بأقرب وقت ممكن والضغط على الجانب الإسرائيلي لفتحه وعودة حركة المسافرين والحركة التجارية إلى الوضع الطبيعي