إبراهيم عيسى: إبراهيم المعلم عصارة الثروة الثقافية المصرية - بوابة الشروق
السبت 1 مارس 2025 5:46 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

إبراهيم عيسى: إبراهيم المعلم عصارة الثروة الثقافية المصرية

محمود عماد
نشر في: الخميس 27 فبراير 2025 - 1:40 م | آخر تحديث: الخميس 27 فبراير 2025 - 1:40 م

عندما نحتفي برموزنا وقممنا، فإن قوة مصر الناعمة تتعاظم
العقل المصري أهم ما تصدره مصر للعالم، أي تصدير العقول والأفكار والإبداع
55% من مبيعات دور النشر المصرية تأتي من معارض الكتب في الدول العربية

قال الكاتب والإعلامي الكبير إبراهيم عيسى خلال برنامجه حديث القاهرة، الذي يعرض على شاشة قناة القاهرة والناس، إنه يجب علينا عند الحديث عن القوى الناعمة لمصر وما تملكه من مثقفين ومبدعين التوقف أمام الجائزة التي حصل عليها الناشر الكبير المهندس إبراهيم المعلم، رئيس ومؤسس اتحادي الناشرين المصريين والعرب، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين الأسبق، وأحد الأسماء البارزة والمؤثرة في عالم النشر والثقافة في مصر والعالم العربي، وهي جائزة بطل الاتحاد الدولي للناشرين، التي توج بها قبل أسابيع في ديسمبر الماضي، ليصبح أول ناشر مصري وعربي يحصل على هذه الجائزة.

وأضاف إبراهيم عيسى في حلقته التي حملت عنوان "ما أهم شيء تصدره مصر للعالم؟" أنه عندما نقرأ حيثيات الجائزة، ندرك قيمة مصر وريادتها ومكانتها، ممثلة في إبراهيم المعلم، الذي يعد انعكاسًا للواقع الثقافي والثروة الثقافية المصرية، بعدما حصل على جائزة دولية مرموقة.

وتابع إبراهيم عيسى: "من الأمور التي تدهش المرء أن وزارة الثقافة في مصر لم تقم بحفل خاص لتكريم إبراهيم المعلم لحصوله على هذه الجائزة". وأكمل: "لدينا قيم ثقافية وقمم ثقافية، فالقيم الثقافية تعني أن نحتفي بمن يُكرَّم، ونكرم من يكرم مصر أمام العالم، ويعكس مكانتها وصورتها ورموزها".

وأوضح أن لدينا قممًا ثقافية، لا تقتصر على المبدعين والكتاب والفنانين فقط، بل تمتد لتشمل الناشرين وجميع العاملين في نشر الثقافة وإنتاج المحتوى الثقافي في مصر.

وأكد أنه اندهش بشدة لأن وزارة الثقافة لم تنظم حفلًا أو تكريمًا خاصًا لـإبراهيم المعلم، خاصة أن لدينا أوسمة خاصة بالثقافة وأوسمة خاصة بالفنون.

وتابع أنه علينا النظر إلى هذه الأمور بجدية كبيرة، لأن رفع رموزنا والاحتفاء بها محليًا وعالميًا يزيد من تأثير مصر الثقافي وقوتها الناعمة.

وأوضح عيسى أن عائدات الأفلام المصرية في السوق السعودية والخليجية تتجاوز عائداتها في مصر، وأن الأفلام المصرية تُعد منتجًا ثقافيًا وفنيًا يتم تصديره إلى الدول العربية والمحيط العربي.

وخلال الحلقة، تناول إبراهيم عيسى الحديث عن القوى الناعمة لمصر، خاصة في المجال الثقافي ودور النشر ومعارض الكتب العربية، مشيرًا إلى أن 55% من مبيعات دور النشر المصرية تأتي من معارض الكتب في الدول العربية، موضحًا أن هذه المبيعات تمثل منتجات العقول المصرية، التي تبدع وتكتب أو تترجم وتنشر وتطبع ثم تصدر إلى العالم العربي.

وأشار عيسى إلى أن المصريين يسعون دائمًا لرؤية بلادهم في أفضل حال، أقوى وأكثر تقدمًا، وهذا يتحقق عندما يشعر المواطن بالاكتفاء والأمان والعدل، موضحًا أن مفهوم الدولة القوية لا يعني فقط القوة العسكرية أو الاقتصادية، بل يشمل قوة المواطن نفسه، ثقافيًا واقتصاديًا ونفسيًا، وأن المواطن أساس قوة الوطن، ولا يمكن لمصر أن تتقدم دون نهضة المواطن المصري، لأن المواطن القوي يصنع وطنًا قويًا، وليس العكس.

وتحدث عيسى عن هوية مصر، التي بدأت مع محمد علي، الذي أسس مصر الحديثة، كدولة مدنية تقوم على المساواة والفصل بين الدين والدولة، ثم تطورت مع رموز ثورة 1919، الذين أكدوا أن مصر للمصريين، دولة مستقلة ذات هوية وطنية جامعة.

وأكد عيسى أن مصر شهدت تشويشًا في الهوية، بسبب الإسلام السياسي والقوى المتطرفة ونظام يوليو، مما أدى إلى حالة من التخبط في مختلف المجالات، موضحًا أن الحل يكمن في العودة إلى الجذور، أي إلى أسس الدولة الحديثة التي بناها محمد علي، وإلى هوية الوطن التي أرستها ثورة 1919، كدولة مدنية تقوم على المواطنة.

وأضاف عيسى أن القوى الناعمة لمصر، أي العقل المصري، هو أهم ما تصدره مصر للعالم، من خلال العقول والأفكار والإبداع، مشيرًا إلى أن مصر لا تشتهر فقط بتصدير السلع، رغم أهميتها سواء كانت زراعية أو صناعية، لكن الأهم هو تصدير العقول المبدعة، سواء بسفرهم للخارج أو من خلال إنتاجهم الثقافي والفني داخل مصر، كما أن مبيعات الكتب المصرية في معارض الكتب العربية تعكس قوة العقل المصري.

وأكد أن الاحتفاء بالرموز الثقافية، مثل الناشر إبراهيم المعلم، يعزز من قوة مصر الناعمة، كما أن الأفلام والدراما المصرية تحقق إيرادات كبيرة في الدول العربية، مما يؤكد تأثيرها الثقافي والفني، مشيرًا إلى أن الدراما السعودية تعتمد بشكل كبير على العقول والمبدعين المصريين.

وسأل عيسى: "كيف نحافظ على قوتنا الناعمة؟".

وأجاب: "بتنميتها عبر الحرية والتعليم والثقافة، وعدم فرض رقابة دينية أو قيود على المبدعين"، مؤكدًا أن مصر بحاجة إلى الانتباه إلى قوتها الحقيقية، وهي العقول المبدعة، والعمل على تنميتها وتمكينها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك