في كتاب جديد لباحثة بجامعة أوكسفورد: ادعاء ترامب بأن توربينات الرياح تقتل الطيور محض هراء - بوابة الشروق
السبت 27 سبتمبر 2025 7:44 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لقمة الأهلي والزمالك المقبلة؟

في كتاب جديد لباحثة بجامعة أوكسفورد: ادعاء ترامب بأن توربينات الرياح تقتل الطيور محض هراء

منى غنيم
نشر في: السبت 27 سبتمبر 2025 - 6:15 م | آخر تحديث: السبت 27 سبتمبر 2025 - 6:15 م

• والتكييف ليس رفاهية وسيعمل في المستقبل بالطاقة الشمسية

ماذا بوسعنا أن نفعل أمام أزمة المناخ؟ فبينما باتت الظواهر الجوية المتطرفة واقعًا مألوفًا، ما زلنا نسمع أصوات "المشككين" الذين يرون أن التحول الطاقي غير ضروري - وهو الانتقال من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الشمس الرياح والماء والطاقة النووية - أو أنه مجرد مؤامرة يسارية ضخمة.

ولمحاولة الإجابة عن هذا السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في واقعنا الحالي الذي أصبح يعج بتغيرات المناخ العنيفة، أصدرت الباحثة بجامعة أوكسفورد وعالمة البيانات المتخصصة في قضايا التنمية العالمية، هانا ريتشي، كتابًا جديدًا بعنوان «تنقية الجو» تناولت من خلاله خمسين اعتراضًا يوجَّه عادة ضد محاولات تبني التكنولوجيا الخضراء، التي ترى أنها المفتاح السحري للتخلص من العديد من الأزمات والكوارث البيئية التي ستواجه كوكب الأرض في المستقبل.

في البداية، انتهجت المؤلفة خطابًا صريحًا لا يخلو من الحزم؛ حيث دعت إلى التخلي عن الهدف المعروف لعلماء البيئة المتمثل في الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية؛ لأنه أصبح ضربًا من ضروب الخيال بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتزايد.

كما حمل الكتاب بين دفتيه أخبارًا مبشّرة؛ فمنذ عام 2008، انخفضت كمية الوقود الأحفوري المستخدمة لإنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة بما يقرب من النصف، كما أن تقنيات البطاريات شهدت قفزات هائلة وما زالت تتطور، بينما تكفي الألواح الشمسية التي ركبتها الصين في شهر واحد فقط لتغطية احتياجات دولة بولندا كاملة من الكهرباء.

واستعرضت "ريتشي" - بنفس نبرة التفاؤل - آفاق إعادة تدوير المعادن، وإنتاج الأسمنت منخفض الكربون، وتشغيل العبارات بالكهرباء، وتجربة الهيدروجين كوقود للطائرات.، مؤكدة أن معظم الاعتراضات التي تواجه التوسع في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية لا تعدو أن تكون أوهامًا.

ومن بين تلك الأوهام؛ التهويل من التكلفة المالية الهائلة للتكنولوجيا الخضراء، وذكرت أن مقارنة بعقود الدعم الحكومي للوقود الأحفوري وما يتسبب به التلوث من أعباء صحية، قد لا تكون تكلفة التكنولوجيا الخضراء مهولة كما يروجون لها، خاصة وأن تكلفة الطاقة الشمسية تراجعت خلال العقد الأخير بأكثر من 90%.

وتميز هذا الكتاب بنبرته العملية البعيدة عن السوداوية؛ حيث هدم كثيرًا من المزاعم المضللة، بما في ذلك تلك الصادرة عن أنصار "النمو السلبي"؛ أي أن معدل النمو أصبح أقل من صفر؛ حيث أوضحت أن إنتاج السيارات الكهربائية على سبيل المثال يخلّف انبعاثات كربونية أعلى قليلًا من سيارات البنزين، ولكنها تعوض ذلك سريعًا، نقلًا عن صحيفة الجارديان البريطانية.

كما نفت مزاعم أن الطاقة النووية خطيرة، أو أن احتجاز الكربون - وهو السبب الرئيسي وراء الاحتباس الحراري- سيكون ظاهرة عالمية، وقالت إن مزاعم رئيس أمريكا الحالي دونالد ترامب، بأن توربينات الرياح -التي تحول الرياح لطاقة كهربائية - تقتل جميع الطيور محض هراء؛ فالحقيقة أنها تتسبب في بعض الخسائر، لكن المباني العادية تقتل طيورًا أكثر بخمسمئة مرة، دون أن يدعو أحد إلى هدم برج "ترامب" لإنقاذها.

وخصصت "ريتشي" فصلًا كاملًا لقضية "أجهزة التكييف"، التي يعتبرها بعض النشطاء رفاهية غير مبررة، ولكنها ترى العكس؛ إذ قالت: "إذا كان شخص ما يعيش في الحر ولا يستطيع تحمل تكلفة التكييف، فإنه في الواقع يعيش في فقر طاقي".

وأشارت إلى أن تشغيل التكييف بالطاقة الشمسية يعني استخدام الشمس لمواجهة الشمس، وهو ما يحمل مفارقة لطيفة، واتنقدت أيضًا أولويات عالمنا اليوم، مذكّرة بأن استهلاك مراكز البيانات للكهرباء بحلول 2030 سيفوق استهلاك محطات تحلية المياه التي تمد البشر بمياه الشرب. فهل يستحق "فيض الذكاء الاصطناعي" كل ذلك؟

وفي الختام، دعت "ريتشي" القارئ إلى التفكر في "بصمته الكربونية" الفردية التي يتركها على الكوكب قبل رحيله، وهو مفهوم روّجت له شركات النفط الكبرى لإلقاء عبء أزمة المناخ على المواطنين، وفي الواقع، فإنه قد يمتنع الفرد عن أكل اللحوم، وعن السفر بالطائرات، وعن أي مظاهر رفاهية شخصية، لكن كل ذلك لن يغيّر مناخ الكوكب؛ لأن ما نحتاجه حقًا هو فعل جماعي منظم في مواجهة الأزمات العالمية، ومنها أزمة المناخ.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك