روى مدير التصوير سعيد شيمي واحدة من المواقف التي عاشها في بدايات مشواره، حين اضطر للتفكير خارج الصندوق لتنفيذ مشهد صعب للفنانة الراحلة مديحة كامل في فيلم "أبو البنات"، من إخراج تيسير عبود.
وقال شيمي عبر حسابه بموقع فيسبوك موجها كلامه لشباب المصورين: "وعدتكم بالتفكير خارج الصندوق أمس، ورصدت أمثلة من أفلامي. والكل يعلم أنه في حياتي لم أبخل أبدًا بخبرتي وعملي في الأفلام، وأسعى أن يعرفها الشباب، وكتبت ذلك في كتب وصلت إلى 44 كتابًا حتى هذا العام، بجانب تدريسي في الجامعات وغيرها".
وأشار: "دائما أثناء التصوير، وبرغم الاتفاق مع المخرج على كل شيء، إلا أنك قد تفاجأ بطلب جديد لم تكن مستعدا له أو مجهزا معداته سابقا، وفي هذه الحالة عليك أن تفكر خارج الصندوق".
وتابع: "فيلم أبو البنات من إخراج تيسير عبود، وكان من أوائل الأفلام التي صورتها، وأول مرة أعمل فيها مع الفنان الكبير فريد شوقي والفنانة مديحة كامل، وهناك تعرفت أيضا على الكاتب بشير الديك، الذي شدني جدا أسلوبه في كتابة الحوار. في أحد المشاهد، كان مطلوبا تصوير مديحة كامل وهي ترقص فرحا بحبها داخل منزلها. المخرج طلب أن يكون المشهد من زاوية منخفضة، وأن تدور الكاميرا حولها وهي ترقص".
وأوضح شيمي، أن تنفيذ هذا المشهد كان يستلزم وجود "شاريو دائري"، وهو غير متوفر وقتها، بالإضافة إلى أن التصوير كان في آخر يوم بالديكور داخل الشقة، ما جعل الأمر أكثر صعوبة.
واستطرد، "كان الحل أن نستخدم سجادة صغيرة. استلقيت أنا على ظهري فوق السجادة، والكاميرا موجهة نحوها، بينما شد فريق العمل السجادة لتدور بي مع الكاميرا حول مديحة كامل أثناء رقصها. النتيجة كانت مشهدا تحفة بالفعل".
واختتم مدير التصوير حديثه بالتأكيد أن هذه التجربة واحدة من عشرات التجارب التي يحرص على مشاركتها مع الشباب والطلاب، سواء في محاضراته أو من خلال كتبه، مؤكدا أن خبراته العملية جزء من تاريخه الفني الذي لا يتردد في نقله للأجيال الجديدة.