حصار مطبق على مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يليه عزل المرضى والطواقم الطبية تماما عن العالم فإحراق المستشفي الأكبر في تلك المنطقة والذي كان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة، هكذا هيأ جيش الاحتلال الظروف لارتكاب أحدث جرائمه ضد الفلسطينيين في غزة.
وخلال الساعات الأخيرة السابقة على تلك الجريمة، كان الاتصال انقطع تماما مع المتواجدين داخل المستشفى، وذلك عقب محاصرته من قبل جيش الاحتلال، ومطالبته للكوادر الطبية والمرضى والمرافقين ويقدر عددهم بنحو 350 فلسطينيا، بينهم 170 كادرا طبيا بالنزول إلى ساحته تمهيدا لاقتحامه.
ويقول العاملون في المستشفى إن قوات الاحتلال حاصرت المبنى، وصدرت لهم أوامر بالإخلاء مع جميع المرضى،
سبق ذلك تقارير عن غارة جوية قريبة قالت وزارة الصحة في غزة إنها أسفرت عن استشهاد حوالي 50 شخصًا.
وأوضح مدير المستشفى، حسام أبو صفية، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، فجر اليوم، أن "قوات الاحتلال تحاصر مستشفى كمال عدوان وتصدر أوامر بإخلائه".
وأكدت ممرضة وصحفي داخل المستشفى، الشيء ذاته، وفي الرسائل الصوتية التي استمعت إليها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، قالوا إن الناس هناك تلقوا أوامر بمغادرة المستشفى والذهاب إلى ساحة المبنى.
وأظهر مقطع فيديو شاركه الممرض، وليد البودي، الموجود أيضًا داخل المستشفى، حريقًا مشتعلًا في قسم الأرشيف بالمستشفى، كما يمكن سماع إطلاق نار كثيف في الخلفية.
وأوضح أبو صفية أن المستشفى ومحيطه تعرضا لهجوم إسرائيلي في الأشهر الأخيرة، وفي وقت متأخر، الخميس، استشهد نحو 50 شخصًا، بينهم 5 من العاملين في المجال الطبي، بعد غارات إسرائيلية في مكان قريب.
وأضاف أبو صفية: "هناك ما يقرب من 50 شهيدا، بينهم ثلاثة من طواقمنا الطبية، تحت أنقاض مبنى مقابل مستشفى كمال عدوان بعد غارة جوية شنتها قوات الاحتلال"، مشيرا إلى أن من بين العاملين الثلاثة الذين استشهدوا في المستشفى طبيب الأطفال الدكتور أحمد سمور، الذي كان في الخدمة، الخميس، لكنه ذهب إلى المبنى المقابل للمستشفى، حيث يعيش هو وعائلته، عندما وقعت الغارة.
كما استشهد فني مختبر وعامل صيانة، واثنين من المسعفين استشهدا في غارة قرب المستشفى بينما كانا في طريقهما إلى هناك وأن "جثثهم لا تزال في الشارع ولا يستطيع أحد الوصول إليها".
وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، أجبر جيش الاحتلال المرضى والمصابين والكوادر الطبية والطواقم الصحفية على إخلاء المستشفى بالقوة، بالتزامن مع إطلاق القذائف والرصاص تجاهه، مضيفة أن النيران أتت على أقسام: العمليات والمختبر والإسعاف والطوارئ والاستقبال.
وتابعت الوكالة أن قوات الاحتلال أجبرت الطواقم الطبية والمرضى والمرافقين على خلع ملابسهم في البرد الشديد، واقتادهم إلى جهة غير معلومة خارج المستشفى.