شهد الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، الاحتفالية التي نظمت بمناسبة بدء الموسم السادس لزراعة محصول البطاطس، ضمن المرحلة الثانية من مشروع "عايشين بخيرها" الذي تنفذه إحدى الشركات، تحت إشراف وزارتي الزراعة والتضامن الاجتماعي، وبالتعاون مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني.
ويهدف المشروع إلى تعزيز الزراعة المحلية المستدامة، وتوطين إنتاج البطاطس داخل محافظات مصر، وتمكين الشباب والمجتمعات الريفية، وتحقيق الأمن الغذائي، ورفع المستوى الاقتصادي للمزارعين.
وأقيمت الاحتفالية، في أحد حقول قرية دلاص، بحضور كل من الدكتور أيمن حمودة، وكيل وزارة الزراعة، الدكتورة هبة الجلالي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، وشوقي هاشم، رئيس مركز ومدينة ناصر، وكريم خضر، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة، وفيفيان ثابت، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، ومنى جودة، استشارية برنامج الزراعة ومسئولة مشروع "عايشين بخيرها" ببني سويف، والدكتور علاء سعيد، مدير وحدة التنمية الاقتصادية، ونهى محمد، مديرة التعاون الدولي والعلاقات العامة بالمحافظة.
وشهدت الاحتفالية، مشاركة واسعة من المزارعين والمزارعات المشاركين في البرنامج وعائلاتهم، إلى جانب متطوعين من فريق عمل بيبسيكو مصر للمشاركة في زراعة المحصول الجديد.
وفي كلمته، أعرب محافظ بني سويف، عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية التي تعد حلقة جديدة ضمن سلسلة من الإنجازات، وتمثل نموذجا ناجحا يؤكد التناغم الواضح بين الأجهزة التنفيذية والهيئات والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وأكد أن ذلك يتماشى مع توجه الدولة لتضافر كافة الجهود لتنفيذ مشروعات تمكين اقتصادي واجتماعي للمرأة.
ووجه تحية خاصة لسيدات بني سويف، اللاتي كن اللبنة الأولى للمشروع في مرحلة البداية، وبفضل جهودهن والتزامهن تجاوز المشروع مرحلة التجربة ليصبح نموذجا ملهما يمكن تعميمه والتوسع فيه.
وأوضح أن المشروع يركز على نموذج الزراعات التعاقدية، ويسعى إلى التوسع في إدخال عدد من الأنواع الجديدة من الخضروات والمحاصيل الاستراتيجية.
وأشار المحافظ، إلى أن إطلاق المرحلة الثانية من المشروع "اليوم" يعد خير دليل على نجاح المرحلة الأولى خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما أن المشروع يأتي في إطار استراتيجية الدولة لإقامة مشروعات مستدامة وتمكين المرأة بشكل عام والريفية بشكل خاص، وتكاملاً مع جهود الدولة لتطوير قرى حياة كريمة، فضلاً عن كونه رافدا جديدا يندرج تحت محور التنمية الزراعية، الذي يُعد أحد أبرز القطاعات الاقتصادية التي تتضمنها الاستراتيجية التنموية المحلية العامة التي أطلقتها المحافظة منذ 2020، والتي تشمل ستة قطاعات رئيسية تتمتع فيها بني سويف بمزايا نسبية وتنافسية.
وتابع: "لاسيما أن المرحلة الثانية من برنامج "عايشين بخيرها" تستهدف أكثر من 180 ألف مستفيد، من بينهم 20 ألف مزارع مباشر، من خلال مبادرات متنوعة لدعم الدخل والصحة والتمكين، يشمل ذلك تكوين 40 مجموعة تسويق إنتاجي تضم أكثر من 600 عضو؛ لزيادة قدرة المزارعين على بيع محاصيلهم بأسعار عادلة، وإطلاق مبادرات ادخار وتمويل شبابي يستفيد منها أكثر من 200 شاب وفتاة بقيمة مدخرات تتجاوز 18 مليون جنيه".
وأكمل: "علاوة على أن البرنامج يدعم 6 وحدات صحية ريفية، ويطبق برامج تغذية أسرية يستفيد منها أكثر من 150 ألف شخص، ليجمع بين تحسين الإنتاج الزراعي وتعزيز معيشة الأسر الريفية وصحتها".
وخلال الاحتفالية، قدم عرض موجز أشار إلى أن المرحلة الثانية تمتد على مدار 3 سنوات في محافظتي بني سويف والمنيا، باستثمارات تبلغ مليوني دولار أمريكي.
ويهدف البرنامج، إلى تعزيز التوطين الزراعي وربط الإنتاج المحلي مباشرة بسلسلة توريد "شيبسي"، حيث يقوم نحو 90% من المزارعين المشاركين ببيع محصول البطاطس للشركة، ليصبح محصولا مصريا خالصا – من أرض مصرية وبأيادٍ مصرية – يحول إلى منتج مصري يصل بفخر إلى المستهلكين في جميع أنحاء الجمهورية.
وجرى استعراض نتائج وجهود المرحلة الأولى من البرنامج، التي انطلقت عام 2019؛ لتمكين آلاف المزارعين والمزارعات في أربع محافظات (بني سويف، والجيزة، والمنيا، والبحيرة)، ونجحت في تحقيق إنجازات بارزة، شملت الوصول إلى أكثر من 500 ألف مستفيد في المحافظات الأربع، وزيادة إنتاجية البطاطس بنسبة 30%، وتمكين أكثر من 10 آلاف مزارعة بالأدوات والتدريب، فضلا عن مساعدة أكثر من 16 ألف سيدة على تأسيس أكثر من 4.700 مشروع صغير من خلال مجموعات الادخار.
وساهم البرنامج في ترشيد استخدام المياه وإعادة أكثر من مليار لتر من مياه الري، وتوسيع سلاسل القيمة لتشمل محاصيل جديدة مثل الخرشوف والعنب والثوم والبصل والبامية.
ومن جانبه، أشار رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بيبسيكو مصر، إلى أن الحكومة المصرية تضع التوطين الزراعي وتمكين المجتمعات الريفية ضمن أولوياتها، وهو ما يتماشى مع رؤية بيبسيكو.
وقال: "برنامج عايشين بخيرها هو ركيزة أساسية في برنامج بيبسيكو الزراعي، أحد أكبر البرامج عالميًا، ويجسد التزامنا بدعم المزارعين المصريين، حيث نستثمر في زراعة نحو 40,000 فدان لتلبية 100% من احتياجات شيبسي من البطاطس محليًا. منتج مصري يُزرع في أرض مصرية، بآيادٍ مصرية، ويُقدم كمنتج مصري خالص يصل لكل بيت".
وأضاف: "المرحلة الثانية ليست مجرد استمرار، بل خطوة أوسع لتمكين صغار المزارعين والنساء والشباب، وتزويدهم بالمعرفة والممارسات الزراعية المستدامة التي تحافظ على الأرض وتزيد الإنتاجية. نجاح البرنامج هو انعكاس لقوة الشراكات بين بيبسيكو، ومؤسسة كير مصر، ومؤسسة بيبسيكو، والجهات الحكومية، ليكون نموذجًا للتنمية المتكاملة التي تجعل الزراعة المصرية قلب استراتيجيتنا".
أما الرئيس التنفيذي لمؤسسة كير مصر للتنمية، فقد صرحت بأن برنامج "عايشين بخيرها" يمثل رحلة تغيير حقيقية داخل المجتمعات الريفية وبرنامج حياة كاملة، يخلق مجتمعات أكثر قوة ومرونة وقدرة على مواجهة المستقبل.
وأضافت: "هذا البرنامج لم يعد مجرد مبادرة لدعم المزارعين، بل أصبح منصة أوسع تشارك فيها النساء والرجال والشباب معًا لبناء مستقبل أكثر استدامة".
وأوضحت أن المرحلة الثانية، وإن انطلقت من نجاحات المرحلة الأولى، إلا أنها تضيف بعداً جديداً للشمولية، حيث أصبح الشباب شركاء أساسيين في توفير الحلول الزراعية والاقتصادية.
وأكدت أن المؤسسة، من خلال تعزيز الابتكار وريادة الأعمال وتوسيع الوصول إلى التمويل الرقمي، تعمل على تأسيس نهج متكامل يربط الزراعة بفرص العمل، ويحول التحديات المناخية إلى فرص للنمو.