توني بلير حاكم غزة المحتمل.. ما الذي يخيف الفلسطينيون؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 2:45 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

توني بلير حاكم غزة المحتمل.. ما الذي يخيف الفلسطينيون؟

أحمد علاء
نشر في: الأحد 28 سبتمبر 2025 - 1:29 م | آخر تحديث: الأحد 28 سبتمبر 2025 - 1:29 م

على بعد نحو 10 آلاف كيلومترات من غزة، 5600 ميل أو يزيد قليلًا، هناك في نيويورك عُقد لقاء استثنائي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زعماء وقادة ومسئولين من دول عربية وإسلامية، في محاولة لإنهاء حرب غزة المستمرة لعامين كاملين إلا بضعة أيام.

غزة كانت عنوان اللقاء، مصيرها كان النقاش، مستقبل إدارتها كان لُب الحديث، فرشحت معلومات كثيرة عما آلت إليه المناقشات، بينها إن لم يكن أهمها أن يتولى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تولي بلير الإدارة المدنية في الفترة الانتقالية.

- خطة ترامب: «غزة جديدة»

وفق المعلومات أيضًا، تتضمن الخطة إنشاء إدارة مؤقتة تسمى السلطة الدولية الانتقالية في غزة «GITA»، تحت رعاية الأمم المتحدة وستعمل كسلطة حاكمة في غزة بعد الحرب لمدة قد تصل إلى 5 سنوات.

تقول صحيفة تليجراف البريطانية، إن هذه السلطة الدولية ستضم مجلس إدارة يتألف من 7 إلى 10 أعضاء، من بينهم ممثل فلسطيني واحد على الأقل ومسئول كبير في الأمم المتحدة، وشخصيات دولية بارزة ذات خبرة تنفيذية أو مالية وتمثيل قوي من دول إسلامية.

 

 

- دور توني بلير.. إرث ثقيل مخيف

لم يصدر إعلان رسمي بشأن التفاصيل، لكن المؤكد أن هناك مناقشات أجريت ولا تزال تُجرى بشأن دور بلير في مستقبل غزة، وهذا لُبُّ آخر لحديث أكثر أهمية.

يحمل توني بلير إرثًا مهمًا، ربما يكون هو أكثر ما يقلق الفلسطينيين فالسياسي البريطاني الشهير يُنسب إليه دور كبير في الغزو الأمريكي للعراق في 2003، بعدما زعم بل وأصرّ في مزاعمه على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، في ادعاءات لم يقدم لها ما يثبتها.

نقطة أخرى في ماضي بلير قد تكون لها انعكاسات بشكل أو بآخر، ويتعلق الأمر بانحيازه ودعمه لحرب إسرائيل على لبنان في 2006 وتأييده لمواقف تل أبيب وواشنطن في ذلك الوقت.

- ما موقف السلطة؟

فلسطينيًّا، تقاطع التعاطي الرسمي والسياسي مع هذه المخاوف، فعلى صعيد السلطة قال وزيرة الخارجية فارسين شاهين إن السلطة تفضل مرحلة انتقالية بتوافق وتدخل عربي ووجود فلسطيني بشأن غزة.

فعندما سُئلت شاهين عن موقف السلطة من دور تولي بلير في مستقبل غزة، أجابت في تصريح متلفز بأنّ الأمر قيد النقاش في الوقت الحالي، وأن موقف فلسطين هو أنه يجب إشراك السلطة كممثل شرعي ووحيد، بينما يكون أي شيء آخر ثانويًّا سواء الأشخاص أو اللجان.

 

بشكل أشد حسمًا، صرحت الوزيرة الفلسطينية بأنّ أي خطة تُطرح لن يتم القبول بها ما لم يكون هناك طرف فلسطيني منخرط في هذه العملية بشكل مباشر.

- حماس.. بيان يرسم طبيعة المرحلة

حركة حماس آثرت الصمت على الأقل حتى الآن، ولم تعلق على هذه التطورات، لكنها تحدثت عن أنها لم تتلقَ أية مقترحات جديدة من الوسطاء.

بيان حماس الذي قال إن المفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة لوفدها المفاوض في الدوحة، أكد الاستعداد لدراسة أي مقترحات بكل إيجابية ومسئولية، وبما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية.

- «تولي بلير يحكم غزة».. نظرة فلسطينية

«ما يحدث مثير للسخرية، فهذا الشخص أحد رموز الصهيونية العالمية».. هكذا كان التعليق الأول للأكاديمي الفلسطيني أسامة شعث أستاذ ومستشار العلاقات الدولية عندما هاتفته «الشروق» بخصوص دور توني بلير المحتمل في غزة.

يضيف شعث أن بلير أبدع في إفساد المنطقة العربية سواء سوريا أو العراق أو حتى فلسطين أو غير هذه الدول، ويشير إلى أنه من المستغرب والمستهجن أن يتم استحضار دور له في الفترة المقبلة.

إزاء هذا الواقع، فإن الورقة الفلسطينية في يد المفاوض الفلسطيني - برأي شعث - هي ورقة وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، باعتباره صاحب الحق الأول في تقرير المصير.

يوضح كذلك أن مصير الشعب الفلسطيني مرهون بالأساس بوجود الكيان الوطني الفلسطيني وهي السلطة الفلسطينية، وبدونها لن يكون هناك كيان وطني وبالتالي لن تكون هناك دولة وفقًا للقانون الدولي.

يشدد أيضًا على أن السلطة هي الحاكم الرئيسي للشعب الفلسطيني، وأن غير ذلك من أسماء ومقترحات وخطط تتجاوز أو تقصي السلطة الفلسطينية هي بالمجمل شكل من أشكال الاحتلال.

«الولايات المتحدة تحاول إقصاء السلطة من المشهد لكنها لن تنجح لأن الشعب الفلسطيني موجود على أرضه في غزة وفي الضفة الغربية».. يقول شعث.

يوضح الأكاديمي الفلسطيني أنّ السلطة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكل أطيافه حتى من يعارضون الرئيس محمود عباس فهم في الأساس تحت سقف هذه السلطة ويحملون هويتها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك