تخشى أن يراها العالم.. إسرائيل تستعد لدخول الصحفيين إلى غزة - بوابة الشروق
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 11:07 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

تخشى أن يراها العالم.. إسرائيل تستعد لدخول الصحفيين إلى غزة

القدس - الأناضول
نشر في: الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 4:50 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 4:50 م

- المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر بالتماس للسماح للصحفيين بدخول غزة ما أثار مخاوف الحكومة
- صحيفة "يديعوت أحرونوت": إسرائيل تُعدّ استراتيجية إعلامية استعدادا لوصول صحفيين إلى غزة
- الخارجية الإسرائيلية: نتوقع تكثيف الهجمات ضدنا على وسائل التواصل الاجتماعي
- مصدر إسرائيلي: الصحفيون سيعرضون الأنقاض ويذكرون أن تل أبيب مسؤولة عن كل شيء

 

على مدار عامين من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين، رفضت تل أبيب دخول صحفيين دوليين إلى قطاع غزة، في محاولة للتعتيم على مجازرها وجرائمها.

جيش الاحتلال الإسرائيلي نظم خلال العامين الماضيين جولات مرافقة لصحفيين إلى داخل غزة ضمن شروط مقيدة، بينها تحديد الصور ومقاطع الفيديو التي تُنشر، وعدم إجراء لقاءات مع فلسطينيين.

الكثير من الصحفيين رفضوا مرافقة الجيش الإسرائيلي لهم داخل قطاع غزة، وأصروا على حقهم في الدخول المستقل دون أي قيود.

ومع سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" في 10 أكتوبر الجاري، أصبحت تل أبيب في مأزق، حيث تنظر المحكمة العليا بالتماس قدمته رابطة الصحافة الأجنبية في إسرائيل، للسماح للصحفيين بدخول غزة بشكل مستقل.

ولمحاولة التهرب من هذا المأزق، تستعد إسرائيل لممارسة "حرب دعائية" لخداع الصحفيين حال دخولهم إلى قطاع غزة، من خلال إعداد سيناريوهات بعيدة عن مجازر تل أبيب بحق الفلسطينيين.

** غزة أمام العالم

والأحد، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن إسرائيل تستعد لـ"حرب دعائية مع اعتزام الصحفيين العالميين دخول غزة".

وبشأن الحرب الدعائية، أضافت الصحيفة: "تُعدّ إسرائيل استراتيجية إعلامية مُنسّقة استعدادًا لوصول الصحفيين العالميين إلى غزة".

وأوضحت أن هذه الاستراتيجية "تشمل جولات برفقة الجيش الإسرائيلي، وأدلة بصرية تُظهر كيف بنت حماس بنية تحتية معادية داخل المناطق المدنية واستخدمت السكان كدروع بشرية". وفق زعمها.

ولمواجهة ذلك، أجرى كبار المسؤولين الإسرائيليين وأجهزة الأمن، وفق الصحيفة الخاصة "مناقشات مكثفة حول كيفية إعادة فتح غزة الوشيكة أمام العالم".

وفيما يتعلق بمخاوف تل أبيب، أوضحت الصحيفة أنه "مع توقع دخول قوات دولية إلى القطاع للمساعدة في تحديد مكان الجثث التي تدّعي حماس أنها لم تعد بحوزتها، تستعد إسرائيل لوصول الصحفيين الأجانب".

ولفتت إلى أن الصحفيين "سيشاهدون، ولأول مرة، الدمار بأعينهم، بدلا من مشاهدته من خلال لقطات أنتجتها حماس".

وعن الموقف الرسمي، أفادت "يديعوت أحرونوت" بأن "الدولة أبلغت المحكمة العليا أنه سيُسمح قريبًا للصحفيين الإسرائيليين والأجانب بدخول غزة برفقة الجيش الإسرائيلي حتى الحدود المعروفة باسم الخط الأصفر".

و"الخط الأصفر" هو المنطقة التي انسحب إليها الجيش الإسرائيلي بموجب الاتفاق، ويمتد من جنوب محافظة شمال غزة حتى أطراف مدينة رفح بالجنوب، دون وجود علامات توضيحية، ما يجعل الفلسطينيين عرضة للخطر دون تحذير مسبق.

الصحيفة أضافت أن الإبلاغ "خلال جلسة استماع في المحكمة العليا للنظر في التماسٍ قدّمته رابطة الصحافة الأجنبية، للطعن في قيود الحكومة على التغطية من داخل القطاع".

وإذا ما دخلت الصحافة العالمية إلى غزة، فإن "المسؤولين في مؤسسات الدبلوماسية العامة الإسرائيلية سيكونون أمام موجة قادمة من التقارير السلبية التي تركز على قصص إنسانية" من غزة، ستُبرز على الأرجح معاناة المدنيين وسط الدمار، وقد تُعيد إشعال الانتقادات لسلوك إسرائيل خلال الحرب"، وفق المصدر نفسه.

** التحدي كبير

وتابعت الصحيفة: "تستعد وزارة الخارجية والمديرية الوطنية للدبلوماسية العامة أيضًا لاستغلال حماس المتوقع للوضع، لتعزيز حملة دعائية تتهم إسرائيل مجددًا بارتكاب جرائم حرب"، وفق تعبيرها.

وأمام هذه المعضلة التي تواجهها تل أبيب، قالت "يديعوت أحرونوت" إن "وحدة إعلامية تابعة للجيش الإسرائيلي عقدت مؤخرًا جلسة استراتيجية موسعة بمشاركة ممثلين عن وزارة الخارجية والمديرية الوطنية للدبلوماسية العامة وهيئات أخرى، فضلا عن المدير العام لوزارة الخارجية إيدن بار تال".

وأكد المجتمعون أن "المعارك الدبلوماسية والإعلامية لم تنتهِ بعد".

الصحيفة نقلت عن مصدر بوزارة الخارجية، لم تسمه، قوله: "على العكس من ذلك، نتوقع تكثيف الهجمات ضد إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التقليدية".

كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في التخطيط للمهمة، لم تسمه، قوله إنها "مهمة محورية لكل فرع من فروع النظام".

وأعرب عن مخاوفه من أن "التحدي واضح وكبير، لا سيما بسبب الدمار الواسع النطاق الظاهر في غزة".

ومتحدثا عن خطط لمواجهة الفضيحة الإعلامية المرتقبة، قال المسؤول: "نعمل على إعداد مواد توضيحية، مع التركيز على الأدلة البصرية".

وذكرت الصحيفة إنه "منذ وقف إطلاق النار، خفت حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل في الخارج، واختفت تغطية الصراع إلى حد كبير من الصفحات الأولى، ويتوقع مسؤولو الدبلوماسية الإسرائيلية الآن أن إعادة فتح غزة أمام المراسلين الدوليين سيعيد القصة إلى دائرة الضوء".

كما أشارت إلى أن "إحدى الأفكار التي هي قيد الدراسة إنشاء مواقع مخصصة في غزة، حيث يمكن للصحفيين الاطلاع على كيفية عمل حماس من داخل المناطق المدنية واختبائها خلف المدنيين"، وفق ادعائها.

وأردفت: "يقول المسؤولون إنه في حال الموافقة على الخطة، سيتم إنشاء عدة مواقع عرض، لتقديم تفسيرات بصرية واضحة".

** قصص مثيرة للجدل

"يديعوت أحرونوت" نقلت عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، لم تسمه، قوله: "ليس من الواضح حجم الأدلة الجديدة التي سيتم العثور عليها، لأن الصور انتشرت بالفعل في جميع أنحاء العالم".

وعن النتائج الكارثية على إسرائيل حال دخول الصحفيين، قال المصدر: "ستكون هذه المرة الأولى التي تدخل فيها طواقم أجنبية غزة، وسيتفقدون مبنى تلو الآخر، ويعرضون قصصًا مثيرة للجدل".

ومتحدثا عن التفاصيل، قال: "سيعرضون الأنقاض ويشيرون إلى أن إسرائيل مسؤولة عن كل شيء".

ورغم حجم الأدلة على الجرائم الإسرائيلية إلا أن المصدر أصر على أن "رسالة إسرائيل واضحة لا لبس فيها: حماس تتحمل المسؤولية".

ومتجاهلا خروقات إسرائيل للقوانين الدولية، اعتبر المصدر أن تحميل تل أبيب المسؤولية لحماس "يتوافق مع القانون الدولي".

ونفت حماس مرارا استخدامها المباني المدنية في غزة لا سيما المدارس والمستشفيات لأغراض عسكرية، وأكدت أن مزاعم إسرائيل بشأن ذلك محاولة لتبرير مجازرها بحق الفلسطينيين.

وأنهى اتفاق بين "حماس" وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، إبادة جماعية استمرت عامين على القطاع بدعم أمريكي، وخلفت 68 ألفا و531 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و402 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك