استضافت قاعة "فكر وإبداع" مساء اليوم الأربعاء، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "حلق صيني لا يليق بماجي" للكاتبة والنائبة ضحي عاصي، عضو مجلس النواب، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.
وقد ناقش المجموعة كل من الدكتور خيري دومه، والروائية سلوى بكر، وأدار الندوة الروائي أحمد المرسي.
في البداية، عبر أحمد المرسي عن سعادته بقراءة المجموعة القصصية، مؤكدا أنها تعد من أجمل المجموعات القصصية في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تراجع الاهتمام بالقصة القصيرة في العشر سنوات الماضية.
وأضاف أن ضحي بدأت مسيرتها الإبداعية بكتابة القصص القصيرة ثم انتقلت للرواية، قبل أن تعود للقصة القصيرة بعد عشر سنوات، مؤكدًا أن المجموعة القصصية تظهر وكأنها لم تنقطع عن الكتابة في هذا المجال.
كما أشار إلى أن المجموعة تتناول العديد من القضايا الاجتماعية بأسلوب متقن وباستخدام تكنيك عال في الكتابة.
وطلبت الروائية سلوى بكر من الكاتبة ضحي عاصي أن تقرأ إحدى قصص المجموعة أمام جمهور القاعة، لتتفضل عاصي بقراءة قصة "وطن بديل".
ثم تحدثت سلوى بكر عن أهمية أن يقرأ الكاتب جزءًا من عمله أمام الجمهور، موضحة أن القارئ يبحث عن قيمة الكتاب عند قراءته، وأحد القيم المهمة هي الاستمتاع.
وأكدت بكر أن ضحي عاصي، منذ روايتها الأولى "حروب فرنسية"، تطرقت إلى التجربة الإنسانية، وهو ما يتضح جليا في مجموعتها القصصية الحالية.
وأضافت أن القصص في المجموعة تتناول مسائل إنسانية شديدة الخصوصية، مثل قصة سيدة تجد نفسها في موقف يعكس تعقيدات الهوية الإنسانية.
كما أشارت بكر إلى مقولة "نيرون سبرن" التي تقول: "عندما تقطف وردة من غصن شجرة، فإن الغصن لا يعود إلى شكله الأول أبدا"، مفسرة ذلك على أنه مثل العمل الإبداعي الذي لا يعود كما كان بعد أن يقرأه الآخرون.
وأوضحت أن عنوان المجموعة "حلق صيني لا يليق بماجي" يعكس جزءًا من التجربة الإنسانية التي تسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية، مشيرة إلى أن الكاتبة استخدمت هذه الرمزية لتعبر عن الهوية الثقافية والنفسية للشخصيات.
بدورها، تحدثت الكاتبة ضحى عاصي عن عنوان المجموعة، مؤكدة أنها اختارته بعناية، حيث شعرت أنه الأنسب للتعبير عن الحميمية والعمق الموجود في محتوى المجموعة.
وأضافت أنها كانت أمام عناوين أخرى، ولكنها شعرت أن هذا العنوان يحمل طابعا مميزا ويتناسب مع التجارب الإنسانية التي تتناولها قصص المجموعة.
من ناحيته، أشار الدكتور خيري دومة إلى أن الكاتبة ضحي عاصي تحمل تجربة أدبية متميزة، ولفت إلى أهمية الاهتمام بخلفيات الكاتب الثقافية، التي شكلت تأثيرا كبيرًا في كتاباتها.
وأوضح أن الكاتبة تنحدر من محافظة مصرية، وقد تأثرت بالأدب الروسي والبيئة الثقافية التي نشأت فيها، وهو ما جعلها تختار المواضيع الأدبية بعناية شديدة، حيث أن جميع قصص المجموعة تتسم بالدقة في العناوين.
وأضاف دومه أن المجموعة القصصية تتسم بالثراء والتنوع، حيث كتبت على مدار عشرة أعوام، وحرصت الكاتبة على ربط الأحداث بين كل قصة والأخرى بطريقة درامية، مشيرًا إلى تمتع النصوص بالبناء الكلاسيكي الذي يربط الشخصيات بعوالم واقعية، وهو ما يذكره بأسلوب الكتابات التشيكوفية.
وأكد أن الكاتبة تسعى إلى أن تكون القصص بعيدة عن حياتها الشخصية، معبرة عن العديد من الشخصيات الجديدة والأبعاد الإنسانية المختلفة.
اختتم دومه حديثه بالإشارة إلى أن هذه المجموعة تمثل نوعا من الاستراحة الأدبية بين الكتابة للرواية، حيث حافظت على درجة من الاستقلالية بين القصص المختلفة، مما يعطي القارئ فرصة للغوص في عالم أدبي مختلف ومتنوع.