قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن فلسطين، إن البنود الـ21 للخطة الأمريكية تقوم على "مناهضة التطرف الفلسطيني لا الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنها لم تتضمن أي خطوات لمواجهة تطرف الاحتلال أو مواطنيه المشاركين في الإبادة الجماعية.
وأضاف في مقابلة مع برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، مساء الإثنين، أن المقترح الأمريكي يُلزم المقاومة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين، بينما يمنح إسرائيل خطوات تدريجية وبطيئة، تبدأ بالانسحاب المرحلي والإفراج المتدرج عن الأسرى، وصولًا إلى قبولها أو رفضها ملف إعادة الإعمار، وعلّق قائلًا: "حماس تدفع فورًا وإسرائيل تدفع بالتقسيط".
وأوضح عبد العاطي أن المقترح لم يتطرق إلى خطة توني بلير المتعلقة بعودة "المندوب السامي"، مؤكدًا رفض الفلسطينيين لها وقدرتهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم. وأشار إلى أن البعثة الفلسطينية تلتزم بقرارات مجلس الأمن في نشاطها الخارجي، لافتًا إلى دعم الدول العربية لتواجد الشرطة الفلسطينية التي تُدرَّب في مصر والأردن لحفظ الأمن في القطاع.
وتابع أن ترامب سيجري تعديلات على خطته عقب لقائه مع نتنياهو، خصوصًا بعد حصوله على موافقة ضمنية من عدد من الدول العربية، مشددًا على أهمية مراجعة الدول العربية للمبادئ الرئيسية حفاظًا على الحقوق الفلسطينية.
وعدّد عبد العاطي بعض المكاسب الفلسطينية من الوضع الراهن، وفي مقدمتها تراجع إسرائيل عن خطط التهجير والضم، والتخلي عن مشاريع اليمين الإسرائيلي والأمريكي التي سعت لتحويل غزة إلى قاعدة عسكرية تحت غطاء "الريفيرا"، إضافة إلى ضمان تدفق المساعدات ووقف الإبادة الجماعية، واصفًا النزوح القسري بأنه "قطعة من نار جهنم".
وطالب بأن تتولى مصر مسؤولية ملف إعادة الإعمار، رغم محاولات واشنطن إقصاءها لصالح شركات أمريكية وإسرائيلية شاركت في العدوان. وأكد أن المقاومة الفلسطينية ستنتهي بانتهاء الاحتلال، ومعها حجج الانقسام بين فتح وحماس، معتبرًا أن نتنياهو وترامب "وجهان لعملة واحدة"، إذ تدير أمريكا حربًا بالوكالة لتفكيك المنطقة ومنع تمدد "طريق الحرير الصيني"، بهدف إحكام الهيمنة على الشرق الأوسط.
كما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "حمامة السلام" الذي لم يحصد من الاحتلال سوى المزيد من الاستيطان والقتل وتهويد القدس، فضلًا عن إغلاق مكتب منظمة التحرير، وسرقة أموال المقاصة، وحصار غزة. وأضاف أن عدم دعوة عباس إلى البيت الأبيض، ومنع المساعدات عن وكالة الأونروا، تكشف تناقض الخطاب الأمريكي-الإسرائيلي "المليء بالأكاذيب".
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات مع دول الشرق الأوسط بشأن غزة مكثفة وستستمر حتى التوصل إلى اتفاق، مؤكداً علم إسرائيل وحركة حماس بها. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة أمريكية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً، إنشاء حكومة انتقالية فلسطينية من التكنوقراط، ومنع التهجير القسري للفلسطينيين، مع تشجيعهم على البقاء في القطاع وإعادة تطويره ليكون خالياً من التطرف ولا يشكل تهديداً لجيرانه. وتتضمن الخطة إطلاق الرهائن خلال 48 ساعة من قبول الاتفاق، إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وتوفير ممر آمن لأعضاء حماس الراغبين في المغادرة، مع تدفق مساعدات يومية بمعدل 600 شاحنة وإعادة تأهيل البنية التحتية.
وتنص الخطة على إدارة غزة عبر هيئة دولية تشرف عليها الولايات المتحدة بالتعاون مع شركاء عرب وأوروبيين، مع إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة لتأمين القطاع وتدريب شرطة فلسطينية. كما تتضمن الخطة تدمير البنية العسكرية الهجومية، ووضع خطة اقتصادية لإعادة إعمار غزة، وإنشاء منطقة اقتصادية بتخفيض التعريفات الجمركية. وتلتزم الخطة بعدم احتلال إسرائيل لغزة أو ضمها، مع ضمانات أمنية إقليمية لمنع تهديدات من حماس، وإقرار بدور قطر كوسيط في الصراع.