قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الأعمال العدائية المتكررة داخل المستشفيات وفي محيطها أدت إلى تقويض نظام الرعاية الصحية في شمال غزة، ما يعرض المدنيين لخطر شديد غير مقبول يتمثل في حرمانهم من الحصول على الرعاية المنقذة للحياة، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وشددت في بيان صحفي اليوم الإثنين، على أن المستشفيات تمثل في النزاعات شريان حياة للجرحى والمرضى، موضحة أنه في الوقت الحالي يتعرض مستشفى العودة -الذي دعمته اللجنة الدولية في السابق بالإمدادات- لمزيد من الضغوط باعتباره أحد المرافق الطبية القليلة التي ما زالت تكابد للعمل في شمال غزة.
وأوضحت اللجنة الدولية أن مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي قد خرجا عن الخدمة تماما، وأنه لشهور، كافحت هذه المرافق الطبية من أجل توفير الرعاية للمرضى في حين أدى استمرار الأعمال العدائية إلى إلحاق الضرر بالمستشفيات وتعريض الطواقم الطبية والمرضى والمدنيين للخطر أو الإضرار بهم.
وأكدت اللجنة أنه لم يعد بالإمكان تلبية الاحتياجات الطبية بالكامل لأي من المرضى، كما يؤدي تدفق المرضى والمرافقين والمدنيين النازحين الباحثين عن مأوى إلى وضع يعجز العاملون في المجال الطبي عن حله.
ونوهت بأن هذا الوضع الخطير الآخذ بالتفاقم، يأتي في ظل نقص حاد في المعدات والإمدادات الطبية والوقود والغذاء والكوادر الصحية المتخصصة امتد لأكثر من عام.
وجددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دعوتها العاجلة إلى احترام المرافق الطبية وحمايتها بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، قائلة إن هذه الحماية ليست مجرد التزام قانوني، بل هي ضرورة أخلاقية للحفاظ على الحياة البشرية.
وأكدت التزامها بدعم خدمات الرعاية الصحية حيثما أمكن، بما في ذلك بذل كل ما في وسعها لضمان حماية الفرق الطبية ووصول المدنيين إلى الرعاية الصحية، فضلا عن تسهيل حركة العاملين في المجال الطبي والمعدات الطبية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد كثفت مؤخرا من استهدافها لما تبقى من مستشفيات عاملة في قطاع غزة، حيث أدى قصف استهدف أمس الأحد، مستشفى الوفاء وسط مدينة غزة إلى استشهاد 7 مواطنين، فيما استهدفت قوات الاحتلال مستشفى المعمداني في المدينة بقذيفة مدفعية أصابت إحدى مباني المستشفى مخلفة أضرارا في المكان.
ودمرت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، وأخرجته عن الخدمة بعد محاصرته ومنع إمداده بالأدوية والمستلزمات الطبية لأسابيع عدة، واعتقال عدد كبير من طواقمه العاملة بينهم مدير المستشفى الطبيب حسام أبو صفية، فيما استشهد عدد آخر من العاملين فيه.