كلفت نيابة الدخيلة الجزئية في الإسكندرية، المباحث الجنائية بسرعة ضبط المتهم الثاني بحادث مقتل شخص والتنكيل به بالأسلحة البيضاء، أثناء تواجدهم في شارع مسجد عبد الفتاح الطلخاوي، منطقة العجمي، وذلك بعد قرار حبس المتهم الأول، 4 أيام على احتياطيا ذمة التحقيقات.

وتباشر النيابة العامة، اليوم السبت، التحقيق في ملابسات الواقعة، حيث طلبت استمرار تحريات المباحث الجنائية، بعد مدها بتقرير الطب الشرعي الخاص بمناظرة جثة القتيل والتصريح بدفنها، بالإضافة إلى مدها بأقوال شهود العيان، ومناظرة محتوى تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة لبيان ملابسات الحادث.

وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء حسن عطية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الدخيلة، يفيد بورود إشارة من إدارة شرطة النجدة، حول بلاغ من الأهالي، بقيام شخصين، عاطلين، لهما معلومات جنائية مسجلة، بقتل ثالث في الشارع، وذلك أثناء تواجدهم في نطاق دائرة القسم.

وبانتقال الشرطة إلى موقع البلاغ، رفقة سيارة الإسعاف، تبين من المعاينة، إصابة شخص على يد آخرين بسلاح أبيض، ثم مثل أحدهما بجثته، وقاما بتصوير نفسهما "سيلفي" بهاتف محمول يظهر الدماء على ملابسهما، وذلك انتقامًا منه إثر خلافات سابقة بينهم.

وتبين من فحص البلاغ أن المجني عليه أصيب بضربات نافذة متفرقة في أنحاء الجسم، ما بين طعنية وقطعية، وعقب إخطار النيابة بنقله إلى مستشفى العجمي ما بين الحياة والموت، لم تتمكن من استجوابه كونه فاقدًا للوعي، ثم فارق الحياة متأثرًا باصابته التي سببت هبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف عضلة القلب.

وبتقنين الإجراءات، وتتبع خطوات المتهمين تم إلقاء القبض على أحدهما، وبحوزته السلاح الأبيض، والهاتف المحمول المستخدم في الواقعة التي تم ارتكابها في منتصف الطريق العام، وباقتياده إلى ديوان قسم الشرطة، ومواجهته أقر بالحادث.

وجاء بتحقيقات النيابة أنه وفي عام 2018 نشبت خلافات بين المتهم الأول وشخص آخر، حيث تعدى على أحد رجال الضبطية القضائية، وفر هاربًا، وعقب ذلك تم إلقاء القبض عليه، وتبين أن من قام بالإبلاغ عنه هو المجني عليه ووالدته، وحكم على المتهم الأول بالسجن 3 أعوام بتهمة مقاومة السلطات، وعام بتهمة حيازة سلاح أبيض.

وأشارت التحقيقات، المعززة بتفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة الموحودة في المنطقة، إلى أنه وعقب تنفيذ المتهم الأول لعقوبة السجن وخروجه، تقابل مع المجني عليه في منطقة مينا البصل، وتعدى الأخير على الأول بسلاح ناري، تسبب في إصابته في قدمه، وحكم عليه بالسجن 3 أعوام.

وعقب انتهاء مدة عقوبة المجني عليه، قام بفتح محل للمنظفات في منطقة الدخيلة، فذهب المتهم الثاني إليه، وحدثت مشادة قام على أثرها بإلقاء مادة على وجهه وإصابته وحكم عليه بالحبس لمدة 6 أشهر، واستمرت تلك الخلافات قائمة بينهما.

وكشفت التحقيقات، المعززة بأقوال شهود العيان، عن أن المجني عليه كان يقيم خارج دائرة قسم شرطة الدخيلة خشية من التقابل بالمتهمين وأنه قبل الحادث بيوم حال قيام المجني عليه وزوج شقيقته بالعمل على سيارة أجرة تعطلت من زوج شقيقته في محل الواقعة بشارع مسجد عبد الفتاح الطلخاوي.

وأشارت التحقيقات إلى أن المجني عليه حضر للذهاب بالسيارة إلى ميكانيكي سيارات وانتظاره وعند علم المتهم الأول بوجوده حضر حاملًا سلاح أبيض "سكين" وتعدى عليه بعدة طعنات نافذة، ثم قام بتصوير المجني عليه، وعقب مرور وقت قصير حضر المتهم الثاني وبحوزته أسلحة بيضاء وكال للمجني عليه عدة طعنات في أنحاء جسده.

ولفتت التحقيقات إلى أن المتهمين مارسوا أعمال البلطجة على الأهالي، مانعين إياهم من التدخل، وذلك بحملهم الأسلحة البيضاء، وعقب سقوط المجني عليه أرضا قام المتهم الأول بالتعدي عليه بسلاح أبيض كالسيف وقطع كف يده الأيمن، ثم استقلوا دراجة بخارية تروسيكل وفروا هاربين.

تم التحفظ على السلاح الأبيض المستخدم في الحادث بعد إرشاد المتهم الأول عنه، وكذلك الهاتف المحمول، ونقل الجثة إلى المشرحة، وتحرر محضر إداري بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة العامة؛ حيث تباشر التحقيق.