رحل الفنان لطفي لبيب عن عالمنا صباح اليوم عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض، وتُشيّع جنازته ظهر غد الخميس من كنيسة مارمرقس كليوباترا بمنطقة مصر الجديدة.
ورفض الفنان الراحل دعوة تكريم من السفارة الإسرائيلية في القاهرة، عقب تجسيده شخصية السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة" بطولة عادل إمام، مبررًا رفضه بإيمانه العميق بالقضية الفلسطينية، وحزنه الشديد لما يحدث في الأراضي الفلسطينية والقدس من انتهاكات، خاصة مع مشاركته في حرب أكتوبر 1973 التي شهدت تحقيق نصر مصري على إسرائيل.
ولم تكن تجربة لطفي لبيب في الحرب مجرد محطة عابرة، فقد كتب عنها كتابًا بعنوان "الكتيبة 26"، يروي فيه تجربته الشخصية كمجند في الحرب، ضمن أول كتيبة عبرت قناة السويس يوم السادس من أكتوبر، واقتحمت حصون العدو. كتب هذا العمل في عام 1975، أي بعد الحرب بعامين.
قدّم لبيب خلال مسيرته ما يقرب من 400 عمل فني تنوّعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، وكان عنصرًا أساسيًا في أي عمل يشارك فيه، بفضل حضوره المميز وأدواره المتنوعة.
ودخل الراحل، أمس العناية المركزة بأحد المستشفيات الكبرى، إثر تدهور مفاجئ في حالته الصحية نتيجة قصور في الجهاز التنفسي، رغم تحسنه النسبي قبل أيام وخروجه من المستشفى، لكنه عاد ليعاني من أزمة صحية مفاجئة استدعت نقله مجددًا للرعاية المركزة.
وصرح لبيب قبل أشهر قليلة بإصابته بورم في الحنجرة، وخضع لعملية جراحية لاستئصاله، لكن حالته لم تتحسن بالشكل المأمول، حيث عانى من تغيّر في نبرة صوته وصعوبة في الكلام، ليعلن بعدها اعتزاله الفن.
وفي وقت لاحق، أعلن عودة المضاعفات، ما دفع الأطباء لمنعه تمامًا من الكلام، كما أصيب بجلطة دماغية استوجبت بقاءه تحت الملاحظة الطبية الدقيقة حتى وفاته.
يُشار إلى أن آخر أعماله السينمائية كان فيلم "أنا وابن خالتي" عام 2024، إلى جانب سيد رجب وبيومي فؤاد وهنادي مهنا وميمي جمال وسارة عبد الرحمن، ومن إخراج أحمد صالح.