أكد مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، خلال جلسة لمجلس الأمن، الخميس، أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان، داعيا المجتمع الدولي إلى قبول هذه الحقيقة وضرورة التوجه إلى مدنيي السودان.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن خلال جلسة مخصصة لبحث الوضع في السودان، قال أبو شهاب: "لأكثر من عامين، دولة الإمارات، وبغض النظر عن الأكاذيب المكررة هنا، كانت واضحة بشأن أن كلا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان"، وفقا لموقع "سكاي نيوز عربية".
وتابع أبو شهاب: "لقد حان الوقت للمجتمع الدولي ليقبل تلك الحقيقة، لا يمكن لأي خطاب يلقى في هذه القاعة من ممثل أحد الأطراف المتحاربة أن يخفي من هم أو ما هم عليه، يجب على المجتمع الدولي التوجه إلى مدنيي السودان وليس جلاديهم".
وشدد خلال جلسة مجلس الأمن على أنه: "لأكثر من 900 يوم، الحرب الأهلية في السودان قد ابتلعت وطن والمعاناة الإنسانية تزداد كل يوم، وفي نفس الوقت الحالة في الفاشر تزداد سوءا كل يوم".
وأردف أبو شهاب: "دولة الإمارات العربية المتحدة تدين الهجمات المشينة ضد المدنيين في الفاشر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، ندعو قوات الدعم السريع لضمان حماية المدنيين، وندعو المجتمع الدولي إلى ضمان تقديم كل المسئولين عن الفظائع إلى العدالة".
وقال: "القوات المسلحة السودانية ابتعدت عن الهدنة الإنسانية، وكان يمكن تفادي هذا التصعيد".
وأوضح أنه في عام ٢٠٢١ "تم الاستيلاء على السلطة من خلال انقلاب مع شريك آنذاك (قوات الدعم السريع)، وتم تفكيك مرحلة انتقالية هشة ديمقراطية".
وتابع: "ومنذ ذلك الحين، فإن القوات المسلحة السودانية
أعاقت كل جهود السلام، وهذا التعنت أفضى إلى الكارثة التي نراها اليوم".
وأكمل: "منذ أبريل ٢٠٢٣، القوات المسلحة السودانية اعتمدت السيناريو نفسه؛ قصف المنازل والمدارس والأسواق واستخدمت الجوع كسلاح حرب، وكان هناك قصف ضد المدنيين، وبعض التقارير تشير إلى استخدام أسلحة كيميائية، هذا هو التطرف الذي شاهدناه في دارفور".
وأكمل: "وحين كان هناك تعثر في المفاوضات، كان رد القوات قصف إضافي، هذه العقيدة العسكرية للقوات المسلحة السودانية لم تفضي إلا إلى الدمار والفظائع في الفاشر".
وأضاف أن ممثلي القوات المسلحة السودانية يدينون "تبعات حربهم هم وكأنهم لم يكونوا المسئولين عن هذه المأساة التي يعيشها السودان".
وأردف: "وعندما لم يتم التوصل إلى هدنة إنسانية، كانت القوات المسلحة السودانية تعلم ما سيحدث وكانت تعلم مستوى العنف وتعلم أن الفاشر ستحترق ولم تأبه بذلك".
وأكد: "علينا ألا ننسى أن هؤلاء هم الأشخاص الذين شنوا الحرب ضد دارفور منذ عشرين عاما، هذا بالإضافة إلى حماية مسئولين عن الإبادة الجماعية ويدعون اليوم أنهم يريدون حماية المدنيين، هذا غير مقبول".