نسعى لتقديم تجربة استثنائية للزائر بما يليق بمكانة مصر الحضارية أمام العالم
نتوقع زيادة حجم الإقبال على المتحف بعد افتتاحه لأكثر من ثلاثة أضعاف المعدل الحالى الذى يبلغ نحو 5 آلاف زائر يوميا
الافتتاح سيكون حدثا مختلفا تماما عن أى فعالية سابقة سواء فى فكرته أو تصميمه
زيادة ملحوظة فى إيرادات المواقع الأثرية ونتوقع استقبال نحو 18 مليون سائح بنهاية 2025
فى إطار الاستعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يُعد أحد أهم المشاريع الثقافية فى القرن الحادى والعشرين، حاورت «الشروق»، وزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحى، للحديث عن تفاصيل التجربة الرقمية الجديدة، وطبيعة الافتتاح المرتقب، وخطط الوزارة لتعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.
وقال فتحى، إنه من المتوقع أن يتضاعف الإقبال إلى المتحف بعد افتتاحه لأكثر من ثلاثة أضعاف المعدل الحالى الذى يبلغ نحو 5 آلاف زائر يوميًا، لذلك نعمل على تطوير نظام رقمى لإدارة كثافة الزوار وتنظيم مواعيد الدخول، لضمان تجربة مريحة ومنظمة داخل المتحف، وإلى نص الحوار..
< بداية.. كيف تصفون المشروع الجديد بالمتحف المصرى الكبير؟
- المشروع يجسد التكامل بين التكنولوجيا الحديثة وأصالة الحضارة المصرية العريقة، ونحن نسعى لتقديم تجربة استثنائية للزائر، تمزج بين التراث والتطور التقنى، بما يليق بمكانة مصر الحضارية أمام العالم.
< ما الهدف من تطبيق المنظومة الرقمية الجديدة داخل المتحف؟
- المنصة الرقمية الجديدة تعكس رؤية الدولة فى دمج التكنولوجيا بالثقافة لتعزيز التفاعل مع التراث المصرى. المنظومة الذكية ستحدث نقلة نوعية فى تجربة الزائر، وتتيح له التفاعل مع المقتنيات قبل وأثناء وبعد الزيارة من خلال خدمات إلكترونية متكاملة.
وما أبرز ملامح هذه التجربة الرقمية؟
التجربة تنقسم إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تبدأ قبل الزيارة عبر الموقع الإلكترونى، حيث يمكن للزائر الاطلاع على تاريخ المتحف ورسالته وأبرز مقتنياته، وحجز التذاكر إلكترونيًا.
أما المرحلة الثانية فتتعلق بتجربة الزيارة نفسها، والتى ستكون أكثر تفاعلية بفضل النظام الذكى المدمج فى قاعات العرض.
وفى المرحلة الثالثة، نعمل على إطلاق تطبيق للهواتف المحمولة يتيح استمرار التواصل مع الزائر بعد مغادرته، ليستفيد من المحتوى الثقافى والتعليمى.
كيف ستتعاملون مع التوقعات بارتفاع أعداد الزوار بعد الافتتاح الرسمي؟
بالفعل، من المتوقع أن يتضاعف الإقبال إلى أكثر من ثلاثة أضعاف المعدل الحالى الذى يبلغ نحو 5 آلاف زائر يوميًا، لذلك نعمل على تطوير نظام رقمى لإدارة كثافة الزوار وتنظيم مواعيد الدخول، لضمان تجربة مريحة ومنظمة داخل المتحف.
هل سيتم تطبيق هذا النظام على مواقع أثرية أخرى؟
نعم، الخطة لا تقتصر على المتحف المصرى الكبير فقط، بل تمتد لتشمل عددًا من المواقع الأثرية الكبرى. نهدف إلى إدارة الزيارات إلكترونيًا بشكل موحد يضمن انسيابية الحركة وجودة الخدمة السياحية.
< وماذا عن تفاصيل حفل الافتتاح المنتظر؟
- الافتتاح سيكون حدثًا مختلفًا تمامًا عن أى فعالية سابقة، سواء فى فكرته أو تصميمه، ولن يتضمن نقل قطع أثرية كما حدث فى موكب المومياوات الملكية، بل سيكون عرضًا بصريًا مبهِرًا يعكس عظمة الحضارة المصرية، والحفل سيركز على استقبال ضيوف مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يتابع المشروع بتفاصيله كافة ويوليه اهتمامًا استثنائيًا.
< متى سيفتح المتحف أبوابه للجمهور بعد الافتتاح الرسمى؟
- بعد حفل الافتتاح، سيُغلق المتحف لمدة يومين مخصصين لزيارات الوفود الرسمية وضيوف الدولة، ثم يفتح أبوابه للجمهور، كما سيتم الإعلان لاحقًا عن جدول الفعاليات الثقافية التى ستستمر داخله.
< ما مدى جاهزية المتحف الآن؟
- يمكن القول إن العمل اكتمل بنسبة 99%، وما تبقى مجرد رتوش نهائية سيتم الانتهاء منها قبل الافتتاح، هذا الصرح يمثل ثمرة جهد سنوات طويلة من العمل الدءوب بإشراف مباشر من القيادة السياسية.
< فى ضوء اهتمام الدولة بالسياحة.. كيف تقيمون وضع القطاع حاليًا؟
- السياحة المصرية تشهد نموًا غير مسبوق؛ فمعدلات الإقبال ارتفعت بنحو 23% هذا العام، عن العام السابق، وهناك زيادة ملحوظة فى إيرادات المواقع الأثرية، ونتوقع استقبال نحو 18 مليون سائح بنهاية 2025، مقارنة بـ15.7 مليون العام الماضى.
ومصر تمتلك تنوعًا فريدًا فى آثارها، من الإسلامية والقبطية إلى الفرعونية، وهى موزعة على جميع المحافظات. كما نولى اهتمامًا خاصًا بالتراث القبطى، وخصصنا جزءًا من المنصة التدريبية الجديدة للوزارة لزيادة الوعى به باعتباره جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية.
< ما الرسالة التى يوجهها وزير السياحة والآثار للعالم مع اقتراب الافتتاح؟
- رسالتنا أن مصر تفتح ذراعيها للعالم لتقدم تجربة حضارية لا مثيل لها، والمتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى أو مشروع ثقافى، بل رمز لنهضة مصر الحديثة وامتداد لعظمة ماضيها العريق.
< كيف ترى وزارة السياحة والآثار تأثير افتتاح المتحف المصرى الكبير على حركة السياحة الوافدة إلى مصر؟
- المتحف المصرى الكبير سيكون نقطة جذب رئيسية للسياحة الثقافية، ونتوقع أن يُحدث نقلة نوعية فى معدلات الإقبال على القاهرة التاريخية.
ويتزامن افتتاح الصرح العالمى مع موسم سياحى قوى يشهد نموًا ملحوظًا فى حركة الوافدين من مختلف الأسواق، ونسعى لأن يكون المتحف بوابة جديدة لتعريف الزائرين بعظمة الحضارة المصرية وعمقها الإنسانى.
< ذكرتم أن الوزارة تعمل على تنويع المقاصد السياحية.. كيف يرتبط ذلك بخطط الترويج للمتحف الكبير؟
- استراتيجيتنا الجديدة للترويج لا تقتصر على المقاصد الساحلية مثل البحر الأحمر، بل تعتمد على تنويع التجارب السياحية لتشمل الوجهات الثقافية.
على سبيل المثال، نحو 93% من السائحين الألمان يتجهون للمناطق الساحلية، و85% منهم يتركزون فى الغردقة، لذا بدأنا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعى والحملات الرقمية للترويج لمواقع أخرى، وعلى رأسها القاهرة التاريخية والمتحف المصرى الكبير.
< وماذا عن استعدادات القطاع الفندقى لاستقبال الأعداد المتزايدة من السائحين بعد الافتتاح؟
- النصف الأول من هذا العام شهد إضافة نحو خمسة آلاف غرفة فندقية جديدة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى تسعة آلاف غرفة بنهاية العام، جميعها منشآت جديدة بالكامل وليست إعادة تشغيل.
كما مددنا مبادرة دعم قطاع السياحة ستة أشهر إضافية بنفس الشروط السابقة، ونعمل بالتعاون مع البنك المركزى ووزارة المالية على دراسة إطلاق مبادرة جديدة لتمويل بناء الفنادق والمنشآت السياحية، وهو ما يعزز قدرتنا على استيعاب النمو المتوقع فى حركة الزوار.
< كيف تواكب خطط الوزارة لتطوير منطقة أهرامات الجيزة الافتتاح المرتقب للمتحف المصرى الكبير؟
- الدولة تتحرك بشكل متكامل لتطوير منطقة نزلة السمان بما يتماشى مع مكانة المتحف والموقع الأثرى المحيط به.
ونسعد بأن أهالى المنطقة أصبح لديهم وعى بأهمية التطوير، وشكّلوا بالفعل كيانات للتواصل مع الجهات المعنية، ونحن نرحب بكل الأفكار والمقترحات والاستثمارات التى تخرج من المجتمع المحلى لدعم هذا التوجه.
< هناك من يتساءل عن شكل التطوير فى هضبة الأهرام.. هل سيُغيّر الطابع الأثرى للمكان؟
- أبدًا، فالأهرامات ليست مجرد مكان للترفيه أو "فسحة للسائح"، بل موقع أثرى أصيل يجب الحفاظ على طابعه وقيمته التاريخية، لذلك لن يتم رصف طرق جديدة داخل المنطقة الأثرية، ولن يُسمح بدخول السيارات إليها، حفاظًا على الهوية الأثرية والبيئية للموقع. هدفنا هو تحسين تجربة الزائر دون المساس بروح المكان أو أصالته.