واصل فريق أوكلاهوما سيتي ثاندر، حامل لقب دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، بدايته القوية هذا الموسم بتحقيق فوزه السادس توالياً، بعدما تغلب بسهولة على مضيفه واشنطن ويزاردز بنتيجة 127-108، في حين واصل سان أنتونيو سبيرز مسيرته المبهرة محققاً انتصاره الخامس على التوالي بفوزه الصعب على ميامي هيت (107-101)، في مباريات فجر اليوم الجمعة.
وفي العاصمة واشنطن، قدّم النجم الكندي شاي جلجيوس-ألكسندر عرضاً جديداً من التألق، مسجلاً 31 نقطة مع 3 متابعات و7 تمريرات حاسمة، قبل أن يكتفي بالمشاهدة من على مقاعد البدلاء في الربع الأخير بعدما ضمن فريقه التفوق المريح.
جلجيوس-ألكسندر، المتوَّج الموسم الماضي بجائزة أفضل لاعب في الدوري (MVP) وكذلك أفضل لاعب في النهائي، واصل أداءه المتوازن الذي يمنح ثاندر شخصية البطل في كل ليلة.
وبعكس المباراة السابقة التي قلب فيها الفريق تأخره أمام ساكرامنتو كينغز، فرض هذه المرة إيقاعه منذ البداية، متقدماً 59-49 مع نهاية الشوط الأول، قبل أن يحافظ على الفارق حتى صافرة النهاية دون أن يسمح لويزاردز بالعودة.
ولم يكتف جلجيوس-ألكسندر بالسطوع الفردي، إذ ساهم أيزياه جو وأجاي ميتشل في تعزيز التقدم بإضافة 20 نقطة لكل منهما، بعد دخولهما من دكة البدلاء.
واستفاد ثاندر من أخطاء مضيفه الذي ارتكب 23 كرة ضائعة، ترجمها بذكاء إلى 26 نقطة مباشرة.
ورغم الغيابات المؤثرة، إذ يواصل الفريق اللعب من دون الثنائي شيت هولمجرين وجايلن ويليامس، إضافة إلى الصدمة التي تلقاها النادي مؤخراً بعد الإعلان عن إصابة الموهبة الصربية الشابة نيكولا توبيتش (20 عاماً) بسرطان الخصية، فإن الروح الجماعية كانت العنوان الأبرز للفريق في هذه الفترة.
الأنباء السارة تمثلت في الظهور الأول هذا الموسم للهداف أيزياه جو بعد تعافيه من إصابة في الركبة أبعدته عن أول خمس مباريات. وقد قدّم أداءً حماسياً أشاد به المدرب مارك داينولت قائلاً: "لقد دخل المباراة بقوة منذ اللحظة الأولى، منحنا الطاقة التي كنا بحاجة إليها".
أما جو نفسه فقال في تصريحات على أرض الملعب: "يا رجل، زملائي يستحقون كل الفضل — إنهم يجدونني دائماً في اللحظة المناسبة. كل ما كان عليّ فعله هو تنفيذ التسديدات، وقد نجحت في ذلك".
وفي ميلووكي، كان جولدن ستايت ووريرز ضحية أخرى لفقدان التركيز والكرات الضائعة، بعدما سقط أمام مضيفه ميلووكي باكس بنتيجة 120-110، رغم غياب النجم اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو في اللحظات الأخيرة قبل المباراة بسبب آلام في الركبة اليسرى.
وسجّل ستيفن كوري 27 نقطة وأضاف الكونغولي جوناثان كومينغا 24 نقطة، لكن الفريق وقع في فخ 22 كرة ضائعة كلفته النتيجة.
أما على الجانب الآخر، فقد عوّض راين رولينز غياب يانيس بأداء استثنائي أمام فريقه السابق، مسجلاً 32 نقطة هي الأعلى في مسيرته حتى الآن.
وشهدت المواجهة تبادلاً للتقدم 16 مرة بين الطرفين، قبل أن يحسم باكس الأمور في الربع الأخير. وبعد تقدمه 87-84 مع بداية الربع الرابع، لم يسمح للفريق الضيف بالتفوق مجدداً.
وقبل 24.8 ثانية من النهاية، أطلق رولينز رصاصة الرحمة بثلاثية حاسمة رفع بها رصيده فوق الثلاثين نقطة لأول مرة في مسيرته الاحترافية.
وقال رولينز بعد اللقاء بابتسامة عريضة: "الشعور رائع، لا يمكن أن يكون أفضل من ذلك — حققنا الفوز. كنت فقط ألعب بشراسة، أبحث عن فرصي وأسعى لمساعدة زملائي".
وأكد أن فريقه كان يدرك ضرورة اللعب بروح هجومية أكبر في غياب أنتيتوكونمبو، قائلاً: "كانت تعليماتنا واضحة: لا تفوّت أي تسديدة مفتوحة، والعب بقوة في الدفاع — وهذا ما فعلناه".
أما في سان أنتونيو، فقد واصل النجم الفرنسي فيكتور ويمبانياما تقديم عروضه المبهرة، وقاد فريقه سبيرز للفوز على ضيفه ميامي هيت بنتيجة 107-101، ليرفع الفريق رصيده إلى 5 انتصارات من دون أي خسارة — وهي المرة الأولى في تاريخ النادي العريق التي يبدأ فيها الموسم بهذه العلامة الكاملة.
قدّم ويمبانياما مباراة متكاملة، مسجلاً 27 نقطة و18 متابعة (وهي الأعلى له هذا الموسم)، إلى جانب 6 تمريرات حاسمة وخمس صدّات وكرة مسروقة واحدة، في أداء جعل الجماهير تهتف باسمه طويلاً.
كما تألق زميله ستيفون كاسل بإضافة 21 نقطة، بينما كان بام أديبايو الأفضل في صفوف ميامي هيت بتسجيله 31 نقطة.
شهد الربع الأخير تنافساً مثيراً، حيث تقدم هيت مرتين بفارق نقطة بفضل سلتين من أديبايو، لكن ثلاثية حاسمة من ديفين فاسيل إثر تمريرة رائعة من ويمبانياما قلبت الموازين لتصبح النتيجة 93-91 قبل خمس دقائق من النهاية.
ومنذ تلك اللحظة، فرض سبيرز تفوقه حتى صافرة الختام، مؤكداً جدارته بموقعه بين قادة المنطقة الغربية في انطلاقة الموسم.
ويمضي ويمبانياما بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كوجه جديد للدوري الأميركي، جامعاً بين المهارة والهيمنة الدفاعية والثقة اللامتناهية التي تذكّر بأساطير اللعبة في سنواتهم الأولى.