زاهى حواس لـ«الشروق»: المتحف المصرى الكبير سيغيّر نظرة العالم إلى مصر - بوابة الشروق
السبت 1 نوفمبر 2025 6:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

زاهى حواس لـ«الشروق»: المتحف المصرى الكبير سيغيّر نظرة العالم إلى مصر

حوار - إسلام عبدالمعبود:
نشر في: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 7:46 م | آخر تحديث: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 7:46 م

- المتحف سيكون بمثابة رسالة حضارية من مصر إلى العالم تقول إننا ما زلنا نقف على أرض أجدادنا العظماء
- اليابان لعبت دورا محوريا فى إنجاز المتحف ومشاركتها كانت علمية وفنية على أعلى مستوى

مع اقتراب موعد افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر 2025، يعيش العالم حالة من الترقب لأضخم مشروع ثقافى فى القرن الحادى والعشرين.

وفى حواره مع «الشروق»، كشف عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس عن كواليس الافتتاح المرتقب، وأسرار عرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة، والدور اليابانى فى إنجاز المشروع.

إن هذا الحدث سيعيد رسم خريطة السياحة العالمية وسيقدّم لمصر صورة جديدة أمام العالم، وإلى نص الحوار..

< بداية.. كيف ترى المتحف المصرى الكبير من منظورك كعالم آثار عاش تفاصيل المشروع منذ بدايته؟

- المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى أو مشروع سياحى، لكنه إنجاز علمى وحضارى جبار بكل المقاييس، كما أن المتحف سيكون أكبر مشروع ثقافى فى القرن الحادى والعشرين، ويجسد كيف حافظت مصر على حضارتها وتراثها.
المتحف سيكون بمثابة رسالة حضارية من مصر إلى العالم، تقول إننا ما زلنا نقف على أرض أجدادنا العظماء، وما زلنا قادرين أن نقدّم للعالم دروس فى الحفاظ على الهوية الإنسانية.
العالم كله ينتظر الافتتاح، لأن المتحف هيجمع لأول مرة كنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون بالكامل، وهذا حدث لا يوجد له مثيل فى أى مكان على وجه الأرض.

< ما الذى يميز المتحف عن أى متحف آخر فى العالم؟

- أهم ما يميزه أنه لأول مرة ستعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، المكونة من 5 آلاف و398 قطعة، والتى اكتشفها العالم الأثرى هوارد كارتر داخل المقبرة عام 1922.
هذه القطع تم توزيعها منذ فترة على المتاحف، وتم عرض جزء منها فى متحف التحرير، لكن هنا سنشاهدها كلها فى مكان واحد، بتسلسل سردى يحكى قصة الملك من طفولته حتى وفاته.
طريقة العرض نفسها ستكون مبهرة جدًا، لأن القطع الأثرية ستعرض باستخدام أحدث تقنيات الإضاءة والتفسير البصرى والتفاعل الإلكترونى.
والمتحف سيقدم رؤية جديدة لمعنى «زيارة أثر»، ليس مجرد مشاهدة، لكن تجربة متكاملة تربط الزائر بالعصر الذى عاش فيه الملك، وتجعله يعيش داخل القصة.

< وماذا عن التعاون مع اليابان فى تنفيذ هذا المشروع العملاق؟

- اليابان لعبت دورًا محوريًا مهمًا جدًا فى إنجاز المتحف، ومشاركتهم كانت علمية وفنية على أعلى مستوى، حيث ساهموا فى التمويل والدعم الفنى، لكن الأهم من ذلك أنهم عملوا بإخلاص وحب حقيقى لمصر.
ومشروع ترميم مراكب الملك خوفو الذى قامت به البعثة اليابانية بالتعاون مع وزارة الآثار، يُعتبر إنجاز علمى ضخم جدًا، حيث استطاعوا أن يفككوا وينقلوا المركب الثانية التى كانت مدفونة بجانب الهرم الأكبر، وهذا عمل هندسى وأثرى معقد جدًا.
من الجميل إن اليابان ستحتفل معانا بالافتتاح، وهذا فى حد ذاته إعلان للعالم عن نجاح التعاون بين بلدين يحترمان العلم والحضارة.

< من وجهة نظرك.. ما المكاسب التى ستحققها مصر من افتتاح المتحف المصرى الكبير؟

- فى رأيى لدينا أربعة مكاسب رئيسية من الافتتاح، أولًا: المكسب الحضارى، لأن الافتتاح سيثبت للعالم أن مصر ليست فقط تحافظ على آثارها، لكنها تقوم بتطويرها وتقدّمها للعالم بشكل معاصر يليق بمكانتها.
ثانيًا: المكسب السياسى، لأن وجود قادة وزعماء من دول العالم فى حفل الافتتاح سيبعث رسالة قوية عن استقرار مصر ودورها القيادى فى المنطقة.
ثالثًا: المكسب السياحى، وهذا الأهم، لأن العالم كله سيتابع لحظة الافتتاح على القنوات والمنصات، وسيشاهد حضارة مصر بشكل جديد، وهذا سيخلق رغبة لدى الملايين أنهم يزوروا المتحف بأنفسهم.
ورابعًا: المكسب الاقتصادى، لأن المتحف سيدرّ عائد مباشر من التذاكر والمطاعم والهدايا، بالإضافة للعوائد غير المباشرة من السياحة التى سينشطها الافتتاح.

< كيف تتوقع أن يؤثر افتتاح المتحف على حركة السياحة إلى مصر؟

- العالم كله سيشاهد مصر يوم 1 نوفمبر المقبل، على الشاشات والمنصات الإلكترونية، وهذا الحدث سيكون نقطة تحول كبيرة للسياحة المصرية، وستكون هناك سياحة يابانية ضخمة قادمة لمصر.
العالم كله يعشق الملك الشاب توت عنخ آمون، لأنه بطل له جاذبية خاصة، ووجود كنوزه كلها فى مكان واحد داخل المتحف المصرى الكبير سيجذب الزوار من كل القارات.
وافتتاح المتحف سيعيد وضع مصر فى مقدمة خريطة السياحة العالمية، لأنه لا توجد دولة ثانية تستطيع تقديم ما لدينا.

< ما الذى ينتظر الزائر داخل المتحف المصرى الكبير؟

- الزائر سيعيش تجربة مختلفة تمامًا، وستبدأ الرحلة من لحظة دخوله الصالة الكبرى التى يوجد بها تمثال رمسيس الثانى، وسيكون خلفه هرم الجيزة من خلال الواجهة الزجاجية، فى مشهد يمزج بين الماضى والحاضر.
وبعد ذلك سيمر الزائر على قاعات العرض الدائم، والمجموعة الذهبية لتوت عنخ آمون، ومعامل الترميم التى تعتبر من الأكبر فى العالم.
المتحف سيكون به أيضًا مركز مؤتمرات، وسينما تعليمية، ومطاعم ومتاجر تقدّم تجربة مصرية أصيلة، والمبنى كله مصمم على أعلى معايير الاستدامة البيئية، وبه مسارات خاصة لذوى الهمم تضمن لهم زيارة مريحة ومتكاملة.

< هل يمكن اعتبار المتحف مركزًا علميًا أيضًا وليس فقط وجهة سياحية؟

- بالتأكيد، لأن المتحف به معامل متخصصة للترميم والبحث الأثرى على أعلى مستوى، وهذا يجعل منه مركزًا علميًا عالميًا، كما أن به برامج تعليمية وثقافية موجهة للأطفال والشباب، حتى نربط الأجيال الجديدة بجذورهم الحضارية.
الهدف ليس فقط عرض الآثار، لكن خلق وعى جديد بالحضارة المصرية كقوة ناعمة للعالم كله.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك