أدان الدبلوماسيون وكبار مسئولي الأمم المتحدة الذين تحدثوا في مجلس الأمن الدولي عمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها ميليشيا قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر السودانية بعد أن "انزلقت المدينة إلى جحيم أكثر ظلمة" عقب سيطرة المجموعة شبه العسكرية عليها في عطلة نهاية الأسبوع.
وأدت التقارير الواسعة عن عمليات قتل ذات طابع عرقي في الأيام الأخيرة إلى دعوة المملكة المتحدة، بصفتها صاحبة القلم في ملف السودان بالأمم المتحدة، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن في نيويورك يوم الخميس.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، قالت مارتا أما أكيا بوبي، الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة لشئون أفريقيا، خلال الاجتماع: "الوضع ببساطة مروّع. ففي الأسبوع الماضي، وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة انتهاكات واسعة وخطيرة لحقوق الإنسان داخل وحول الفاشر، بما في ذلك تقارير موثوقة عن عمليات قتل جماعي في مواقع مختلفة، وإعدامات ميدانية خلال مداهمات من منزل إلى آخر، وأثناء محاولة المدنيين الفرار من المدينة".
وأضافت: "الاتصالات مقطوعة، والوضع فوضوي. ومن الصعب تقدير عدد القتلى من المدنيين. ورغم التعهدات بحمايتهم، إلا أن الحقيقة هي أن لا أحد في مأمن في الفاشر، ولا يوجد ممر آمن لمغادرة المدينة".
وتابعت بوبي: "الدعم الخارجي يغذي الصراع. فالتدفق المستمر للأسلحة والمقاتلين إلى السودان يزيد الوضع اليائس سوءًا".
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، خلال الاجتماع: "الفاشر، التي كانت بالفعل مسرحًا لمستويات كارثية من المعاناة الإنسانية، انزلقت إلى جحيم أكثر ظلمة".
وأدان فليتشر، مقتل ما يقرب من 500 شخص في مستشفى الولادة السعودي، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف يفرّون إلى تاويلا، حيث يواجه المدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال الابتزاز والعنف والاختطاف.
وفي بيان، قال مجلس الأمن، إن التطورات الأخيرة في الفاشر كان لها أثر مدمر على السكان المدنيين، مؤكدا أن الأعضاء "أدانوا الفظائع المبلغ عنها التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية"، وفقا للجارديان.
وقالت كيت فيرجسون، المديرة المشاركة لمنظمة "بروتِكشن أبروتشز" البريطانية المعنية بمكافحة العنف القائم على الهوية والفظائع الجماعية: "نحتاج إلى تحالف طارئ للضمير يقود جهدًا عالميًا فوريًا لحماية المدنيين ووقف الفظائع، وإظهار أن تمكين تدمير الشعوب المتعمد أمر غير مقبول".
وأضافت: "في مواجهة التحذيرات المتكررة، فشل المجتمع الدولي في الاضطلاع بمسئوليته الجماعية لحماية الفاشر من الإبادة الجماعية".
وفي الشهر الماضي، وضع ما يُعرف بـ "الرباعية" – وهي مجموعة خارجية تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات وتشرف على الجهود الدبلوماسية بشأن النزاع – خريطة طريق للسلام لكنها لم تُنفذ بعد.
ودعت الخطة إلى هدنة إنسانية أولية لمدة 3 أشهر للسماح بتسليم المساعدات بسرعة، تليها هدنة دائمة، وتنتهي بفترة انتقالية تمتد لـ9 أشهر تؤدي إلى "حكومة مدنية مستقلة وواسعة الشرعية وخاضعة للمساءلة".