هل لم يكن أمامنا إلا أن يفصح الإيرانيون أنفسهم عن حقيقة نواياهم وطبيعة تحركاتهم فى كل دولة ابتليت بتغلغلهم لكى يفيق المخدوعون فى بلادنا؟ هل استوعب دعاة التقريب والانفتاح على طهران كارثية التمدد الفارسى الذى ابتلع أربع عواصم عربية فى أقل من عقد واحد؟ هل مازال بيننا مغيبون أو (ممولون) يتشدقون بـ(المقاومة) و(الممانعة) وهم يرون بوادر صفقة أمريكية إيرانية بالغة الوضوح لاقتسام النفوذ فى سائر المنطقة العربية؟.. أمّا كلمة (نتنياهو) أمام الكونجرس، فالإسرائيليون قبل غيرهم يدركون لأى غرض كانت.. تلميع انتخابى ليس أكثر.
قبل يومين نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «ايسنا» على لسان على يونسى، مستشار الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، قوله: «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهى مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما فى الماضى»!
يونسى أطلق تصريحاته النارية تلك خلال منتدى «الهوية الإيرانية» بطهران، وأضاف إليها الأسوأ قائلا: «سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران....»."
وأشار يونسى فى كلمته إلى أن بلاده تنوى تأسيس «اتحاد إيرانى» فى المنطقة، قائلا: «لا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية يجب أن تقترب من بعضها البعض، لأن أمنهم ومصالحهم مرتبطة ببعضها البعض!»
الفرس ليسوا مثلنا معاشر العرب، أفعالهم سبقت كلماتهم بكثير، وما ذكره «يونسى» هذا لا يُعد تهديدا أجوف، قدر ما هو توصيف دقيق لواقع كائن يتمدد يوميا فى العراق وسوريا ولبنان.. وصنعاء أخيرا!
الإيرانيون أساتذة فى استخدام التشيع ساترا دينيا لاستدعاء شىء من الشرعية أو حتى المعقولية تصبغ حروبهم التى لا تنتهى فى شمال وجنوب جزيرة العرب، طبعا يروج ذلك على البسطاء ويُروج له العملاء حتى تضحى الإمبراطورية الفارسية حقيقة واقعة لا تنتظر اعتراف «يونسى» الرسمى.
المعركة المستعرة فى «تكريت» الآن تدشن لاحتلال ٍإيرانى ٍمتكامل الأركان لما تبقى من أراضى العراق.. وفى الحقيقة لم يستفد أحد من وجود «داعش» كما استفادت طهران.. أما نحن فسنستبدل إرهاب «داعش» بإرهاب لا يقل عنه دموية واستنزافا لشعوبنا، إرهاب إيرانى.. مدعوم بصمت إن لم يكن تأييدا غربيا!