نشرت جريدة هارتز مقالا تعرض فيه مواقف وتصريحات وزير التعليم فى إسرائيل والتى تدعو إلى إنشاء علاقات هرمية فى المجتمع الإسرائيلى وتهدد القيم الليبرالية الديمقراطية.. ونعرض منه ما يلى:
إن تصريحات وزير التعليم رافى بيرتس كما ورد فى صحيفة يديعوت أحرونوت يوم الجمعة الماضى هو تذكير آخر حزين بأخلاقيات الشخص الذى عُهدت إليه الحكومة الإسرائيلية إدارة النظام التعليمى فى البلد. لقد أظهر مزيجًا نادرًا من الجهل والتعصب الدينى فى حديثه عن العديد من المواضيع والتى تراوحت بين المقترحات لإدخال نظام الفصل العنصرى بعد ضم المناطق الفلسطينية، وتأييد التحالف الانتخابى مع الكاهانيين العنصريين والرفض التام لمجتمع المثليين ومعارضة التحاق النساء بالجيش.
المسافة شاسعة والفجوة ضخمة بين النظرة الصهيونية ــ الحريدية لبيرتس وأى شخص يهتم بالتعليم العام والقيم الليبرالية والديموقراطية.. عندما أثارت تعليقاته انتقادات حادة فى مناسبات سابقة، ادعى بيرتس أن تعليقاته أُسىء فهمهما وتم العفو عنه.. ولكن، هذه المرة لا يجب أن يتم العفو عنه بعد التصريحات التى ألقاها.
تباهى بيرتس فى حديثه عن تعاونه مع الحزب اليمينى المتطرف «عظمة يهودية». وقال عن «ايتمار بن جبير» وهو أحد قادة الحزب أنه «لم يعد كاهانى»، قال هكذا ليدافع عن شخص يعلق صورة للقاتل «باروخ جولدشتاين» ــ الذى قام بمذبحة الحرم الإبراهيمى مع عدد من الجنود اليهود عام 1994 ــ فى حجرة معيشته. ويرى أن هناك حملة تضليل ضد «بى جبير» وحزبه... يحاول بيرتس فى موقفه إنقاذ «اليمين» وتحصين نتنياهو من المحاكمة.
هذه ليست الهُّوة الأخلاقية الوحيدة التى يريد وزير التعليم جر إسرائيل إليها. إنه يأمل أن تقوم الحكومة اليمينية المتطرفة أن تضم أجزاء من الأراضى المحتلة ــ مناطق أبعد من التى يتطلق عليها «منطقة ج» وفقا لاتفاقية أوسلو ــ بدون تمديد الحقوق لملايين من السكان الفلسطينيين. هذا النهج، الذى يقوم على الحفاظ على تسلسل هرمى مدنى وعسكرى واضح بين ملاك الأرض، الذين يتمتعون بحقوق كاملة، وعبيدهم، الذين يخدمونهم، قد فشل فى الماضى وسيفشل فى المستقبل.
إن موقف بيرتس من مجتمع المثليين يعكس رؤيته الهرمية للعالم: فهناك من هم مثليون وهناك من هم أشخاص طبيعيون ولدوا ونشأوا بطريقة طبيعية وصحية فى أسرة طبيعية مكونة من رجل ومرأة وبما يتلاءم مع التقاليد اليهودية والتى لا يجب أن «نخجل منها لأننا نعيش بهذه الطريقة الطبيعية».. وبالتالى وفقا لبيرتس أنماط الحياة المختلفة تمثل تهديدا «للنظام الطبيعى» أو الأسرة الطبيعية.. وعلى الأرجح هذا هو السبب وراء انتقاده لانضمام النساء للجيش.. الحرب التى يسعى بيرتس لشنها ضد الأطفال المهاجرين المولودين فى إسرائيل، والتى تعد جريمتهم الوحيدة هو أنهم ليسوا يهودا، هى محطة أخرى فى سلسلة الكراهية لوزير التعليم.
يشكل النظام التعليمى المجتمع الإسرائيلى بأكمله. ونظرة بيرتس الضيقة والسطحية للعالم تستبعده من شغل منصب وزير التعليم.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى