نتنياهو يقودنا كلنا نحو الفشل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 14 مايو 2025 12:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نتنياهو يقودنا كلنا نحو الفشل

نشر فى : الثلاثاء 13 مايو 2025 - 8:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 13 مايو 2025 - 8:45 م

 

حسبما تبدو الأمور فى الوقت الراهن، قد تكون هذه الضربة الاستراتيجية هى الأشد التى تتلقاها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، كان التهديد الأكبر لـ«محور الشر»، من إيران إلى حزب الله و«حماس»، يتمثل فى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

كان لدى دول «محور الشر» سبب حقيقى للقلق. ففى 20 سبتمبر 2023، قبل ثلاثة أسابيع من الهجوم الدموى، قال ولى العهد السعودى محمد بن سلمان: «كل يوم، نقترب أكثر من السلام»، وبعد يومين، صرّح بنيامين نتنياهو من منبر الأمم المتحدة: «نحن أمام خيار سيحسم ما إذا كنا سنشهد سلامًا تاريخيًا يجلب الازدهار والأمل، أم سنعانى جرّاء حرب رهيبة، وإرهاب ويأس». لم يبدُ السلام الإقليمى، يومًا، أقرب مما كان عليه آنذاك، وكان «محور الشر» يخطط للرد مسبقًا، ففى 3 أكتوبر، حذّر الخامنئى من التطبيع، وبعد أربعة أيام، تعرّضت إسرائيل لأشدّ هجوم «إرهابى» فى تاريخها.

الذريعة الدائمة التى يتذرع بها نتنياهو لإفشال التطبيع مع السعودية هى مطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا هراء، الإعلان ليس أكثر من مجرد إعلان.

ولكى نعلم أن الأمر لا يتعدى كونه تصريحًا فقط، نُشرت فى سبتمبر 2024 تسريبات أفادت بأن بن سلمان قال لبلينكن، خلال محادثة بينهما، إنه غير مهتم بقيام دولة فلسطينية، وإنه فقط بحاجة إلى تصريح إسرائيلى من أجل الرأى العام. ومع ذلك، لا يتوقف نتنياهو عن إثارة الذعر لدينا، بذريعة تهدف إلى إفشال التطبيع، والحقيقة أن الشيء الوحيد الذى يُرعب نتنياهو، فعليًا، هو تفكُّك الائتلاف الحكومى، وهذا فى الواقع أخطر، لأنه لو تم التوصل إلى اتفاق إقليمى، لكان حظى بدعم أحزاب الوسط، لكن، كعادته فى السنوات الأخيرة، فبين المصلحة الوطنية والمصلحة الائتلافية، يختار الثانية.

لم يكن الوضع السياسى فى إسرائيل أسوأ مما هو عليه الآن. كان من شأن التطبيع مع السعودية أن يُحدث تحولًا جذريًا، لكن نتنياهو لا يريد ذلك. إنه يواصل ترديد اللازمة الخاصة بـ«سحق حماس». الأمر الوحيد الذى يضمنه هذا العمل العسكرى الجديد هو مزيد من القتلى، وليس سحق «حماس»، ولا تحرير الأسرى.

 

بن درور يمينى

يديعوت أحرونوت

 

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات