ترامب ينقذ إسرائيل من نفسها - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 5:05 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

ترامب ينقذ إسرائيل من نفسها

نشر فى : الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 10:20 م | آخر تحديث : الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 10:20 م

مرةً أُخرى، أثبت دونالد ترامب أنه أحد القادة القلائل فى العالم القادرين على تغيير واقع جيوسياسى معقد. ففى حين يواصل قادة الغرب، فى معظمهم، انتهاج سياسة مترددة وحذِرة، يختار الرئيس ترامب أن يتصرف بشجاعة ووضوح، وأن يقود خطوة قد تنقذ إسرائيل والفلسطينيين من دوامة عنفٍ لا نهاية لها.
إن المبادرة الأمريكية الجديدة التى تحمل بصمته الواضحة، تهدف إلى إنهاء الحرب فى غزة، وتحقيق الإفراج عن الأسرى، وتأسيس ائتلاف عربى يتولى إدارة القطاع خلال فترة انتقالية، إلى أن تُسلّم مقاليد الحكم لسلطة فلسطينية معززة وخاضعة لإشراف دولى. إنه إجراء جرىء، لكنه ضرورى أيضا، هدفه ضمان الأمن لإسرائيل ومستقبل من الأمل للفلسطينيين.
إن ترامب، بخلاف أسلافه، لا يخشى اتخاذ خطوات كانت تُعد «مستحيلة» فى الماضى، فهو يعيد «صفقة القرن» إلى الطاولة، لكنه يحدّثها بما يتلاءم مع الواقع الذى نشأ بعد السابع من أكتوبر. إن الرؤية التى توجّهه واضحة: يجب أن يستند أى اتفاق سياسى إلى الواقع القائم على الأرض، لا إلى أوهام تسويات غير قابلة للتحقيق.
فالأساس الجديد الذى يطرحه ترامب يحافظ على مبادئ الأمن لإسرائيل، إلى جانب التقدّم لمصلحة الفلسطينيين بالتدريج، فهو لا يسعى لفرض حل غير واقعى، بل لصوغ حلّ عادل ومستدام، يضمن الهدوء والاستقرار والازدهار للطرفين. لكن ترامب يدرك أمرا آخر أيضا: إذا توقّف مسار التسوية عند غزة فقط، فلن يصمد طويلاً، وسيؤدى غياب الحلّ الشامل إلى تجدّد العنف وزعزعة الاستقرار فى الضفة الغربية، وفى المنطقة بأسرها. ولذلك هو يعمل، انطلاقا من فهم استراتيجى واسع، على بلورة مسار إقليمى شامل، تدعمه الدول العربية المعتدلة، وتشرف عليه المجموعة الدولية.
سيقول البعض إن ما يجرى «سلام مفروض». أمّا ترامب، فيفضل أن يسميه «سلاما ضروريا»، يخدم مصلحة جميع الأطراف. لقد أثبت الإسرائيليون والفلسطينيون، مرارا، أنهم غير قادرين على التوصل إلى اتفاق بأنفسهم، وترامب هو مَن يأتى بالحزم والسلطة والرؤية المطلوبة لكسر حالة الجمود.
إذا نجح فى قيادة هذه الخطوة، فسيسجَّل فى التاريخ، ليس بصفته الصديق الأكبر لإسرائيل فحسب، بل أيضا مَن أرسى سلاما حقيقيا فى الشرق الأوسط. قد تكون السنوات الثلاث المتبقية له فى البيت الأبيض كافية لبلورة واقع جديد من الأمن والاستقرار، وإرساء مسار يغيّر وجه المنطقة لأجيال قادمة.
بعبارة أُخرى، لا يساند الرئيس ترامب إسرائيل فحسب، بل ينقذها. إنه الرجل الوحيد المستعد لأن يقول للإسرائيليين والفلسطينيين الحقيقة: إن استمرار الحرب يعرّض الطرفين للخطر، ووحده السلام الشجاع المستند إلى الواقع هو الذى يكفل ضمان مستقبل أفضل.

غادي شميني
قناة N12
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

من الصحافة الإسرائيلية أبرز المقالات من الصحف الإسرائيلية
التعليقات