الحكومة والمعارضة نسيتا أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا لحرب شاملة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:56 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحكومة والمعارضة نسيتا أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا لحرب شاملة

نشر فى : الجمعة 14 أبريل 2023 - 8:10 م | آخر تحديث : الجمعة 14 أبريل 2023 - 8:10 م
ليس هناك أبشع من تصريحات المستويين السياسى والأمنى الفارغة بشأن الجهوزية فى جميع القطاعات فى مواجهة أى توتر قد يحدث. فمؤخرا، أعلن وزير المال بتسلئيل سموتريتش أن دولة إسرائيل لن تسكت عن الهجمات ضد مواطنيها، وأن أعداءها سيندمون على ذلك. كما أن رئيس حزب أزرق أبيض، رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق بنى جانتس، الذى ألقى مؤخرا خطابا عن جهوزية الجيش، هو أول المسئولين عن عدم هذه الجهوزية للحرب المقبلة المتعددة الجبهات.
عندما كان رئيسا للأركان قرر جانتس تقليص أعداد مئات الدبابات ووحدات أُخرى من سلاح البر، بعد أن جرى وضع خط أحمر ممنوع أن يتخطاه. وخلال فترة ولايته ازداد التهديد على إسرائيل بمستويات لم نعرفها من قبل: إسرائيل محاطة بآلاف الصواريخ والقذائف، وعشرات الآلاف من المقاتلين المجهزين بالسلاح المضاد للدبابات وبالمدفعية، وميليشيات شيعية موالية لإيران تزداد قوة فى سوريا واليمن والعراق.
تبدو الجهوزية العملانية للجيش وللجبهة الداخلية فى حالة من الضعف المستمر؛ فسلاح البر وسلاح الاحتياط لم يتدربا وفقدا مهارتهما. كما سمح جانتس لرئيس الأركان أفيف كوخافى الذى حل محل غادى أيزنكوت بالاستمرار فى تقليص سلاح الاحتياط، بالإضافة إلى النقص فى التدريبات، وهو ما أدى إلى إضعاف الجيش وعدم قدرته على العمل كما يجب فى الحرب المقبلة المتعددة الجبهات. بعمله هذا نسى جانتس أن الحروب لا نربحها بالشعارات، إذ من المحتمل أن نواجه حروبا إقليمية قد تتعرض خلالها الجبهة الداخلية فى إسرائيل إلى إطلاق 3500 صاروخ وقذيقة ومسيرة يوميا، الأمر الذى قد يتسبب بتدمير مئات المواقع يوميا ويوقع خسائر كبيرة ودمارا مخيفا.
وحتى لو نجح سلاح الجو فى إصابة بنك أهدافنا فى لبنان فإن هذا سيكون مثل نقطة فى بحر مقارنة بحجم القوة الموجودة لدى أعدائنا ليس فقط فى لبنان، بل أيضًا لدى الميليشيات الشيعية فى سوريا والعراق واليمن، ولدى «حماس» والجهاد الإسلامى فى غزة وفى إيران. إن إطلاق الصواريخ والقذائف والمسيرات من جانب العدو سيستمر طول أيام الحرب، بينما مخزون إسرائيل يبدو محدودا ويمكن أن يصمد لفترة قصيرة فقط. وهذا مثال كلاسيكى على ما قامت به القيادة الرفيعة المستوى فى الجيش والمستوى السياسى من ذر الرماد فى عيون الجمهور، وبدلا من إعداد الجيش للحرب فهم ينشغلون بالشكل لا بالجوهر.
وجدت إسرائيل نفسها أمام معضلة صعبة تتمثل بكيفية الرد على إطلاق الصواريخ من لبنان ومن غزة وسوريا فى عيد الفصح. لكن المستوى السياسى نسى أن إطلاق هذه الصواريخ هو بمثابة تجربة للأدوات مقارنة بالحرب المتعددة الجبهات المقبلة، التى ستُطلق فيها آلاف الصواريخ الثقيلة مع رءوس حربية تزن مئات الكيلوجرامات، كما أن جزءا منها صواريخ دقيقة يمكنها أن تصل إلى ميناء حيفا وغوش دان. ولن تنفع منظومة القبة الحديدية فى مواجهتها، وأى رد حادٍ غير متوازن من جانب إسرائيل كان يمكن أن يؤدى إلى نشوب حرب إقليمية شاملة بينما الجيش الإسرائيلى والجبهة الداخلية الإسرائيلية ليسا مستعدين لها.
وبدلا من أن نتشاجر فيما بيننا، يجب أن نقف موقفا واحدا وراء راية الأمن القومى والفردى، وأن نعطى الطاقم الممتاز ــ وزير الدفاع، ورئيس الأركان والمدير العام لوزارة الدفاع ــ الوقت والوسائل لإعداد الجيش والجبهة الداخلية بأسرع وقت ممكن لمواجهة حرب إقليمية قد تقع عاجلا أم آجلا.

يتسحاق بريك
اللواء في الاحتياط
معاريف
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات