** كان ليفربول المتصدر فى زيارة إلى ملعب الأخير ساوثهامبتون، ولأن الدورى الإنجليزى غنى بالدراما، وبمظاهر القوة تقدم ليفربول بهدف ثم تقدم ساوثهامبتون بهدفين مقابل هدف. ثم تعادل صلاح لليفربول ثم سجل هدف الفوز من ضربة جزاء. وبعد كل مباراة، نردد أن البريمير ليج أجمل وأقوى صالة عرض لكرة القدم. ولذلك يجمع مليارات الدولارات كل ثلاثة مواسم من حقوق البث المختلفة والمتنوعة، ويضخها فى الاقتصاد البريطانى متفوقا على الدوريات الأوروبية الأربعة الكبرى الأخرى، إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
** على صفحات ليفربول على السوشيال ميديا تغنى جمهور الريدز بصلاح الملك المصرى، وبدا أن هناك إجماع على استمراره فى صفوف الفريق، وقال مشجعون: «إنه اللاعب الذى يستحق الكرة الذهبية». ومع ذلك منحت بعض الحصف البريطانية محمد صلاح درجة 8 من 10، ومنحت شبكة «سوفا سكور» محمد صلاح على تقييم 9 من 10 درجات، وهو الأعلى بين لاعبى الفريقين. وقالت الأرقام أنه سجل هدفين، ولمس الكرة 46 مرة، وبلغت دقة تمريراته 75% بواقع 21 تمريرة دقيقة من 28. وسجل هدفين، ولمس الكرة 46 مرة، وبلغت دقة تمريراته 75% بواقع 21 تمريرة دقيقة من 28. وفى الموسم الحالى، خاض صلاح 12 مباراة فى الدورى الإنجليزى، سجل خلالها 10 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة، ليكون أحد أبرز اللاعبين فى البطولة.
** ولكن ما وراء الأرقام هو الأهم. إنه الإبداع. الذى يجسد الفارق بين وبين لاعب. إنه الذى ينتزع أهات الإعجاب والدهشة فى المدرجات، إنه الذى يجعل اللاعب منقذا وبطلا وقائدا. وسوف أظل مستندا على الأرقام وتحليلها لأهميتها، إلا أن اللاعب المبدع الذى تهز ألعابه وحلوله الوجدان يبقى الأهم عندى. وانظر كيف تعامل محمد صلاح مع الكرة وهو يسجل هدفه الأول وهدف التعادل لفريقه. انظر كيف استقبل تمريرة طويلة برفق، وحنان، وذكاء، ومررها من أسفل حارس مرمى ساوثهامبتون..
** عقلية صلاح تتجلى فى مشاهد خاصة، ومنها مشهد له الكثير من المعانى، وأهمها القوة الذهنية، والمشاعر الوطنية والحرص على النجاح، وكان ذلك فى المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2018 مع الكونغو حين بدا أن فرصة التأهل ضاعت بالتعادل، وفى لحظة سقط صلاح أرضا باكيا أو غاضبا ثم نهض وإلى أشار إلى زملائه وإلى الجماهير بالثورة على التعادل، كلمة الثورة دقيقة، وبالفعل حصلنا على ضربة جزاء سجل منها صلاح هدف الفوز والتأهل. وفى مباراة ساوثهامبتون سجل هدف التعادل بالمهارة، لكنه لم يخلع قميصه إحتفالا، ففريقه يتعادل ولم يفز بالنقاط الثلاث، ولكن عندما سجل هدف الفوز من ضربة الجزاء مارس الاحتفال الذى شاهده الجميع.. للحظة، اختفى قميص محمد صلاح مع الريح، واستقر فى مكان ما على حافة منطقة جزاء ساوثهامبتون. لقد خلعه، كاشفًا عن جذعه النحيل المسنود بعضلات قوية، بهدفه الثانى، من ضربة الجزاء التى سجلها وفقا لقانون الفيزياء، فسدد بقوة، لتهزم سرعة الكرة التى تتراوح بين 72 كم وبين 95 كم فى الساعة المسافة وهى 11 مترا من نقطة الجزاء، لتصل خط المرمى فى نصف ثانية وهنا يجب أن تكون سرعة حارس المرمى تقترب من 35 كم فى الساعة وهى سرعة العدائين.. والعلاقة علمية وهناك دراسات فى جامعات أوروبية عن تسديد ضربات الجزاء .. (هل نهتم بتلك الدراسات فى ملاعبنا)؟!