نشرت جريدة النهار اللبنانية مقالا للكاتبة ليليان قربان عقل، أكدت فيه على أهمية اعتماد طريق الثقة فى المؤسسات الإعلامية، فهو أساس نجاح الإعلاميين، فبدون الثقة يفقد الإعلام تأثيره ومصداقيته. توضح الكاتبة أن تحقيق الثقة فيما تتناوله مؤسسات الإعلام يتطلب الالتزام بمصداقية الأخبار، والجودة فى المحتوى، والقيم الأخلاقية، خصوصًا فى أوقات الأزمات، حيث يصبح الإعلام أداة فعالة فى تشكيل الوعى العام.. نعرض من المقال ما يلى:
لعل أقصر الطرق إلى قلوب الناس وعقولهم التى يجب على الإعلامى اتباعها للحفاظ على تصاعدية خبرته المهنية ذات الصدقية، هى اعتماده طريق الثقة.
تقول الكاتبة إن القاعدة الذهبية فى نجاح الإعلامى وإنجاح دور المؤسسة الإعلامية واستمرارية تألقها خصوصا فى ظروف الأحداث، هو الالتزام وتنفيذ مبادئ (قانون الثقة) الواجب توفره فى عملية تمتين موقع السلطة الإعلامية وتعزيز دورها فى حماية الحقيقة واستثمارها وتنمية الوعى المجتمعى العام، فضلاً عن وجوب سعى الصحفى لتعزيز مكانته المهنية والحفاظ على رصيده وشخصيته الإعلامية، كمرجعية خبرية وتحليلية قادرة على الإقناع لما تحمله من مصداقية بعيدة عن التوقعات والتنبؤات العشوائية.
لعل أقصر الطرق إلى قلوب الناس وعقولهم والتى يجب على الإعلامى اتباعها للحفاظ على تصاعدية خبرته المهنية ذات الصدقية، هى اعتماده طريق الثقة، التى تمنحه القدرة على النجاح والتفوق فى الحياة من خلال تحقيق الأهداف المرجوة من كل ما يسعى إليه من أفكار ورؤى جديدة تمنحه فرصة إثبات مكانته وفرض شخصيته على مستويين متوازيين ومتكاملين:
أولا: المستوى الاعتدادى بالنفس، وهو مستوى الثقة الشخصية، وكيفية بنائها ذاتيا وفق هندسة تراكمية متماسكة بالارتكاز على أسس ثابتة، توائم بين خبرات الماضى والرؤى المستقبلية، على قاعدة الموثوقية فى طرح الأفكار والدفاع عنها بالبرهنة الإقناعية، والثبات التصاعدى على المبادئ الأساسية التى ينطلق منها الإعلامى فى إضفاء تقييمات واضحة على كلامه وتحليلاته.
ثانيا: مستوى سعى الإعلامى لتقديم أوراق اعتماده للجمهور من خلال إضفاء الثقة على صورته وموقعه تجاه الآخرين وسعيه لإقناعهم بصحة آرائه وصوابية أفكاره بالدليل والحجة والبرهان واستخدامه النمط التفكيرى والتعبيرى الذى يعتمد على إقناعات صلبة، تزيد من جلوّ الصورة ووضوح الرؤية، وتساعد على تعزيز القدرة على التعامل الإيجابى مع المواقف التى يأخذها الإعلامى على مسئوليته أو ينشرها كوسيط وممثل للمؤسسة الإعلامية التى يعمل لصالحها.
غير أن المشكلة الأكثر دقة وحدة فى مسار الاستقرار المجتمعى فى زمن الأزمات هى بروز مظاهر القلق المحرجة فى تأدية المهمة الإخبارية والتوعوية. وهذا ما يؤكد أن المعلومة النظيفة يجب أن تخضع لشروط الجودة ولقانون الثقة، لأنه إنْ فقد الجمهور ثقته بالإعلامى سقطت الوسيلة وسقطت معها المعلومة. من هنا تبرز أهمية أن يتأكد الإعلامى من مصدر الخبر ومصداقيته قبل أن يتبناه وينشره. أن يعى مسئوليته خصوصاً فى زمن الحروب حيث يصبح الإعلام سلاحا فعالًا فى التأثير على المعنويات وعلى مسار الأحداث وتداعياتها الوطنية.
ينتج عن هذا التكامل بين مستويى منسوب الثقة بالإعلام، أن المحتوى التعبيرى المرافق لأى عملية إعلامية يجب أن يتمتع بالمصداقية والموضوعية والدقة، إلى جانب التزامه بالمرجعية المصدرية وموثوقية كل جزئيات الخبر والتغطية والتحليل والمراسلات الخبرية المرافقة لأى نشاط إعلامى يحمل توقيع الوسيلة والعاملين فيها.
ختاما، ينجح الإعلام باعتماد قانون الثقة والالتزام الصريح بمبادئه والحرص على القيم الأخلاقية التى يجب أن تكون عنوان عمله فى كل الظروف وفى ميادين تحركه فى كل وقت.
النص الأصلى:
https://tinyurl.com/5xafbeby