صعد هجوم مميت استهدف سائحين في منطقة كشمير المتنازع عليها الأسبوع الماضي التوترات بين الهند وباكستان، حيث تتهم الهند باكستان بأنها كانت وراء الهجوم، وهي التهمة التي تنفيها باكستان.
Iوقد خفضت الجارتان النوويتان مستوى التمثيل الدبلوماسي، كما هددتا بتعليق معاهدات رئيسية، و قامتا بطرد مواطني كل منهما الآخرى.
ويعد هذا أكبر انهيار في العلاقات بين الدولتين منذ عام 2019، عندما أودى انفجار سيارة مفخخة بحياة 40 جنديا هنديا في كشمير. واتهمت الهند باكستان بأنها وراء هذا الحادث، وهو ما نفته باكستان.
وقد أشارت الهند إلى احتمالية شن هجوم وشيك ولكن محدود. وتقول باكستان إنها سترد عسكريا.
ويذكر أن الهند وباكستان قامتا ببناء ترساناتهما النووية على مدار أعوام. ولكن غرضهما هو وقف الحروب وليس إشعالها.
وتتبنى الهند سياسة " عدم البدء بالهجوم ". وهذا يعني أنها سترد فقط بالأسلحة النووية في حال تعرض القوات الهندية أو الأراضي الهندية لهجوم نووي.
ومن ناحية أخرى، تتبنى باكستان سياسة مختلفة، وهى الردع الكامل، بهدف استخدام الأسلحة النووية التكتيكية لمواجهة التهديدات النووية والهجمات العسكرية التقليدية من منافستها الإقليمية الأكبر والأقوى والأغنى.
ولم تستبعد باكستان استخدام الأسلحة النووية أولا في حال شعرت بتهديد وجودي. ولكن لا يمكن لباكستان تحمل تكلفة بدء حرب نووية مع الهند بسبب التفوق العسكري لجارتها. فقد خسرت ثلاثة حروب تقليدية في السابق.
وبدلا من ذلك، تستخدم باكستان ترسانتها النووية لردع الهند عن الغزو أو شن هجوم كبير.
ولا تعلم أي من الدولتين نوع الأسلحة النووية التي تمتلكها الدولة الأخرى أو عددها . وكانت الهند قد أجرت أول تجربة نووية في عام 1974. ونفذت باكستان أول اختبار نووي عام 1988.
وتعتقد هيئات بحثية أن باكستان تمتلك 170 رأسا نووية، في حين تمتلك الهند رأسا ، 172 . وتشير بعض التحليلات إلى أن باكستان يمكن أن تكون لديها رؤوس نووية أكثر من ذلك، تقدر بنحو 200.
وعلى الرغم من العقود من العداء والشكوك، فإن الهند وباكستان وقعتا على اتفاق يمنعهما من مهاجمة المنشآت النووية لكل منهما الأخرى.
وفي إطار حظر الهجوم على المنشآت والمرافق النووية، يتبادل الجانبان قوائم بمنشآتهما ومرافقهما النووية كل يناير. وقد تبادلا القوائم لمدة 34 عاما على التوالي.
مع ذلك، لم توقع أي من الدولتين على معاهدة حظر الأسلحة النووية ، التي تهدف لمنع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة.
وشهدت المناوشات بين الهند وباكستان، هجمات مستهدفة وردا عليها ، تتصاعد ببطء، بينما تتيج لكل جانب خيار التراجع ووقف التصعيد. كما أن الاشتباكات الحدودية شائعة الحدوث.
ولكن هناك ضغطا داخليا كبيرا في الهند للرد هذه المرة لأن معظم ضحايا الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي كانوا هنودا.
ففي عام 2019، في أعقاب تفجير السيارة المفخخة، شنت الهند هجوما جويا قبل الفجر، قالت إنه استهدف معسكرا لتدريب الإرهابيين في باكستان. ولاحقا، قامت باكستان بإسقاط طائرتين حربيتين هنديتين في كشمير، واحتجزت طيارا. وتم الإفراج عن الطيار في النهاية، وبدأ الوضع في العودة لطبيعته.
ولكن هذه الواقعة أظهرت أن الهند تريد دخول المجال الجوي الباكستاني وشن هجمات، مما يضع سقفا جديدا للانتقام.
ولم يتخذ الجانبان في الأزمة الحالية خطوة حاسمة حتى الآن. وقالت باكستان إنها رصدت طائرات مقاتلة هندية فوق مجالها الجوي، وأسقطت طائرات درون للتجسس، قالت إنها تابعة للهند.
ومن المرجح أن يكون أي رد انتقامي من الدولتين على طول خط السيطرة، الحدود الفعلية التي تقسم كشمير، لاستهداف البنية التحتية للجيش أو المنشآت العسكرية. وينطوي هذا الأسلوب على خطورة إساءة التقدير، حيث أن وقوع أي خسائر بشرية يمكن أن يفاقم الشعور في الداخل.
وفي ظل الحروب الدائرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والفوضى الاقتصادية في العالم، لا يرغب المجتمع الدولي في رؤية حرب بجنوب آسيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه سيتواصل مع الهند وباكستان، وحث حكومات أجنبية أخرى على التدخل والعمل على تهدئة الأوضاع.
وأعرب حلفاء باكستان في الخليج عن رغبتهم في الاستقرار والأمن، في حين تواصلت الهند مع الدول الأعضاء بمجموعة السبع بشأن الأزمة.
وحثت الصين، الطرف الأكثر أهمية في المنطقة، الجانبين على ضبط النفس. كما ناشدت الأمم المتحدة باكستان والهند خفض التصعيد . وباختصار، لا يريد أحد هذا التصعيد.