- شيفتشوفيتش: الاتفاق رسالة سياسية قوية حول دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لأوكرانيا

أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا تجاريا مع أوكرانيا، يتبادل بموجبه الطرفان الإعفاءات الجمركية على منتجات زراعية عديدة، ويأتي ذلك رغم معارضة مزارعي التكتل الطويلة بسبب المنافسة غير العادلة مع المنتجات الأوكرانية الأرخص، لكن يبدو أن الاتفاق سياسي أكثر منه اقتصادي، إذ يأتي بعد تدخل أمريكا، ورغبتها في فرض اتفاق سلام مجحف على الدولة المُعتدى عليها من قبل روسيا.

ويؤكد تلك النظرية ما ذكره ماروس شيفتشوفيتش، مفوض التجارة الأوروبي، في بيان صدر مساء الاثنين، إذ قال: "إن الاتفاق الجديد يُرسل رسالة سياسية قوية حول دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لأوكرانيا في سعيها للدفاع عن سيادتها ومستقبلها الديمقراطي".

وبدأت روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا في فبراير 2022، واحتلت عددا من المواقع حتى الآن، وعندما عاد دونالد ترامب، إلى حكم الولايات المتحدة مجددا، أعلن ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين.

وأشارت بعض الصحف في أبريل الماضي، إلى أن أمريكا قد تجبر أوكرانيا على القبول بسيطرة روسيا على بعض أراضيها لصالح موسكو.

وفي زيارة لرئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينيسكي إلى البيت الأبيض قبل أكثر من شهر، ثار جدال عنيف مع ترامب ونائبه.

وقد يكون ترامب اكتفى بمكاسب اتفاق تحويل المعادن النادرة في أوكرانيا لبلاده في وقت لاحق، فقد باتت تعليقاته بشأن إنهاء الصراع سلبية، لكن ظل تقاربه مع روسيا قائما، ومخاوف أوروبا مشتعلة.

وربما يكون هذا الأمر سببا في توصل الاتحاد إلى اتفاقية تجارية طويلة الأجل مع أوكرانيا، تُنهي بذلك إجراءات تحرير التجارة التي كانت سارية في زمن الحرب، إلا أن تفاصيلها الرئيسية لا تزال غير مُعلنة.

وأعلن سيفكوفيتش، ومفوض الزراعة كريستوف هانسن، عن الاتفاقية في 30 يونيو، ووصفاها بأنها إطار عمل "متوقع" و"متبادل". إلا أنهما لم يكشفا عن الحصص النهائية أو الكميات المُدرجة في الاتفاقية.

وأشار سيفكوفيتش إلى الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل الدقيقة "في الأيام المقبلة".

وتحل الاتفاقية الجديدة محل إجراءات التجارة المستقلة، التي سمحت للصادرات الزراعية والغذائية الأوكرانية بدخول الاتحاد الأوروبي معفاة من الرسوم الجمركية منذ عام 2022.

وانتهت هذه الإجراءات المؤقتة في 5 يونيو الماضي، مُعيدةً بذلك العمل بشروط التجارة التي كانت قائمة قبل الحرب لفترة وجيزة.

ويُقسّم الإطار الجديد إلى ثلاثة مستويات، ويُدخل زيادات طفيفة في حصص المنتجات التي تُعتبر حساسة من قِبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل البيض والدواجن والسكر والقمح والذرة والعسل. سيتم تعديل حصص مجموعة ثانية من المنتجات - بما في ذلك الزبدة، ومسحوق الحليب منزوع الدسم، والشوفان، والشعير، والشعير الشعيري، والجلوتين - لتعكس مستويات ذروة الواردات التي بلغتها منذ بداية الحرب. أما الفئة الثالثة، التي تشمل منتجات مثل مسحوق الحليب كامل الدسم، والحليب المخمر، والفطر، وعصير العنب، فسيتم تحريرها بالكامل.

وأوضح شيفتشوفيتش أنه جرى معالجة المخاوف التي أثارتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وخاصة تلك المتضررة من تدفق السلع الزراعية الأوكرانية.

وبعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، عارض المزارعون - وخاصة في دول شرق أوروبا في الاتحاد الأوروبي – السماح بتدفق الواردات الرخيصة من أوكرانيا معتبرين إياها منافسة غير عادلة.

وبعد حوالي 100 يوم من بدء الحرب في فبراير 2022، أعفى الاتحاد الأوروبي السلع الأوكرانية من الرسوم على الواردات.

وتمتلك أوكرانيا قطاعا زراعيا كبير نسبيًا، حيث أسهم بأكثر من 7% من ناتجها الاقتصادي في عام 2023، مقابل أقل 1% من إجمالي الناتج المحلي في ألمانيا.

ولكي تدخل هذه الاتفاقية حيز التطبيق، يجب موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي عليها.