• مسئول الأمن بفرع ثقافة الأقصر هو مكتشف الواقعة من ليلة زيارة الوزير وأبلغ بها
• مدير إدارة الصيانة ومجلس المدينة مسئولان عن متابعة أعمال ترميم القصر
• عمال ترميم القصر أغلقوا هواتفهم.. والتحقيقات جارية في النيابة العامة
كشفت مصادر مطلعة في فرع ثقافة الأقصر عن تفاصيل جديدة في واقعة إحباط محاولة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بوسط المدينة، والتي أثارت جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية.
وقال مصدر مسئول داخل الفرع، إن الواقعة تم اكتشافها مساء أول أمس السبت، قبل زيارة وزير الثقافة بيوم واحد، حيث أبلغ مسئول الأمن بالموقع كلًا من مكتب محافظ الأقصر، وإدارة الفرع، التي سارعت بدورها بإبلاغ مكتب وزير الثقافة رسميًا.
وأكد المصدر، لـ"الشروق"، أن الواقعة لم تسفر حتى الآن عن القبض على أي من العاملين ضمن فريق ترميم القصر، مشيرًا إلى أن العمال ورئيسهم قاموا بإغلاق هواتفهم المحمولة فور علمهم بانكشاف الأمر، وتواروا عن الأنظار.
تعثر في أعمال التطوير
وأضاف المصدر أن الوثائق الرسمية تشير إلى أن الشركة المسئولة عن ترميم قصر ثقافة الطفل كانت قد أبرمت عقدًا مع فرع ثقافة الأقصر، يقضي ببدء الأعمال في فبراير الماضي، على أن تنتهي بحلول الأول من يونيو الجاري.
غير أن الشركة لم تُحرز أي تقدم يُذكر في أعمال الترميم حتى وقت قريب، ما دفعها إلى إرسال خطاب رسمي إلى فرع الثقافة منذ أسبوعين تطلب فيه مد فترة التنفيذ لشهرين إضافيين.
التحقيق جار أمام النيابة
وعلى ضوء ذلك، يخضع حاليًا مدير فرع ثقافة الأقصر للتحقيق أمام النيابة العامة، بينما يُجري مدير الإقليم الثقافي تحقيقات موازية أمام النيابة الإدارية، بشأن مسئولية الجهات المختلفة عن الإشراف والمتابعة.
وأكد المصدر أن مجلس مدينة الأقصر هو الجهة التي وافقت على أعمال الترميم، نظرًا لوقوع القصر في نطاق حي وسط، شأنه في ذلك شأن مدير إدارة الصيانة بالفرع.
وتابع: "إدارة الصيانة بفرع الثقافة كان من المفترض أن يتابع بشكل دوري مراحل تنفيذ المشروع، بالتنسيق مع مجلس المدينة، إلا أن ذلك لم يحدث".
وحاولت "الشروق" التواصل مع سكرتير عام مجلس مدينة الأقصر، حاتم جابر، القائم بأعمال رئيس المدينة حاليًا، الذي رفض الإدلاء بأي تصريحات متصلة بواقعة التنقيب، مكتفيًا بالإشارة إلى أن "المجلس سيبدأ في وضع صدادات حديدية في محيط القصر، ضمن إجراءات تأمين الموقع".
وفي السياق نفسه، رفض أيمن حسين، رئيس حي وسط مدينة الأقصر، الحديث عن غياب المتابعة من الحي لأعمال الترميم منذ بدايتها، مطالبًا بالعودة في هذا الشأن إلى القائم بأعمال رئيس المدينة، الذي رفض بدوره أيضًا الإدلاء بأي تصريحات.
الوزير لم "يكتشف" الواقعة
ورغم إصدار وزارة الثقافة أمس بيان تُفيد فيه أن الوزير اكتشف الواقعة خلال جولته الأخيرة، إلا أن المصدر أكد لـ"الشروق" أن الواقعة كانت قد حُرر بشأنها محضر رسمي "إثبات حالة" في قسم الشرطة قبل زيارة الوزير بيوم حتى تتمكن لجنة أثرية من الدخول للموقع واستكشاف مدى أعمال الحفر.
وأفاد المصدر، بأن زيارة الوزير جاءت على هامش افتتاح قصر ثقافة أخميم بمحافظة سوهاج، مع تعذر الوصول إلى الأخيرة بسبب أعمال التطوير التي تتم في مطارها، ما دفعه للتوجه إلى الأقصر كوجهة بديلة.
وأوضح المصدر، أن المحافظة أبلغت الفرع بالواقعة، الذي بدوره أبلغ مكتب الوزير، فقرر الأخير تفقد موقع القصر أثناء زيارته، بعد أن أُحيط علمًا بالمشكلة مسبقًا.
قطع فخارية وشواهد أثرية
وكشف مصدر بمنطقة آثار مصر العليا في الأقصر، عما ورد في تقرير اللجنة المشكلة لمتابعة أعمال حفر في موقع قصر ثقافة الطفل بالأقصر، إذ تبين أن أعمال الحفر أسفرت عن العثور على قطع فخارية وشواهد أثرية داخل حفرة بعمق 5 أمتار.
كما تبين حفر نفق يمتد بطول 9 أمتار أسفل المنازل المجاورة لقصر الثقافة، مما يشير إلى وجود محاولة ممنهجة للتنقيب عن الآثار.
وأضاف المصدر، لـ"الشروق"، أن اللجنة بعد ذلك أدلت بأقوالها في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة مؤكدة أنها قامت بمعاينة الموقع مرتين؛ الأولى مساء السبت بحضور محافظ الأقصر المهندس عبدالمطلب عمارة، الذي تواجد بالموقع قبل زيارة وزير الثقافة، والثانية مساء الأحد بعد زيارة الوزير.
واستطرد أنه تم تشكيل اللجنة للكشف عن تفاصيل أعمال تنقيب غير مشروعة أسفل قصر ثقافة الطفل الكائن بمنطقة المساكن الشعبية في وسط مدينة الأقصر، وذلك بعد بلاغ رسمي واستدعاء اللجنة من قبل الجهات المعنية.
كان مصدر بمجلس مدينة الأقصر قال لـ"الشروق" إنه في أثناء مرور لجنة من المجلس للكشف عن أي مخالفات في المباني تبين وجود أعمال حفر زائدة بشقة مجاورة لقصر ثقافة الطفل الكائن المساكن الشعبية بمنطقة أبو الجود وسط المدينة، وذلك على غير نحو أعمال التكوير التي يشهدها القصر، فتم إبلاغ رئيس المدينة والذي بدوره بلغ محافظ الأقصر.
وأضاف المصدر أن محافظ الأقصر توجه فورا إلى موقع أعمال الحفر وتبين أنها زائدة لشقة أخرى غير الشقتين التي من المفترض أن تشهدا أعمال التطوير واللتان بهما قصر ثقافة الطفل.
وتابع: "تابع المحافظ أعمال الحفر واستفسر عن خطة التطوير ومداها، وبمجرد تأكده بأن أعمال الحفر ليست ضمن الخطة، أبلغ وزير الثقافة ليطلع عليها تزامنا مع زيارته لمحافظة سوهاج لافتتاح قصر ثقافة أخميم، وهو ما حدث بالفعل".
وأشار إلى أن المحافظ وجه مدير عام منطقة آثار مصر العليا بتشكيل لجنة لكشف تفاصيل تلك الأعمال والتأكد منها بشكل أكبر إذا كانت بهدف التنقيب عن الأثار وهو ما تم السبت الماضي وأكدت اللجنة أن هناك شواهد أثرية داخل سرداب أثري، فدعا المحافظ وزير الثقافة للاطلاع على الأمر.
واستطرد المصدر: بعدما تأكد المحافظ ووزير الثقافة من تقرير لجنة الآثار المشكلة بواسطة منطقة آثار مصر العليا، تم الاستقرار على استكمال التقرير بتفاصيل ما أدت إليه أعمال الحفر وتحويل الأمر للنيابة العامة.