ألقت أحداث غزة بظلالها على عروض الدورة 18 من المهرجان القومى للمسرح، وذلك عبر إشارات تضمنها عرض «الأولاد الطيبون يستحقون العطف»، «أصحاب الأرض»، ومشاهد مباشرة عرضتها مسرحية «الصمت المحكم»، فيما ظهر القمع واستغلال البشر والتنمر بشكل عام فى أعمال أخرى، ومنها عروض «الوحش»، و«أول من رأى الشمس»، و«رحلة حنظلة».
يناقش عرض «الأولاد الطيبون يستحقون العطف» فكرة قمع المستضعفين فى الأرض بشكل عام سواء فكريًّا أو قمع الشعوب بشكل أو بآخر، وذلك من خلال نزلاء فى مستشفى الأمراض العقلية، والتحكم فيهم بممارسة كل أنواع العنف، وتسقط المسرحية بعض مشاهدها على ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وسوريا، ولبنان.
يشارك فى بطولة العرض عبد الرحمن مصطفى، وصهيب عصام، وأحمد عونى، وفرح المحمدى، ونوار سامح، والعرض دراماتورج وإخراج محمد أيمن.
وقدمت مسرحية «أصحاب الأرض» تناولا لقضايا الأرض والهوية والانتماء، حيث يسلط الضوء على صراع الإنسان مع محاولات الاستيلاء على أرضه، سواء من خلال الغزو أو الاستغلال، ويدور العرض حول شخصيات تتمسك بأرضهم رغم التحديات.
يشارك فى بطولة العرض مصطفى شوكت، وفرح عماد، وآلاء حسام، وأبانوب مينا، والعرض دراماتورج وإخراج محمد زكى.
وتظهر أحداث غزة بوضوح فى عرض «الصمت المحكم»، وذلك من خلال مشاهد تعرض على الشاشة فى خلفية المسرح، والتى جاءت كأحد العنصر الأساسية فى بناء الرؤية البصرية للعرض، مشاهد حقيقية من المجازر التى تحدث فى غزة من العدوان الصهيونى.
يشارك فى بطولة العرض عبد الرحمن حاتم، ومصطفى حمدى، ومؤمن وليد، وأحمد هشام، العرض مأخود عن مسرحية «مسافر ليل» لصلاح عبد الصبور، ورؤية إخراجية لجورج جيهام.
تناول عرض «الوحش» القمع من خلال تناول خاص، حيث تدور أحداثه حول مخترع صنع مخلوقًا من أشلاء جثث آدمية، ولكن بعد أن تشكل الكائن المخلوق معمليا يفر من المخترع ومعه دفتر يسجل فيه المخترع كيفية تصنيع كائنات أخرى، وتتصاعد الأحداث ويبدأ الكائن الذى رآه البعض فى البداية وحشًا لشكله الغريب، ووصفه البعض بالمسخ، فى التحول بعدما عرف الحب ولكن عدم تقبل الآخر وأذيتهم له بدون سبب، يصنع منه وحشًا حقيقيًّا.
يشارك فى بطولة العرض عبد الفتاح الدبركى، ونيلى الشرقاوى، وأحمد الرمادى، ومحمد حسن، ومصطفى منير، ونادين حسام الدين، وسعيد سالمان، ودراماتورج وإخراج محمد عادل.
وعن فكرة تقديم «الوحش» بهذا الشكل قال المخرج محمد عادل: أرى أن جرائم العنف والقتل زادت بشكل ملحوظ، ووددت أن أقول من خلال العرض أننا فى حاجة لتقبل الآخر، حتى لو كان شكله غريبا عننا، كما هو بطل العرض، لأننا برفضنا لهذا الاختلاف، نخلق حولنا وحوشا، وأننا فى حاجة لمزيد من الرحمة والحب.
ويقدم عرض «رحلة حنظلة» التنمر والقهر من خلال حكاية تدور أحداثها فى مدينة الألعاب التى يعمل بها «حنظلة»، بطل الحكاية، والذى يجد نفسه متهمًا وسط زملائه فى العمل، وتتوالى الأحداث حيث يواجه «حنظلة» سلسلة من المشاكل والتنمر، ليكتشف لاحقًا السبب فى كل ما حدث له.
شارك فى بطولة العرض الفنانون ندى جمال، وإسلام بونزى، ومحمد هانى، إوسلام شوقى، وكريم عبده، والعرض دراماتورج أشرف على، إخراج مروان محمود.
ومن زاوية أخرى يتناول عرض «أول من رأى الشمس» العلاقة بين الاستغلال والقمع، وذلك عبر أحداث تدور فى قبو، حيث يستقبل جمهور العرض رجلًا بملابس متسخة، بينما يحمل الممثلون مصابيح لكى ينيروا الطريق للجمهور، ومع بداية العرض يجد المشاهد نفسه وكأنه معهم داخل القبو بكل أحداثه، وأنه أصبح أسير القبو، والذى أصبح سجنا لبسطاء يستغل البعض أحلامهم ومبادئهم لتحقيق مصالحهم الشخصية.
العرض بطولة عمر حسين، وإسلام سعيد، ودينا حجاب، وأحمد سيف، ورحمة حجاب، وفاتيما العربى، وعلى سعيد، ويوستينا عزت، ومحمد صالح، ونعمة طلعت، والعرض من تأليف محمد عادل وإخراج أحمد زكى.