الانتخابات الأسترالية.. جمارك ترامب تعزز العمال.. والمحافظون بانتظار المفاجآت - بوابة الشروق
الأحد 4 مايو 2025 1:59 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الانتخابات الأسترالية.. جمارك ترامب تعزز العمال.. والمحافظون بانتظار المفاجآت

وكالات
نشر في: السبت 3 مايو 2025 - 11:42 ص | آخر تحديث: السبت 3 مايو 2025 - 11:42 ص

أدلى الناخبون الأستراليون بأصواتهم، السبت، في انتخابات عامة يُخيّم عليها ارتفاع الأسعار وأزمة السكن، وسط توقعات بفوز رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بفترة ولاية ثانية، في ظل تراجع رغبة الناخبين للتغيير نتيجة المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضبابية الاقتصاد العالمي.

لكن آمال رئيس الوزراء في الحفاظ على حكومة أغلبية مهددة، بينما يحاول منافسه المحافظ بيتر داتون تجاوز حملة فوضوية للفوز بمقاعد كافية تدفع حزب العمال إلى تشكيل حكومة جديدة بأقلية، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.

وأدلى كلٌّ من رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز وزعيم المعارضة بيتر داتون بأصواتهما في مدينتيهما سيدني وبريسبان، بعد حملة انتخابية شرسة في عدة ولايات.

توقعات بفوز حزب العمال

وتُظهر استطلاعات رأي أن حزب "العمال" في طريقه لتشكيل الحكومة، لكن مخططين استراتيجيين في الحزب يتوقعون حاجته إلى تحقيق مكاسب للاحتفاظ بأغلبية 76 مقعداً على الأقل من أصل 150، في الوقت الذي يستعد فيه لخسائر، بما في ذلك في ضواحي ملبورن وإقليم نيو ساوث ويلز.

وأشار استطلاع رأي، نُشر الجمعة في صحيفة "ذا أستراليان"، تقدم حزب العمال بنسبة 52.5% مقابل 47.5% لائتلاف الأحرار المعارض، في ظل نظام التصويت التفضيلي الثنائي الحزب في أستراليا.

ويصر زعيم المعارضة داتون على قدرته على تحقيق فوز مفاجئ، مُستمداً الأمل من فوز سكوت موريسون "المعجزة" في انتخابات عام 2019 على بيل شورتن.

لكن مصادر رفيعة المستوى في حملة الائتلاف تقلل من شأن هذا الاحتمال، وتقر بأن إجبار حزب "العمال" على التحول إلى أقلية هو على الأرجح السيناريو الأفضل بعد حملة مضطربة استمرت 5 أسابيع، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ويسعى داتون إلى أن يصبح أول زعيم سياسي يُطيح بحكومة في ولايتها الأولى منذ عام 1931، عندما كان الأستراليون يعانون من تداعيات الكساد الكبير.


واعتبر زعيم حزب العمال أنتوني ألبانيز الذي يقود حزبه للفوز في انتخابات أستراليا التشريعية بعد 9 سنوات من المعارضة أن الأستراليين "صوتوا من أجل التغيير".

وعندما سُئل داتون عما إذا كان يعتقد أن ائتلافه المحافظ قادر على الفوز في الانتخابات، قال للصحفيين في ملبورن: "بالتأكيد، أعتقد ذلك".

وقال داتون لهيئة الإذاعة الأسترالية ABC: "يوجد الكثير من الأستراليين الهادئين الذين قد لا يُخبرون جيرانهم برأيهم في التصويت، لكنني أعتقد أنهم سيذهبون إلى صناديق الاقتراع ويقولون: أتعلمون، لن أكافئ أنتوني ألبانيز على السنوات الثلاث الماضية".

فيما كان ألبانيز مُتحفظاً بشأن فرص حزب "العمال" المنتمي ليسار الوسط، في الفوز بولاية ثانية مدتها 3 سنوات. وقال لشبكة Nine Network التلفزيونية في ملبورن: "لا نأخذ أي شيء على محمل الجد حتى تظهر النتائج".

وأضاف ألبانيز في تصريحات تلفزيونية من ملبورن إن حكومته التي تنتمي ليسار الوسط "أرست أسسا متينة للغاية"، وتعهد بتحسين القدرة على تحمل تكاليف السكن وتعزيز نظام الرعاية الصحية الشامل في أستراليا خلال ولايته الثانية.

وفي حال إعادة انتخابه، سيصبح ألبانيز أول رئيس وزراء أسترالي يفوز في انتخابات متتالية منذ 21 عاماً، وهو ما فعله رئيس جون هوارد عام 2004، وأول زعيم لحزب "العمال" يحقق هذا الإنجاز منذ بوب هوك في عام 1990.

أزمة غلاء المعيشة

وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إلى أن الانتخابات تُجرى في ظل ما يصفه كلا الجانبين السياسيين بأزمة "غلاء المعيشة"، مع ارتفاع أسعار المساكن والإيجارات إلى حد كبير جراء إفلاس شركات البناء وسط التضخم السريع.

وركز الحزبان الرئيسيان في أستراليا على ضغوط غلاء المعيشة، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن حالة الضبابية العالمية الناجمة عن الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب سرعان ما أصبحت قضية رئيسية للناخبين خلال الحملة الانتخابية.

وأستراليا حليف أمني وثيق للولايات المتحدة، وتعاني عموماً من عجز تجاري مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم تسلم من رسوم ترمب، حيث فُرضت رسوم جمركية بنسبة 10% على الصادرات الأسترالية.

ويُدلي الأستراليون بأصواتهم في انتخابات عامة، السبت، في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي، تقدم حزب "العمال" المعارض، بفارق ضئيل على الائتلاف الحاكم.

وبلغ التضخم السنوي ذروته عند 7.8% بعد عام من انتخاب حزب العمال عام 2022، وارتفع سعر الفائدة القياسي للبنك المركزي من أدنى مستوى قياسي له عند 0.1% إلى 0.35% قبل أسبوعين من تغيير الحكومة. وقد رُفع السعر عشرات المرات منذ ذلك الحين، ليصل إلى ذروته عند 4.35% في نوفمبر 2023.

خفّض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في فبراير إلى 4.1%، في إشارة إلى انقضاء أسوأ مرحلة من الأزمة المالية. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُخفّض سعر الفائدة مجدداً في الاجتماع المقبل لمجلس إدارة البنك في 20 مايو، وذلك بسبب حالة عدم الاستقرار الاقتصادي الدولي الناتجة عن سياسات الرئيس ترمب.

حكومة أقلية

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن حزب "العمال"، مع بدء الانتخابات، كان يحظى بأغلبية ضئيلة بلغت 78 مقعداً في مجلس النواب، الذي كان يضم 151 مقعداً، قبل تقليص عدد مقاعد البرلمان وإجراء إعادة توزيع.

وحصل تحالف داتون المحافظ للأحزاب، المعروف باسم الائتلاف الليبرالي الوطني، على 53 مقعداً في البرلمان السابق، وكان عدد النواب غير المتحالفين مع الحكومة أو المعارضة، وهو رقم قياسي 19 نائباً.

وفي قراءة للنتائج خلال السنوات الأخيرة، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة موناش زاره جازاريان، إن الأحزاب الرئيسية كانت تحصل على نسبة أقل من الأصوات في كل انتخابات خلال العقود الأخيرة، وهو ما كان في صالح المرشحين المستقلين وممثلي الأحزاب الصغيرة.

وأضاف: "ستكون هذه الانتخابات اختباراً حقيقياً لما إذا كان ما رأيناه في عام 2022 علامة على ما سيحدث، أم أن انتخابات 2022 كانت مجرد ومضة عابرة".

ورجحت "أسوشيتد برس" أنه إذا استمر اتجاه تحوّل الأصوات بعيداً عن الأحزاب الرئيسية، الذي كان واضحاً في انتخابات 2022، في انتخابات السبت، ربما تكون النتيجة حكومة أقلية نادرة.

وذكرت أن البلاد شهدت تشكيل حكومة أقلية خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت التالية خلال فترة ولاية مدتها 3 سنوات بعد انتخابات 2010.


وعادةً ما يقر قادة الأحزاب بالهزيمة، أو يعلنون النصر يوم الانتخابات؛ لكن في آخر حكومة أقلية، أعلن نواب مستقلون رئيسيون دعمهم لإدارة حزب العمال بعد 17 يوماً من إغلاق صناديق الاقتراع.

وعشية الانتخابات، حظي ألبانيز بتأييد مؤسس "ويكيليكس"، جوليان أسانج، الذي قال إن زعيم حزب العمال "بذل جهداً أكبر لضمان حريتي من أي سياسي أو شخصية عامة أخرى"، بما في ذلك البابا الراحل فرنسيس.

جاء هذا التأييد في بيان نشره جابرييل شيبتون، شقيق أسانج، عبر منصة "إكس" أول تصريحات له بشأن الشؤون الداخلية الأسترالية منذ إطلاق سراحه من سجن بريطاني في يونيو الماضي.

"نقانق الديمقراطية"


في غضون ذلك، استقبل عدداً من الأستراليين يوم الانتخابات بعاداتهم الطريفة، فأشعلوا الشوايات، وارتدوا ملابس السباحة الضيقة المعروفة باسم "بادجي سمجلرز" خلال توجههم إلى مراكز الاقتراع.

وتناول الناخبون في جميع أنحاء البلاد "نقانق الديمقراطية" في أثناء توجههم للإدلاء بأصواتهم. ونقانق الديمقراطية عبارة عن نقانق أو برجر أو غيرها من اللحوم المشوية التي يبيعها متطوعون عند مراكز الاقتراع.

وأصبحت هذه الطقوس الأسترالية في يوم الانتخابات نقطة نقاش على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر ناخبون صوراً ومقاطع مصورة مع وجبتهم الخفيفة في أيديهم تحت وسم "نقانق الديمقراطية".

وقال أحد الناخبين على منصة التواصل "إكس" مع وسم نقانق الديمقراطية "صوت وأديت واجبي المدني بشراء نقانق الديمقراطية".

وأدلى بعض السباحين بأصواتهم في مراكز الاقتراع القريبة من الشواطئ الأسترالية الشهيرة، ومنها شاطئ بوندي في سيدني، بعد السباحة وهم يرتدون سراويل سباحة ضيقة يطلق عليها محليا "بادجي سمجلرز".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك