باحثان: ينبغي أن ينصب تركيز أمريكا على الصين بعد الأزمة الهندية - الباكستانية - بوابة الشروق
الخميس 5 يونيو 2025 6:35 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

باحثان: ينبغي أن ينصب تركيز أمريكا على الصين بعد الأزمة الهندية - الباكستانية

لندن - (د ب أ)
نشر في: الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 12:01 م | آخر تحديث: الثلاثاء 3 يونيو 2025 - 12:01 م

تعتبر باكستان ضمن عدد قليل من الدول التي يمكنها الاتصال بكل من بكين وواشنطن طلبا للدعم، وباتت البلاد تجسد عبارة "يصادق خصمين مختلفين في الأهداف".

وقال أخيل راميش مدير برنامج الهند ومبادرة الإدارة الاقتصادية في منتدى المحيط الهادئ، وسمير كالرا المدير الإداري للسياسات والبرامج في مؤسسة الهندوس الأمريكية، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إن باكستان قدمت دعما خفيا للمسلحين "الإرهابيين" الفارين من القوات الأمريكية، الباحثين عن ملجأ في أراضيها أثناء الحرب العالمية على "الإرهاب"، كما دعمت واشنطن في ذات الوقت كحليف استراتيجي خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وبمرور الزمن إلى ما بعد التهديد "الإرهابي"، حافظت إسلام أباد على علاقاتها مع بكين وواشنطن للاستفادة منهما عند الحاجة، وهذا مهم على وجه الخصوص في أوقات الأزمات منذ الأزمة التي طرأت مؤخرا بعدما قتل إرهابيون (مدعومون من باكستان على الأرجح) سياحا معظمهم من الهندوس في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم جامو وكشمير.

وذكر راميش وكالرا، أن الهجوم "الإرهابي" الذي شنته "جبهة المقاومة"، وهي فرع من جماعة "العسكر الطيبة"، التي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية "منظمة إرهابية"، أثار ردا عسكريا وغير عسكري من الهند، بما في ذلك ضربات استهدفت البنية التحتية الإرهابية في عمق الأراضي الباكستانية، وبعد ذلك صعدت باكستان الصراع عن طريق إطلاق هجمات بمسيرات وصواريخ على المدنيين ودور العبادة والمنشآت العسكرية في الهند، الأمر الذي جلب ردا هنديا أقوى أسفر عن تدمير عدة قواعد جوية باكستانية.

ومن ناحيتها، تحاشت الولايات المتحدة الانحياز لأي من الطرفين.

وفي الواقع، وصل بها الأمر إلى إقامة مقارنات مغلوطة بين البلدين، مما أغضب نيودلهي وشجع باكستان.

ولفت راميش وكالرا، إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند مرت بتحول جذري على مدار العقدين الماضيين.. وصمدت العلاقة التي بنيت على الهجرة والتكنولوجيا والتجارة، ومؤخرا على سلاسل إمداد حيوية ومتقدمة أمام العديد من الأزمات، ومن الممكن أن تصمد أمام هذه الضجة التي وقعت مؤخرا.

وفي ذات الوقت، أقام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متحدثا دون سابق إعداد، مقارنات بين الدولتين وأشار لاستخدامه التجارة وسيلة في المساعدة على التوسط في السلام بين الهند وباكستان.

وأشعرت هذه البيانات كثيرين في الهند "بشعور الخيانة" وجعلتهم يتساءلون عن جدوى الشراكة.

وزاد ترامب، الطين بلة بتباهيه بدوره المفترض في الوساطة في وقف إطلاق النار أثناء زيارته إلى الشرق الأوسط الشهر الماضي.

ومما يثير الاهتمام هو أن الهند، اقترحت في غضون 24 ساعة، فرض رسوم جمركية انتقامية على واردات الصلب والألومنيوم الأمريكية، لكن هذا قد لا يكون آخر الأضرار.

وأشار بعض المحللين، إلى أن تصريحات إدارة ترامب قد تكلف الولايات المتحدة وقطاع الدفاع الأمريكي عقودا دفاعية بمليارات الدولارات، حيث ترى الهند أن الولايات المتحدة حليف غير موثوق وغير متاح إلا في أوقات الرخاء.

وفي نهاية المطاف، كل الطرق تؤدي إلى الصين مجددا.

ويرى الباحثان، أنه يتعين على واشنطن أن لا تنظر إلى الصراع الهندي - الباكستاني من منظور حقبة الحرب الباردة، بل من العدسة الأوسع لأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويشار إلى أن الهند شريك رئيسي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وعنصر محوري في الحوار الأمني الرباعي، ويجب أن تنتبه الولايات المتحدة إلى أن باكستان وكيل للصين في جنوب آسيا.

وذكر راميش وكالرا، أن إسلام أباد تستخدم الطائرات الحربية وأنظمة الرادار الصينية بكثرة، وأنها أكبر متلق للتمويل في مبادرة الحزام والطريق عبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وتتطلع بصورة متزايدة إلى الحصول على الدعم من بكين، ناهيك عن الدعم الصيني غير المباشر لـ"الإرهابيين" الذين ينشطون في باكستان، لا سيما عندما حاولت الصين في 2019 أثناء مجلس الأمن الدولي عن تصنيف مسعود أزهر قائد جماعة جيش محمد التي تصنفها الخارجية الأمريكية باعتبارها "إرهابية"، كإرهابي بشكل رسمي وإصدار أمر بتجميد أصوله.

ورغم أن الهند تعتمد على روسيا في السلع الدفاعية، يتراجع اعتمادها على موسكو ببطء لكن بصورة مطردة، فيما تحل المعدات الدفاعية الفرنسية والإسرائيلية محل جزء من الواردات، كما أن الرئيس ترامب لم يجعل روسيا العدو الأول مثل الرئيس السابق جو بايدن لكنه جعل الأولوية في أول 100 يوم من رئاسته لاستهداف الصين؛ بسبب التجارة والمخاوف الأمنية.

ولدى بكين "حلفاء" قلائل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وباكستان واحدة من هؤلاء الحلفاء حيث عادة ما توصف علاقتها بالصين بأنها "قائمة في كل الأحوال".

وحذر الدبلوماسي الصيني السابق فيكتور جاو، الهند في نقاش تلفزيوني من "الاستخفاف بالتزام الصين تجاه باكستان في الدفاع عن المصالح الشرعية الباكستانية فيما يتعلق بسيادتها ووحدة أراضيها".

وإذا أجرى ترامب مقارنة ومباينة بين العلاقات مع الهند وباكستان، سيرى أن الهند بلا شك سوق أكبر للبضائع الأمريكية وعنصر في استراتيجية التنوع في سلاسل إمداد "الصين + 1"، أي الاعتماد على دولة أخرى إلى جانب الصين، ودولة حيوية في أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.. ووفقا لذلك فإن الوقت قد حان لأن تلائم السياسة الأمريكية هذا الواقع وتعامل الهند كقوة عالمية صاعدة وباكستان كدولة مفلسة خاضعة للصين.

وفي نهاية التقرير، قال راميش وكالرا، إنه رغم أن تصريحات ترامب المرتجلة أدت إلى إحباط، يجب أن تظل الهند تأخذ في اعتبارها فرص التكنولوجيا الحساسة والفرص التجارية مع الولايات المتحدة.

وبغض النظر عن الجلبة التي ثارت مؤخرا، يجب أن تواصل نيودلهي الرهان على الشراكة بين الولايات المتحدة والهند على المدى الطويل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك